اخبار البلد_الذين اعتصموا أمام محافظة الطفيلة وواجهوا الدرك، هم من المتعطلين عن العمل الذين سُدّت بوجوههم الطرق، فكان ما كان من العنف، لينذرنا بقرب انفجار قنبلة البطالة المتصاعدة أرقامها في بلدنا.
الأجهزة الأمنية اصطادت الفرصة، وقررت تسييس الموقف دون أدنى حد من توقع مآلات هكذا مغامرة خطيرة، فقامت باعتقال نشطاء من الحراك الشعبي لم يكونوا مشاركين في الاعتداء.
هذا التصرف المكشوف أمام مواطني محافظة الطفيلة، لن يمر دون ردود فعل يصعب توقعها، وعلى ما يبدو أنّ في الدولة من يريد توتير الأجواء وجرّ المشهد إلى ما لا يحمد عقباه.
من المعتقلين الخمسة من كان يقوم بتنظيف شارع المحافظة من مخلفات المواجهات التي جرت بين الدرك وبين المتعطلين عن العمل.
المجتمع هناك مقتنع وعلى بينة واضحة من أنّ الاعتقالات كانت كيدية، وبالتالي لن تنفع رواية الأمن من غسل أدمغة الطفايلة على التحديد، وهنا يطالب أهل الطفيلة بإطلاق سراح أبنائهم على وجه السرعة، وإلاّ قد نشهد موقفا تراكميا يصعب تداركه بعد ذلك.
حراك الطفيلة سواء في المدينة هناك في الجنوب، أو هنا في حي الطفايلة، يعتبره النظام من أنشط الحراكات وأكثرها تماسكا وشجاعة وسلمية وإزعاجا.
ولهذا، ربما يفكّر قصار النظر من داخل أروقة النظام أنّ الفرصة سانحة لضرب الحراك ولجرّه نحو ميدان العنف والمواجهة لضرب قواعده المتزايدة في الطفيلة.
الحكومة مدعوة وبسرعة البرق لتدارك التداعيات المحتملة لما يجري في الطفيلة، فالناس في البلد ومع استعار الغلاء أصبحت "روحها على باب مناخيرها"، والبيئة مهيأة لهبة شعبية شاملة قد تقودنا إلى مجهول لا سمح الله.
مقررو الاعتقالات في الطفيلة أفادوا الحراك الشعبي أيّما إفادة، فقد تداعت الحراكات لاتخاذ موقف مساند للطفايلة في خطوة تعيد الحميمية إلى خطوط الاتصال العامة بين كل النشطاء في الأردن.
الأردنيون يعيشون ظروفا اقتصادية صعبة، كما أنّهم يشعرون بإهانة عميقة بسبب السرقات التي نالت من ماليتهم العامة، وهنا يجب مراعاة أفعالنا وضبط ردود أفعال الدولة وإلاّ سيكون السياق محتوما وصعبا للغاية.