أخبار البلد - تظاهر آلاف الأرجنتينيين أمام وزارة الخارجية الأرجنتينية في العاصمة بوينس آيس، ضد زيارة الرئيس خافيير ميلي إلى "إسرائيل"، وإعلانه نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، في الوقت الذي يرتكب فيه جيش الاحتلال إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني.
وعبر العديد من المتظاهرين المنتمين إلى منظمات اجتماعية وسياسية في مقدمتهم "لجنة التضامن الأرجنتينية مع الشعب الفلسطيني"، عن احتجاجهم ومعارضتهم التامة لزيارة ميلي إلى "تل أبيب".
وقدم المتظاهرون وثيقة إلى مقر وزارة الخارجية، حملت عنوان "ليس باسمنا"، بمشاركة النائب الأرجنتيني نيكولاس ديل كانيو، والنائب سيليست فييرو، والنائب غابرييل سولانو، إلى جانب عدد من قادة المنظمات والأحزاب الأرجنتينية.
وجاء في الرسالة التي تلقت "قدس برس" نسخة منها، أن " الاحتلال ارتكب بحق الفلسطينيين أكبر مذبحة إبادة جماعية موثقة في التاريخ، وأن قادته يتباهون بجرائم الحرب التي يرتكبونها على شبكات التواصل الاجتماعي والبرامج التلفزيونية في وسائل الإعلام الغربية الكبرى".
وحذرت الرسالة من خطورة ما أسمته "تقديم الدعم السياسي من قبل الرئيس الأرجنتيني لـ(إسرائيل)"، مضيفة أنه "سيحكم التاريخ بقسوة على أولئك الذين دعموا جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية".
كما دعت الرسالة "المجتمع المدني الأرجنتيني إلى الاحتجاج بقوة على هذا -الشيك المفتوح- الذي يمنحه الرئيس الأرجنتيني لحكومة (إسرائيل) لمواصلة ذبح السكان العزل في قطاع غزة".
وقالت النائبة الأرجنتينية السابقة جوليا بيريه من جانبها، إن "القرار الخاطئ الذي اتخذه الرئيس ميلي، يجعل الأرجنتين تؤيد الإبادة الجماعية التي تقوم بها الدولة الصهيونية في غزة وتعترف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل،) وهو ما سيعرضنا أيضاً كدولة لصراع دولي لا لزوم له".
وأضافت بيريه، في تصريحات لـ"قدس برس"، أن "قرار ميلي خالف نقطتين مهمتين، الأولى، القرار الأممي 181 لعام 1947، والذي ثبت أن القدس يجب أن تظل أرضا تحت السيطرة الدولية، والثانية أن الأرجنتين لها تاريخ طويل كدولة محايدة تسعى إلى الدعوة إلى السلام".
وشددت بيريه، وهي رئيسة مرصد العلاقات الدولية بمؤسسة فيكتوريا، على أن قرار الرئيس الأرجنتيني " لا يعبر عن غالبية المجتمع الأرجنتيني الرافض للمذبحة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة"، مبينة أن " الأرجنتين لديها سليل مهم من الشعوب العربية، وبالتالي ستبدأ هذه الجاليات بالشعور بعدم الأمان".
ورأت بيريه أن "ما أقدم عليه الرئيس ميلي يعود لارتباطه بالطائفة الأرثوذكسية اليهودية وهو يؤمن أن الشعب الفلسطيني عدو للشعب الإسرائيلي"، مضيفة أن "القرار السياسي يسعى أيضاً للتشكيك في شكوى جنوب إفريقيا ضد (إسرائيل)، والعمل على تجاهلها".
وكان الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، الذي يزور "تل أبيب" رسميا، دعا في وقت سابق من الأربعاء، إلى "إطلاق سراح 136 أسيرا تحتجزهم حماس"، خلال لقائه مع رجال أعمال يهود.
وبدأ الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي زيارته إلى "إسرائيل" الثلاثاء، وأعلن فور نزوله من الطائرة عن نقل سفارة بلاده إلى القدس، معتبرا أنه يريد التعبير عن "دعمه لشعب إسرائيل".
وأدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من جهتها، قرار الرئيس الأرجنتيني المتمثل بنقل سفارة بلاده لدى الاحتلال إلى مدينة القدس المحتلة.
وقالت الحركة في بيان لها، إنها "تدين وتستنكر بشدة هذا القرار، ونعتبره تعدياً على حقوق شعبنا الفلسطيني في أرضه، ومخالفةً لقواعد القانون الدولي باعتبار القدس أرضاً فلسطينيةً محتلة".