أخبار البلد - كشف موقع The Daily Beast الأمريكي عن تحليل لصور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية، قال إنه انفرد بالاطلاع عليها، تظهر أن روسيا تبني شبكة من التحصينات والخنادق على طول جبهات القتال في أوكرانيا، ما يدل بوضوح على توقع لجولة جديدة من القتال العنيف.
حيث يُظهر التحليل الذي أجراه برادي أفريك، محلل الاستخبارات مفتوحة المصدر، أن روسيا تُقيم تحصينات على طول الجبهة في لوغانسك، من الحدود الروسية، وزاباروجيا وخيرسون الأوكرانيتين، وصولاً إلى مدينة دونيتسك.
كما تشير الصور الملتقطة بالأقمار الاصطناعية إلى أن موسكو قد تكون متخوفة من هجوم مضاد تشنه أوكرانيا في الأسابيع المقبلة، أو ربما تكون القوات الروسية نفسها تستعد لهجوم واسع من أجل الاستيلاء على مزيد من الأراضي الأوكرانية.
تعزيز المكاسب
بدوره، قال أفريك، الذي يعمل أيضاً في معهد المشروع الأمريكي لأبحاث السياسة العامة، لموقع "ذا ديلي بيست"، إن القوات الروسية "تسعى في المقام الأول إلى تعزيز مكاسبها والحفاظ على المناطق التي تمكنت من السيطرة عليها حتى الآن. وأرى أنها رسالة للجنود في أوكرانيا، وإلى كل من يشاهدون هذه الصور، بأن الروس سيبذلون وسعهم للبقاء".
من جهة أخرى، قال وليام كورتني، مساعد الرئاسة الأمريكية الأسبق لشؤون روسيا وأوكرانيا ومنطقة أوراسيا، إن تعزيز التحصينات ربما يشير إلى مخاوف روسيا من فقدان السيطرة على هذه المناطق، فهم يتوقعون هجمات مضادة، ويعلمون أن الغرب سيوفر لأوكرانيا معدات أكثر عدداً وأشد فاعلية. كما يدركون أن الغرب قدّم مدفعية يمكن استخدامها لتفجير التحصينات، ومن ثم فإن "الغاية الروسية من هذه التحصينات هي إبطاء أوكرانيا، وإيقافها حيثما أمكن ذلك".
الاستعداد لهجوم مضاد
ويذهب تحليل صادر من معهد دراسة الحرب (ISW) الأمريكي إلى الرأي نفسه، حيث قالت كارولينا هيرد، خبيرة الشؤون الروسية بالمعهد، إنه "من الواضح أن القوات الروسية متخوفة بقدرٍ ما من التقدم الأوكراني، وتريد الاستعداد لتأمين هذه الخطوط إذا تقدّمت أوكرانيا. وهذا النوع من التحصينات الدفاعية التي نراها يدل على نية للدفاع عن هذه المناطق".
وزعم أفريك أن بعض التحصينات الروسية مهيأة، على ما يبدو، لتشتيت الهجمات الأوكرانية، و"إيقاف التقدم الأوكراني إيقافاً تاماً"، فأحد الأهداف الأساسية لروسيا هو أن تجعل التقدم الأوكراني "شديد الصعوبة والبطء، ثم استخدام ذلك لمنع أوكرانيا بالكلية من شن هجمات مضادة".
تحصينات روسية
وتعمل روسيا على حفر الخنادق منذ شهور، لكن آخر التطورات الواردة تشير إلى أنها كثفت أعمال الحفر وزادت عمق الخنادق، وقد أضافت القوات الروسية طبقات أخرى من التحصينات التي أنشأتها من قبل، لتشمل تلك التحصينات الخنادق وشبكات "أسنان التنين" التي تتكون من مثلثات خرسانية لمنع التقدم، علاوة على حواجز التلال الممتدة لكيلومترات، والخنادق المضادة للدبابات، بحسب الموقع.
في السياق ذاته، قالت كارولينا هيرد، من معهد دراسة الحرب، إن طبقات التحصينات التي أضافتها روسيا بين بخموت، التي تحاول السيطرة عليها منذ شهور، وبوباسنايا الخاضعة لسيطرتها، ربما تكون علامة على أن روسيا تسعى إلى "تأمين خط الجبهة في بخموت"، لا سيما بعد فشل مرتزقة فاغنر في الاستيلاء عليها.
ومع ذلك، فقد أشارت هيرد أيضاً إلى أن الاحتشاد الروسي قد يكون خطوات استعداد للهجوم، "فالتحصين القوي للخطوط الدفاعية يمكِّن القوات الروسية من استخدام هذه الخطوط لإطلاق الهجمات".