اخبار البلد_ قال كتاب "كاتم أسرار الملك" لمؤلفه رئيس محطة وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) في الأردن جاك أُكُنِّل ان المعتقلين الاردنيين كانوا يتعرضون للتعذيب.
وزعم الكاتب بان مكتب التحقيقات الاتحادي (FBI) هو من كشف محاولة الانقلاب على الملك حسين في أيار 1958 عبر التنصت على مكالمات السفارة المصرية في واشنطن, التي أجراها الملحق العسكري المصري بالملحق العسكري الأردني محمود الروسان.
ويقول الكاتب في كتابه الصادر في 2011 انه أخبر الملك حسين بموعد الهجوم الإسرائيلي على مصر في العام 1967، وكذلك طبيعته وشكله، بعد موافقة الرئيس الأميركي لندن جنسن.
وذكر المؤلف أنه شارك في مؤتمر أكاديمي أو أكثر للاتصال مع ضباط استخبارات أجانب يتقاضون معاشات من وكالة الاستخبارات المركزية، ليعقب مترجم الكتاب زياد منى بالقول ان هذا يوضح بأنه من الصعب قبول فكرة أن المؤتمرات العلمية، المتخصصة في العلوم الإنسانية على نحو خاص، تلتئم لأجل العلم، فحسب، اذ "من الصعب قبول فكرة أن عملاء المخابرات غير متواجدين في المؤسسات الثقافية والعلمية والأكاديمية".
ووصف المؤلف رئيس الاستخبارات الأردنية الأول، محمد رسول الكيلاني، بأنه يشبه راسبوتين شكلا وأخلاقيا.
كما يؤكد تشارك وكالة الاستخبارات المركزية والمخابرات الأردنية في زرع أجهزة تنصت في السفارة المصرية بعمان.
المؤلف أعرب عن قناعته، وكذلك قناعة كثير من زملائه بأن هنري كيسنجر هو من خطط لحرب 1973 بالاتفاق مع أنور السادات، حيث أخبره بأنه ليس ثمة من سياسة للولايات المتحدة في المنطقة، لكن لديها سياسة إدارة الأزمات.
ونقل عنه قوله :" يجب أن تحدث أزمة وأن يسيل الدم حتى نتدخل".
الكاتب يرجح أن الرجلين اجتمعا سرا في شرم الشيخ واتفقا على أمور الحرب.
ويقول أُكُنِّل بان الرئيس المصري خدع شريكه في الحرب الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد.اذ هدف الأول كان تحريك الوضع وليس أبعد من ذلك، أما هدف الرئيس السوري فكان اعادة الجولان.
ويقول :"الرئيس المصري خان شريكه في الحرب عندما أمر بوقف تقدم القوات المصرية في سيناء عند الممرات ليمكن الإسرائيليين من سحب قواتهم من سيناء لمواجهة الجيش السوري في الجولان الذي وصل إلى بحيرة طبرية".
ويشير الى ان هنري كيسنجر وعد الملك حسين بإعادة الضفة الغربية إليه في محادثات السلام التي عقبت الحرب، لكن هذا لم يحصل.
ويلفت الكاتب الى ان مبادرة الملك عبد الله ملك العربية السعودية (كان وقتها ولي العهد) التي عرضت على إسرائيل اعتراف كل الدول العربية والتطبيع الفوريين معها مقابل تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 242، والتي صرح بها في مقابلة مع الصحفي الأميركي توماس فريدمان في شباط 2002. المبادرة تلك، كانت، وفق المؤلف، فكرته هو ومن صياغته أيضا، وكان قدمها للملك حسين من قبل ومن بعده للملك عبد الله الثاني فور انتهاء مراسم دفن والده، المبادرة جاءت ردا على قول قادة إسرائيل إنه ليس لدى الفلسطينيين أي شيء يقدمونه، فاقترح أن تقدم الدول العربية، جميعها، مبادرة للاعتراف بإسرائيل والتطبيع الفوري معها.
المؤلف فوجئ عندما أعلن توماس فريدمان أن المبادرة، التي صاغها هو قد وصلت إلى [ولي العهد الأمير] عبد الله ويظن أن خطوطها وصلته في ذلك الوقت بطريق سفير الأردن في واشنطن مروان المعشر أو أحد مستشاري ملك المغرب من اليهود. ومن المعلوم أن مؤتمر القمة العربية الذي عقد في بيروت في شباط من العام نفسه أقر الخطة، مع إضافة بند "حق العودة" الذي كان تجميليا ليس غير، بهدف لفت الأنظار بعيدا عن جوهره مقارنة بلاءات الخرطوم الثلاث.
وبتقدير المترجم "منى" فالكتاب مهم، رغم الحذر الضروري الذي يجب ألا يغيب عن ذهن القارئ اذ يحوي الكتاب معلومات تفيد القارئ في الاطلاع على خفايا العمل السياسي وتأثير النشاط الاستخباراتي والمؤسسات الأكاديمية والعلمية فيه.