اخبار البلد : على صفحتها الأولى، نشرت صحيفة ترنوبل الجديدة "نوفا ترنوبل" المحلية الأوكرانية قبل عدة أيام صورة مركبة تصور الطلاب العرب والأفارقة على أنهم قرود تستغل الأوكرانيات لأهداف جنسية، الأمر الذي أثار زوبعة غضب عارم بين الطلاب في مدينة ترنوبل وغيرها من المدن الأوكرانية.
وكرد فعل، ترك طلاب أجانب في المدينة الواقعة غرب أوكرانيا مقاعد الدراسة مقررين مغادرة البلاد، بالرغم من تقديم الصحيفة اعتذارا رسميا، ونشرها مقالة ضد العنصرية.
وعبر طلاب آخرون في المدينة عن إحساسهم بأن السكان والكثير من الزملاء باتوا ينظرون إليهم نظرة تمييز عنصرية حاقدة بعد نشر الصورة، ويضحكون لتشبيههم بالقرود، ويلقون عليهم الشتائم، الأمر الذي بات يثير مخاوفهم من ارتفاع احتمال الاعتداءات ضدهم.
كما أثار نشر الصورة قلق جامعات أوكرانية عدة، ومن بينها جامعة الطب في ترنوبل، حيث قال عميدها إن نشر الصورة كان فعلا غير مسؤول، فهو سيؤدي دون شك إلى تراجع أعداد الطلاب الأجانب الوافدين في العام المقبل، وبالتالي خسارة الجامعات الأوكرانية لملايين الدولارات.
وقال شحدة أدهم رئيس الجالية الفلسطينية في أوكرانيا إنه لا يليق بأوكرانيا أن تسمح بتصوير العرب والأفارقة بهذه الصورة العنصرية وهي تقف على أعتاب بطولة اليورو 2012 التي سيحضرها مئات الألوف من الأجانب.
وعبر عن قلقه وقلق باقي الجاليات العربية من تنامي ظاهرة العنصرية ضد الأجانب، مؤكدا أن الجاليات ستعمل مع المؤسسات الحكومية والحقوقية على محاربتها، لأنها لا تعبر عن "طيبة الشعب الأوكراني".
أحزاب عنصرية
ويثير قلق الأجانب أيضا وجود أحزاب وقوى سياسية تروج فكرا عنصريا يدعو إلى طرد الأجانب وتطهير الأراضي الأوكرانية منهم، وعلى رأسها حزب "الحرية" القومي.
ويشمل هذا القلق إلى جانب الأجانب عدة أطراف أوكرانية، حيث تشهر هذه الأحزاب والقوى العداء للأقليات العرقية والدينية في أوكرانيا، كاليهود والتتار المسلمين وغيرهم.
وقال ماكسيم بوتكيفيتش الناشط الحقوقي في مركز التأثير الاجتماعي إن ظاهرة العنصرية تهديد حقيقي للمجتمع الأوكراني متعدد الأعراق والديانات والثقافات، خاصة وأن عشرات الاعتداءات تحصل سنويا بسببها.
وأضاف: يجب أن تتخذ بهذا الشأن قرارات على جميع المستويات الاجتماعية والحكومية الرسمية المعنية للحد من انتشار هذه الظاهرة وتفاقمها، وخاصة بين فئة الشباب المتحمس للتغيير، ولكن بفكر منحرف.
شرطة عنصرية
وعلى صعيد آخر متصل انتقدت كل من منظمة العفو الدولية ومنظمة حقوق الإنسان بشدة تعامل الشرطة الأوكرانية "العنصري" مع مهاجرين غير شرعيين من الصومال وإريتريا تحتجزهم في إحدى مراكز الإقامة المؤقتة الخاصة.
وذكرت المنظمتان أن الشرطة قامت بضرب المحتجزين قبل أيام قليلة لإجبارهم على الأكل بعد إعلانهم إضرابا عن الطعام بسبب "المعاملة العنصرية السيئة" التي يتعرضون لها، وهم 60 صوماليا و4 إريتريين، من بينهم 20 طفلا.
ودعت المنظمتان السلطات الأوكرانية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه المحتجزين، وتأمينهم.
وبالإضافة إلى سوء التعامل أكد مسؤول حقوقي - طلب عدم الكشف عن اسمه - أن ملف المهاجرين غير الشرعيين موضع استغلال سياسي مباشر من قبل السلطات الأوكرانية.
وأوضح أن السلطات تسمح للمهاجرين بدخول البلاد، ثم تحتجزهم لتبرز للاتحاد الأوروبي أنها تحارب الهجرة غير الشرعية في إطار مساعي عضويته، وبعدها تطلقهم ليعودوا إلى دولهم أو ينتقلوا إلى دول أخرى.
ومن الجدير ذكره ان هناك اعداد كبيرة من الطلبة الاردنيين على مقاعد الدراسة في الجامعات الاكورانية وسبق وان تعرض عدد منهم للابتزاز والخطف والضرب بل ووصل الامر الى القتل دون ان تحرك سفارتنا ساكنا الا بعد نشر الاخبار بالصحف ومناشدات الاهالي ولغاية يومنا هذا لم تقم وزارة الخارجية او السفارة الاردنية هناك باي نوع من التواصل مع الطلبة الاردنيين الدارسين هناك مما يجعلهم في مهب الريح وعرضة ايضا للكثير من المشاكل التي تغيب عن سفارتنا طرق الوقاية منها .