اخبار البلد - الانتخابات التي توصف بأنها استفتاء على تاريخ أردوغان السياسي، تأتي بعد زلزال مدمر ضرب الجنوب الشرقي من البلاد، مخلفا عشرات الآلاف من الجرحى والقتلى والمشردين، ما أثار شكوكا وتساؤلات حول إجرائها في موعدها المقرر 14 مايو/أيار الجاري أو تأجيلها.
لم يتردد أردوغان في تأكيد إجراء الانتخابات في موعدها المقرر، غير أنه أعلن القيام بحملة انتخابية خالية من أي موسيقى، احتراما لمن لقوا حتفهم في الزلازل، وللأسر المكلومة في البلاد، وقال في ذلك الوقت: "نحظر كل الموسيقى المُعدّة للحملة. سنجري حملة دون موسيقى، وسنلتقي وجهاً لوجه".
بالإضافة إلى ذلك، أكد أردوغان أنه يعتمد في سباقه الرئاسي على العزيمة التي أظهرها الأتراك بعد كارثة الزلزال، معربا عن أمله في حسم الانتخابات من الجولة الأولى.
وقال أردوغان إنه يعتقد أن "شعبي سيواصل الأمر حتى النهاية دون تعقيده. رأيت هذا الإصرار في منطقة الزلزال في باغجلار وبنديك".
وقبل يومين من الانتخابات، انتقد أردوغان منافسه الرئيسي كمال كليجدار أوغلو، الذي دائما ما يناديه "Bay Kemal" (السيد كمال)، بسبب اتهامه لروسيا بالتدخل في الانتخابات، في خطبة ألقاها أمام مؤيديه بإسطنبول، قائلا: "الآن بدأ السيد كمال بمضايقة روسيا. يقول إن روسيا تدير الانتخابات (في تركيا). عار عليك، اخجل. ماذا تقول إذا قلنا إن أمريكا وإنجلترا وألمانيا تدير الانتخابات؟".
وفي سياق متصل، قال وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، إن الولايات المتحدة تتدخل في الانتخابات التركية وتكاد تعترف علنا بذلك.
كما ربط صويلو بين واقعة انسحاب أحد المتنافسين على كرسي الرئاسة، محرم إنجه، وبين تآمر دول تريد أن تذهب الأصوات التي يمكن أن يحصل عليها إنجه إلى كليجدار أوغلو.
وقبل ذلك، هاجم أردوغان السفير الأمريكي في أنقرة، عقب اجتماعه مع المرشح الرئاسي كمال كليجدار أوغلو، إجراء المزيد من الاجتماعات مع السفير الأمريكي في أنقرة جيفري فليك، قائلا: "سفير جو بايدن يزور السيد كمال. عار عليك، فكر برأسك. أنت سفير. محاورك هنا هو الرئيس. بأي وجه ستقف وتطلب موعدًا مع الرئيس؟ أبوابنا مغلقة بالنسبة له، لن يكون قادرًا على الدخول بعد الآن. لماذا؟ دعه يعرف مكانه... دعه يعرف كيف يجب أن يعمل السفير. إذا لم يكن يعرف ذلك، فلن يتمكن من دخول هذا الباب".
كما دعا الرئيس الحالي لتركيا إلى تسوية سلمية للوضع في أوكرانيا، مشددا على أن بلاده لن تكون طرفا في أي نزاع.
وقال: "ستدافع (تركيا) دائما عن السلام. كما تفعل الآن في الوضع مع روسيا وأوكرانيا"، حتى أنه استخدم عبارة "لن نسمح بجر بلادنا إلى الحرب" كواحد من شعارات حملته الانتخابية، منتقدا بشدة منافسه الذي رشحته ستة أحزاب معارضة.
كما دعا كليجدار أوغلو إلى الاعتراف بحزب العمال الكردستاني المحظور كمنظمة إرهابية، وقال: "حتى اليوم، لم نسمع من أفواههم عبارة حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية. يا سيد كمال، اخرج وقل حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية. لماذا لا يمكنك قول ذلك؟".
ولا يختلف أردوغان مع منافسه فقط في هذه القضية، إذ ينتقد السويد بانتظام، التي كانت تحاول مؤخرًا أن تصبح عضوًا في حلف الناتو، وذلك بسبب "افتقارها إلى العزم على مكافحة الإرهاب".
"في شوارع ستوكهولم يتظاهر أنصار حزب العمال الكردستاني. قدمنا للسويد قائمة بنحو 120 إرهابيا وقلنا: سلموهم. رئيس وزراء السويد شخص طيب لكنه لم يسلمنا الإرهابيين"، مؤكدا أن هذا هو شرط موافقة تركيا على طلب السويد للانضمام الى الناتو.
قبل تدشين محطة أكويو للطاقة النووية في مرسين، أكد الرئيس التركي، أن أنقرة لن تكرر خطأ الدول الأوروبية التي أوقفت محطاتها النووية، ثم عادت لتشغيلها بعد أزمة الطاقة.
وتعليقا على نية تحالف 6 أحزاب معارضة مراجعة مشروع محطة أكويو النووية، التي تشيدها روسيا في تركيا، قال أردوغان إن "المعارضة تريد ألا تترك حجرا دون قلبه".
مشروع إنشاء محطة الطاقة النووية أكويو في تركيا - سبوتنيك عربي, 1920, 27.04.2023
وسائط متعددة
محطة الطاقة النووية "أكويو" في تركيا
27 أبريل, 14:35 GMT
وأضاف: "لدينا 4 مفاعلات نووية وفي 27 أبريل سندشن أول مفاعل، لكن هذا لا يكفينا. نخطط بعد ذلك لتشغيل المفاعلات الثلاثة الأخرى في غضون خمس سنوات".
وتابع: "نحن مجبرون على ذلك، فهناك أزمة طاقة في العالم الآن. ألمانيا قررت أولا إغلاق محطة الطاقة النووية، قلت للمستشار الألماني شولتس: "أنت تخطئ بذلك"، فقال: "أوروبا تريد ذلك بهذه الطريقة". الآن عادت ألمانيا إلى الطاقة النووية مرة أخرى، بل واستخدامت الفحم، ونحن لن نقع في الخطأ نفسه".
وقال أردوغان إن الانتخابات يجب أن تظهر استقلال تركيا للغرب. ونقلت صحيفة "ديلي صباح" عن أردوغان قوله: "في هذه الانتخابات سترسل تركيا إشارة إلى الغرب.. هذا البلد لا يهتم بما يقوله الغرب لا في محاربة الإرهاب ولا في تحديد سياسته الاقتصادية".
وكتب أردوغان على "تويتر": "لقد وثقنا بحكمة الأناضول، وليس ما همس به الغرب في آذاننا مثل البعض الآخر. اليوم نعتمد على حكمة وعقلانية 85 مليون شخص. في 14 مايو الجاري نعتقد بصدق أن حكمة الأناضول ستنتصر".