اخبار البلد_ في طريقة احتيال تكاد الاغرب من نوعها يقوم اشخاص يقودون ( صهاريج ) محروقات لا تحمل أي اسماء او ارقام لهواتف بـ( شفط ) ما تحويه خزانات الديزل , بحجة قيامهم بتعبئتها في هدف معلن , فيما هم يقومون عمليا بسحبها خلسة
هذا ما يؤكده الخمسيني ابو نبيل الذي يعمل في مجال تعبئة المحروقات منذ حوالي ثلاثين عاما , اذ لاحظ كما يضيف ومنذ فترة كانت ذروتها ما شهدته المملكة من تساقط للثلوج قبل ايام وجود اشخاص يقودون صهاريج وباحجام مختلفة من المفترض انها مخصصة للمحروقات , بيد انه علم لاحقا ومن خلال جولاته ان هؤلاء الاشخاص يدّعون قيامهم بتعبئة الوقود للناس فيما هم يسرقونه .
عدد من الاسر تؤكد انها فقدت كل كميات الديزل بعد ايام قليلة من قيامها بتعبئتها , واكد على ذلك احد المواطنين , وزاد على انه وبعض جيرانه فقدوا ما قاموا بتعبئته مشيرا الى انه خسر في غضون ثلاثة ايام مبلغ الف و60 دينارا هي قيمة مترين من الديزل .
ويقول ان ضعاف النفوس هؤلاء يستغلون ربما الظروف الجوية والبرد القارس والضباب وساعات الصباح الباكر او الليل المتأخر معتقدا ان من يحتال على المواطنين بهذه الطريقة يكون بالضرورة قد راقب البيوت , وتأكد من خلوها او من عدم قدرة قاطنيها على الحركة كأن يكونوا من كبار السن مثلا .
ويشير الى ان احد الجيران قال له انه لم يكثرت لوجود صاحب الصهريج الذي سرق الديزل من منزله لانه اعتقد انه يقوم بتعبئته في غياب صاحب البيت.
احد الاشخاص يؤكد على صحة قيام البعض بسرقة الديزل حين روى ان صاحب احد الصهاريج لاذ بالفرار عندما حاول سؤاله عن سبب وجوده بالمنطقة , وكان قد اوصل خرطوم الصهريج الى داخل الخزان عبر سور احد المنازل , وبعد فرار السائق تفقد الشخص الخزان ووجده خاليا تماما , واقفاله مخلوعة . ويستهجن مدير عام مؤسسة المواصفات والمقاييس الدكتور حيدر الزبن هذه الطريقة التي فيها تطاول على حقوق الناس كما يقول , مؤكدا انه وبهدف حماية صحة وسلامة وبيئة المواطن فان المؤسسة تقوم وحسب قانونها رقم 22 لسنة 2000 بمراقبة صهاريج نقل وبيع مادة السولار للمواطنين من خلال كوادر المؤسسة وعبر جولات فجائية يومية .
ويتابع ان المؤسسة معنية بمتابعة جميع الشكاوى التي ترد اليها حول موضوع صهاريج نقل وبيع السولار , وتقوم بشكل دوري بالتحقق من منظومة القياس الموجودة على الصهاريج ، ومن مطابقة عداداتها للقواعد الفنية والمواصفات القياسية الأردنية قبل وضعها للاستخدام العام على الصهاريج من خلال تقارير فحوصات مخبرية صادرة عن مختبرات معتمدة دولياً.
وتشدد المؤسسة وفقا للدكتور الزبن الرقابة في هذا السياق منعاً لأي تلاعب أو غش صادر عن العاملين على نقل المحروقات للمواطنين , منوها الى ان البعض من الذين يقومون بشفط المحروقات يستغلون كبار السن .
ويبين ان المؤسسة لا تقوم بإصدار أي تصريح لأي صهريج ما لم يتبع رسمياً لمحطة بيع محروقات مرخصة لهذه الغاية بحيث يتحمل سائق الصهريج والمحطة نتائج أي تلاعب يصدر عن سوء استخدام هذا الصهريج .
ويبين انه وفي حال ضبط أي حالة تلاعب أو غش بمنظومة القياس أو غش في مادة السولار، تقوم المؤسسة بتحرير ضبط ومخالفة بذلك وتحويل سائق الصهريج والمحطة المسجل لديها الصهريج للمحكمة المختصة إضافة إلى مصادرة أداة القياس (العداد) وأخذ تعهد بعدم التكرار وحسب الأصول القانونية.
وتنوه مؤسسة المواصفات والمقاييس انه بامكان المواطنين الاتصال بمركز الاتصال الوطني على الرقم 5008080 او الاتصال مباشرة بمكتب المدير العام على الرقم 5301231 .
رئيس جمعية حماية المستهلك الدكتور محمد عبيدات يسجل استغرابه من طريقة الاحتيال هذه , ويؤكد ضرورة التأكد من الاقفال المحكم لخزانات الوقود وتفعيل الرقابة وتغليظ العقوبات على كل من يقوم بذلك .
فيما يهيب الناطق الاعلامي في مديرية الامن العام المقدم محمد الخطيب بالمواطنين ضرورة التحقق من هوية ورخصة اصحاب الصهاريج والتأكد من حقيقة اهدافهم مبينا انه من المفيد سؤالهم عن اسباب وجودهم في المنطقة في حال غياب جيرانهم .
ويشدد على ضرورة قيام المتظلمين من سرقة الديزل بتقديم شكاوى للمراكز الامنية التابعة لمناطقهم لملاحقة المحتالين وايقاع العقوبات اللازمة بحقهم وفقا للقانون .