أخبار البلد - صغيران من رفح وجدا أن مركبة مدمرة قد تكون الملاذ لهما ففرا إليها أمام ويلات الحرب، وسط برد قارس يشتت أجسادهم، ويبعثر مشاعرهم الممزوجة بالخوف، وعقل مزدهم بالمشاهد المؤلمة.
صغيران بحثا مليا من أجل الحصول على بصيص من الأمان والدفء في ظل ما يعانيه القطاع من أوضاع مريبة، تفتقر التعابير لوصفها أمام حجم الكارثة ومدى اللإنسانية التي جاوزت الخطوط الحمراء.
الكلام في هذا المقام يصعب حصر ما يُختزل من مشاعر وباتت الصورة أقصى من الكلام، فقد ناما في جوع وفي عطش وفي برد وفي ظلم واليوم لم يجدا سوى مركبة على قارعة الطريق تضررت جراء القصف المتواصل من الكيان المسعور.
نظرات عابثة في أرجاء المكان، وخوف وهلع مسيطران عليهما، يبحثان عن كسرة خبز أو ماء يروي عطشهما، ولم يكن لهما أرادا.
من نوافذ المركبة المدمرة يترقبان المشهد المحزن، وفي عيونهما ظلام دامس بعد أن فقدا أفرادا من عائلتهما، التحقوا بقافلة المضحين بأرواحهم في سبيل الوطن والقضية الفلسطينية.
نظرات قاسية بمعنى الكلمة، فقد خُذلوا من عار بات حديث العالم في ظل ما يعانيه القطاع في حرب شرسة ومستعرة عنوانها تهجير وإبادة.