في ظل الهجمات الإسرائيلية المستمرة، وصف الفلسطيني أيمن حياة سكان مدينة غزة بعبارة مؤثرة قائلا "نموت دون سابق إنذار ولا صدى لاستغاثاتنا".
وفي لحظة مأساوية، وأيمن يجلس بمنزله في حي الدرج شرق مدينة غزة، انهار على رؤوسهم المنزل الذي كان يضم 137 شخصا، بينهم نازحون. وبدون سابق إنذار، ألقت المقاتلات الإسرائيلية الحربية صاروخا ضخما أدى إلى وقوع ضحايا قتلى وجرحى.
وواصل المواطن الحديث مع وكالة الأناضول، وبجوار ابنه المصاب في قدمه، وهو ممدد على الأرض في مستشفى المعمداني، قائلا "هذا الصاروخ المحرم دوليا، أسقط منزلا مكونا من 6 طوابق".
ومن ناحية أخرى، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن استخدام إسرائيل أسلحة محظورة دوليا ضد المدنيين والأطفال والنساء بالقطاع، وذلك في إطار الحرب الشاملة التي تشنها ضد سكان غزة.
وخلال حديثه، أشار أيمن إلى أن الحياة قبل بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع كانت صعبة، وأنها أصبحت الآن أسوأ بكثير. واستطرد قائلا "أنا مواطن كنت أعيش حياة بسيطة، كل يوم بيومه، نعيش بالقليل من كل شيء، لماذا يتم استهداف منزلي؟ ما ذنبنا؟".
وأشار المواطن إلى أن كلمة "أنجدونا" أو "أغيثونا" التي توجه للعالم بسبب الأوضاع في غزة، هي في الواقع قليلة ولا صدى لها.
وعبر أيمن عن أمانيه بانتهاء الحرب وإعادة إعمار المنازل، وأنه يريد أن يرى أبناءه بخير. وأوضح أن الجيش الإسرائيلي أراد منهم أن يرحلوا بعيدا عن منازلهم لكنه رفض، مشيرا إلى أنه لم يبق لهم سوى الصمود اليوم، ولن يتخلوا عنه.
وأكد المواطن "سنبقى صامدين في غزة، ولو قتلوا كل أولادنا سنبقى كذلك". واستنكر أي مساع إسرائيلية لتهجير سكان القطاع عن أرضهم، متسائلا "هذا وطننا، لمن نتركه؟".
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع، تنتشر أنباء إسرائيلية حول فكرة تهجير الفلسطينيين إلى صحراء سيناء المصرية، عبر عملية "نزوح جماعية".
ونهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أفادت صحيفة هآرتس الإسرائيلية بأن وزارة الاستخبارات قامت بإعداد دراسة تتناول 3 بدائل لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، من بينها فكرة تهجير السكان إلى سيناء.
ومنذ عملية "طوفان الأقصى" تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة، أسفرت حتى أمس الجمعة عن استشهاد 27 ألفا و947 فلسطينيا، وإصابة 67 ألفا و459 آخرين، معظمهم أطفال ونساء. كما تسببت هذه الحرب في تدمير هائل للبنية التحتية، مخلفة "كارثة إنسانية غير مسبوقة" وفق تقارير فلسطينية ودولية.