ووفقاً للصحيفة، ظلت المراوح العملاقة تطلق أزيزها، من الصباح حتى الليل، بأقصى سرعة لتبريد الماشية المميزة، التي يمكن أن ينخفض إنتاجها من الألبان بنسبة 10% تحت ضغط الحرارة. وفي الوقت نفسه، أخذت آلات خاصة ترش الأبقار برذاذ خفيف
مُبردات للأبقار
الصحيفة أشارت إلى أن روبرتو غيلفي، البالغ من العمر 58 عاماً، والذي ينتمي للجيل الثاني من ملاك شركة منتجات الألبان ركب مُبرّدات لأبقاره لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمان، وفي ذلك الوقت كان يستخدمها فقط في أشد الساعات حرارة في الشهرين الأدفأ من السنة. لكن، صارت أنظمة التبريد تعمل الآن لمدة خمسة أشهر في السنة لمدة تصل إلى 16 ساعة في اليوم، وكل ذلك مقابل تكلفة كبيرة
وقال غيلفي، رئيس فرع الكونفدرالية العامة للزراعة في إيطاليا بمدينة بارما -وهي أقدم اتحاد للمزارعين والشركات الزراعية في إيطاليا: "تعاني الأبقار عادة عندما تصل درجة حرارتها إلى أكثر من 26 درجة مئوية"
وتمثل كيفية الحفاظ على الأبقار باردة ومريحة في عالم دافئ، الشغل الشاغل لمزارعي الألبان في منطقة إميليا رومانيا الإيطالية، حيث يُنتَج جبن بارميجيانو ريجيانو المشهور عالمياً، وفقاً لقانون صارم يتكون من 17 صفحة تقريباً
الظروف الجوية القاسية
وإضافة إلى المخاطر على تدفق اللبن، يحذّر صانعو الجبن من أنَّ الظروف الجوية القاسية- من الفيضانات إلى الجفاف- تضرب الزراعة المحلية للبرسيم والأعلاف الأخرى التي يتعين على الأبقار تناولها. ويتعين على المزارع المحلية الاستثمار في الآبار الجديدة ومعدات الري الأخرى لمواجهة الطلب المتزايد على المياه وندرة المعروض
من جهته قال لوكا روفيستي، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة صناعة أجبان التي تمتلك نحو 500 بقرة ضمن أعمالها: "الحرارة العالية تضغط على الحيوانات التي تنتج اللبن، كما تضغط على إنتاج العلف. وانخفاض إنتاج اللبن يعني جبناً أقل"
وتشرب الأبقار ما يصل إلى 140 لتراً من الماء يومياً في حرارة الصيف مقارنة بـ80 إلى 90 لتراً في الشتاء، وتأكل أقل أيضاً، مما يسبب انخفاض إنتاج اللبن. ويستمر التأثير على كميات اللبن حتى بعد انحسار ذروة الحرارة، أثناء تعافي الأبقار من الصيف القاسي
وخلال موجة الحر الأخيرة، تعمل مراوح التبريد وأنظمة الرش على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع؛ لمحاولة الحفاظ على راحة الأبقار. وتخطط الشركة صانعة الجبن الآن لتركيب ماكينات توليد ضباب صناعي إضافية في منطقة التغذية؛ على أمل أن تأكل الأبقار مزيداً في الصيف المقبل
انخفاض كميات الألبان الصيفية
وفي احدى المزارع تبلغ مساحتها 30 هكتاراً (74 فداناً) وصانعة جبن محترفة خارج مدينة بارما، انخفضت كميات الألبان الصيفية؛ مما قلل من إنتاج عجلات الجبن زنة 40 كغم من سبعة إلى ستة يومياً
ويقول صانعو الجبن الإيطاليون إنَّ هذه التحديات المعقدة قد تترك بعض مصانع الألبان والمنتجين يكافحون لتلبية حصص هذا العام، التي يحددها الاتحاد المُنظِم لإنتاج جبن بارميجيانو-ريجيانو. ووفقاً لتحليل الكونفدرالية العامة للزراعة في إيطاليا لبيانات الاتحاد المُنظِم لإنتاج جبن بارميجيانو-ريجيانو، انخفض إنتاج الجبن بنسبة 2.2% العام الماضي بينما عانت المنطقة من الجفاف
وقال روفيستي: "الأمل الكبير هو أن تعود الأمور إلى طبيعتها. لكن إذا كان هذا هو الوضع الطبيعي الجديد، فسيتعين على الصناعة أن تتأقلم"