انتشرت مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي توثق جنودا إسرائيليين يفجرون مباني في قطاع غزة، انتقاما لقتلاهم في المعارك الأخيرة بالقطاع الذي يشهد حربا شرسة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ولم يحدد هؤلاء الجنود مواقع التفجيرات أو تواريخها، لكنهم أشاروا بوضوح إلى أنها تأتي ردا على الخسائر البشرية في صفوفهم.
وقال أحدهم في مقطع فيديو إن الانفجار القادم هو جزء من انتقامه لشقيقه الأصغر الذي قتل في غلاف غزة، دون تحديد التاريخ.
وأضاف -عبر شبكة الهاتف الداخلية للجيش قبل التفجير- أن الانفجار التالي مخصص لذكرى أخيه الصغير أور يوسيف ران الذي قتل بالقرب من بلدة كفار عزة.
وأظهر مقطع فيديو آخر انفجارا كبيرا في أحد الأحياء الفلسطينية، مصحوبا بتصاعد الدخان والغبار من المكان.
وقال جندي إسرائيلي بالمقطع المصور إنه يقوم بهذا التفجير تكريما لذكرى شقيقه الأكبر الذي قتل في معركة في قطاع غزة، دون تحديد التاريخ أو الموقع. وأوضح ذلك أيضا عبر الهاتف الداخلي لجيش الاحتلال.
وفي مقطع فيديو ثالث، وثق جندي إسرائيلي تفجيرا لذكرى قائده الذي قتل في معارك غزة، مشيرا إلى أنه "إهداء وتكريم لذكرى الملازم نتائيل الكوبي" وفق ما قاله عبر شبكة الهاتف الداخلية للجيش.
وأضاف أن التفجير تخليد لذكرى الكوبي وجميع القادة وجنود الكتيبة 630 الذين قتلوا في المعركة. وقام الجنود بالعد التنازلي من 5 إلى 0 قبل توثيق التفجيرات في أحياء فلسطينية مختلفة بقطاع غزة.
ومنذ بداية العدوان على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وثق العديد من الجنود الإسرائيليين أعمالا انتقامية تشمل نسف المنازل وإحراقها وتخريب المحال التجارية في غزة.
وتُعتبر هذه الأعمال انتهاكا للقواعد العسكرية، وقد أعلن الجيش الإسرائيلي فتح تحقيق في الحوادث، لكن لم يصدر أي إجراءات تأديبية حتى الآن ضد جنوده.
وارتفع عدد القتلى من الجنود والضباط الإسرائيليين منذ بداية الحرب إلى 574، بينهم 236 في المعارك البرية التي بدأت يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفقا للبيانات الأخيرة المنشورة على موقع جيش الاحتلال على الإنترنت.
ومنذ "طوفان الأقصى" تشن إسرائيل حربا شرسة على القطاع الفلسطيني المحاصر، أسفرت حتى أمس الأحد عن استشهاد 28 ألفا و985 مواطنا، وإصابة 68 ألفا و883 آخرين، معظمهم أطفال ونساء. كما تسببت هذه الحرب في تدمير هائل للبنية التحتية، مخلفة "كارثة إنسانية غير مسبوقة" وفق تقارير فلسطينية ودولية.