شجاعة تطوير الاقتصاد

شجاعة تطوير الاقتصاد
أخبار البلد -   أخبار البلد-
 
الفأس اليدوية أو «القاطع الصخري الممسوك باليد» أداة قديمة، ربما كانت أول اختراع عظيم في التاريخ الإنساني، وأداة رئيسية في التطور إلى الهوموسابيان. استخدمها أسلافنا لمدة قد تصل إلى مليون ونصف المليون عام. مكنتهم من الدفاع عن أنفسهم، من تكسير قشور الثمار الصلبة، من رسم علامات على الصخور، ومن استخلاص اللحم من عظام الحيوانات التي تتركها السباع خلفها.
ما هي هذه الأداة؟ مجرد صخرة صغيرة، حولتها فكرة في عقل إنسان إلى آلة حادة، يمكن له أن يحملها في يده، كما نحمل نحن الهاتف الجوال. الفكرة حولتها من مجرد صخرة إلى ركيزة اقتصادية.
اعتماد الاقتصاد على الفكرة لم يتوقف أبداً. هناك فكرة طوعت الحديد، وفكرة فصلت الذهب عن الشوائب وخلقت العملة المعيارية، وفكرة صنعت البارود. اقتصاد الفكرة ظل ينمو وينمو، لكنه لم يزاحم الاقتصاد الريعي، والغنيمة، إلا حديثاً، ربما في منتصف الحقبة الاستعمارية، ولم يحل محله إلا بنهايتها. رأينا البخار الذي يعرفه الإنسان منذ آلاف السنين يتحول إلى محرك، ثم الكهرباء، ثم ثورة الاتصالات التي جعلتك تعطي الأولوية لشراء كومبيوتر أو هاتف جوال على شراء ذهب بالقيمة نفسها، رغم علمك أن الكومبيوتر والهاتف سيبليان إلى قيمة صفرية بعد عدد من السنوات.
وفي الواقع هذا خبر جيد للغاية. لأن الفكرة - الثروة الطبيعية الأهم حالياً - موجودة في عقول البشر. ما ينقصنا حقيقة هو تعلم «التجارة في الفكرة». تبدو الجملة سهلة. المظاهر خادعة. التجارة في الفكرة تعتمد على تغيير فلسفة الإدارة وطريقة رؤية العالم. وهي أكثر المهمات مشقة على الجماعات البشرية.
«التجارة في الفكرة» هي الاستثمار. لكنني أتعمد تسميته التجارة في الفكرة، لأن كلمة الاستثمار ابتذلت حتى صارت عاجزة عن الإشارة إلى ما يلزمه لكي يصير ذا معنى.
بداية، كيف نستخرج الفكرة من عقل الإنسان؟ نعلم أن الأهداف في كرة القدم تأتي بتعظيم احتمالات حدوثها، أي بخلق الفرص. وهكذا تأتي الفكرة أيضاً بخلق بيئة تشجع عليها. نحن نشاهد البريميرليغ. لكننا ننسى أن لاعبي البريميرليغ حصيلة ملايين المباريات الشاطئية، ومباريات الحواري، ومباريات المدارس والجامعات، ودوريات المناطق، ثم دوريات الدرجات الرابعة والثالثة والثانية والأولى. هذا هو المسار الطبيعي لحياتنا على الأرض. وضع تحت كلمة الطبيعي ألف خط. أفضل فلسفة الإنسان ما توافق مع الطبيعة، ثم قادها إلى مكان جديد. الطبيعة انتخاب للأنسب عبر عملية لا يمكن الحكم عليها مسبقاً، أو فرضها. بل عبر التنافس.
في المجتمع الإنساني المعاصر، وبسبب كثرة العدد، وازن الإنسان بين الحرية من جهة، وبين استقرار المجتمع من جهة أخرى، لأسباب معلومة ومفهومة. لكن ما يجب أن نفهمه بالنظر إلى التاريخ الحديث للإنسان أن التطور السياسي حدث في خدمة الحريات الاقتصادية. لم تكن الحقبة الممتدة من منتصف القرن الثامن عشر إلى بداية القرن العشرين في بريطانيا حقبة حريات ديمقراطية، لكنها كانت حقبة حريات اقتصادية. نشأت من تنوع الأنشطة الإنتاجية للأفراد وظهور نشاطات اقتصادية جديدة، ومن ثم الحراك الاجتماعي الذي خلق الطبقة الوسطى من التجار، الصغار والكبار، والمصنعين، الصغار والكبار، ومعه نشأ مفهوم التئام عدد من الصغار لتكوين كيان كبير اسمه «الشركة».
هذه التغيرات الاقتصادية قادت إلى الرخاء، إلى توسع التعليم، كما أدت تنافسيتها إلى خلق أفكار جديدة، تماماً كما تؤدي التنافسية الرياضية إلى خلق تكنيكات جديدة وتحقيق أرقام قياسية أفضل بمرور الوقت.
مصر قطعت شوطاً اقتصادياً شجاعاً في البنية التحتية والطرق، وتخفيف أعباء الدعم الحكومي. اعتقادي أنها تحتاج إلى شجاعة أكبر في الانفتاح الاقتصادي الداخلي والخارجي. لكي يكون لدينا بريميرليغ في الاستثمار لا بد من استثمار تنافسي متناهي الصغر وصغير ومتوسط وضخم، للأفراد والمجموعات والشركات. من أول البقالة والمطاعم الصغيرة إلى قطاع الفنون والرياضة والسياحة.
الدولة والمجتمع في الاقتصاد الحديث ليسا طرفين، الناتج المحلي يجمع المشاريع الكبرى، كما يجمع أيضاً كل قميص أو بنطلون أو حذاء أو مقعد خشبي يملكه أحدنا. وبالتالي إن أدارت حكومة مشروعاً ضخماً لإنتاج الأثاث، لكنه تسبب في إغلاق مئات من ورش النجارة، أو امتلكت مشروعات للإنتاج السينمائي، لكنها تسببت في إفلاس شركات إنتاج صغيرة وتسريح العاملين فيها، فالاقتصاد لم يتحرك، على العكس. هنا يتحول المشروع الحكومي إلى خدعة اقتصادية، وإلى طارد للاستثمار، وإن بدا مستثمراً.
تحتاج الدول إلى الصعود إلى مقعد الحكم في المنافسة الاستثمارية، لا أن تكون طرفاً فيها. يجب ألا نخشى من صعود مراكز نفوذ اقتصادي جديدة، فلا رخاء اقتصادياً بغير هذا الصعود.
ونحتاج أيضاً إلى التخلص من الإرث الاشتراكي في نظرتنا إلى الاقتصاد، وتقويمه. تحسين الوضع الاقتصادي لن يكون بالعودة إلى مزيد من الدعم، ومزيد من تملك الحكومة للمشاريع، ومزيد من الإنفاق على العملة المحلية لتحديد سعرها، ومزيد من الإنفاق بمنطق «أخلاقي» لا استثماري. كل هذه معادلات تناقصية بمعيار الاقتصاد. الطريق الطبيعي لتحسين الاقتصاد هو مزيد من الحريات الاقتصادية للأفراد والشركات الخاصة، التي تدفعها الرغبة في الربح إلى البحث عن الأفكار والتجارة فيها، والتي تتحمل المسؤولية عن الخسارة، كما المسؤولية عن الربح.
شريط الأخبار صمت دام أكثر من شهرين: رئاسة الوزراء ووزارة المالية تتجاهل كتاب "جمعية مستثمري الإسكان" بإعفاء الأجانب والشركات العقارية من الغرامات تعديل على ساعات عمل معبر الكرامة الأسبوع القادم -تفاصيل الأوقاف: 1679 مستوطنا متطرفا اقتحموا المسجد الأقصى مستشفى الاستقلال يبرز بمشاركة فاعلة في مؤتمر كلية الطب الأول للجامعة الهاشمية لواء ناحال الصهيوني يغادر غزة توقيف محكوم بـ"غَسل أموال" اختلسها بقيمة مليون دينار خصم تشجيعي من بلدية إربد القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية بنك ABC في الأردن يعقد الاجتماع السنوي للهيئة العامة عبر وسائل الاتصال المرئي والالكتروني 15 إصابة بحادث سير مروع على طريق البحر الميت- صور الاتصالات الفلسطينية: انقطاع الإنترنت الثابت في مناطق وسط وجنوب قطاع غزة بورصة عمان تغلق جلسة نهاية الأسبوع بنسبة إرتفاع 82% السجن 7 سنوات لرئيس لجنة زكاة اختلس ٤١٦ ألف دينار بعد تسجيل 92 حالة وفاة .. تحذير من تفشي فيروس قاتل في أوروبا ينتقل عن طريق البعوض أمين "الوحدة الشعبية" و"حشد" والنائب العرموطي يتحدثون حول آفاق المرحلة القادمة وتداعياتها الانتخابية باسم سلفيتي يتسلّم رئاسة مجلس إدارة بنك الاتحاد خلفاً لعصام سلفيتي الأردن يتصدر في جراحات السمنة.. الدكتور خريس الاسم الابرز.. ومؤتمر دولي في عمان لبحث آفة العصر شركة "أموات انفست" .. "محدش يخاف! مفيش حاجة"* عمان.. ضبط "لص" بكمين نصبه مصلون في مسجد بينما كان يحاول سرقة محتويات الملابس المعلقة في المتوضأ إحباط تهريب 700 ألف كبسولة مكملات غذائية مخزنة بظروف سيئة