أخبار البلد - قال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي اليوم السبت إن أفراد قوات "الباسيج" ضحوا بأرواحهم في "أحداث الشغب" التي اندلعت بعد وفاة شابة إيرانية أثناء احتجاز الشرطة لها في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وكانت قوات "الباسيج" التابعة للحرس الثوري الإيراني في مقدمة حملة نفذتها الدولة مستهدفة الاحتجاجات التي انتشرت في أنحاء البلاد.
وقال خامنئي في كلمة بثها التلفزيون عن "الباسيج" إنهم "ضحوا بأرواحهم لحماية الشعب من مثيري الشغب".
وتستمر إيران في تصعيد حملة القمع ضد الاحتجاجات في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر (أيلول) بعد أن أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم التزامها قواعد اللباس الصارمة.
وانطلقت تظاهرات ليلية الجمعة، 25 نوفمبر (تشرين الثاني)، في منطقة "نازي آباد" في العاصمة الإيرانية طهران، وردد المشاركون هتافات "الموت للديكتاتور" و"هذا العام عام الدم... سيسقط فيه خامنئي"، وفقاً لموقع "إيران إنترناشيونال".
وأظهرت مقاطع فيديو رفع شعار "الموت لخامنئي" في طهران عقب انتهاء مباراة منتخب إيران أمام ويلز.
وفي السياق، أصدر طلاب سبع جامعات في طهران دعوة لتنظيم تجمعات احتجاجية مشتركة، السبت 26 نوفمبر، دعماً لأهالي كردستان.
ونشر عدد من الطلاب بياناً وصفوا فيه اليوم بأنه "سبت أسود للجامعة"، وطلبوا إقامة تجمعات احتجاجية وارتداء ملابس سوداء تضامناً مع أهالي كردستان.
وأشار البيان إلى "الصمود الشجاع والمنسجم لطلاب جامعات كردستان والعلوم الطبية في سنندج أمام قوات القمع".
وجاء في البيان أن "الحركة الطلابية الأخيرة تربطها علاقة فريدة مع مجتمعها، كيف يمكن لهذه الحركة أن تغض النظر عن القتل الوحشي لأهاليها في المناطق الكردية؟ كيف ننسى أحبابنا الذين قتلوا؟ كيف لا ندعم المناضلين في كردستان؟".
ووجه الطلاب في البيان كلمتهم إلى الأكراد، وكتبوا "شجاعتكم انعكست علينا فصرنا أكثر جرأة. سمعنا صرخة الحرية والمساواة ونقسم أن نصرخ معكم من أجل الحرية".
الأمن الإيراني يفتح النار على المتظاهرين
وفي وقت سابق، أطلقت قوات الأمن الإيرانية النار على متظاهرين عقب صلاة الجمعة في محافظة سيستان بلوشستان التي تشهد اضطرابات، مما أدى إلى سقوط عشرات بين قتيل وجريح، بحسب ما قال نشطاء.
وكان نشطاء قد دعوا إلى تظاهرات في أنحاء البلاد هذا الأسبوع تضامناً مع محافظة كردستان التي تعد مع سيستان بلوشستان الأكثر معاناة جراء الحملة الأمنية التي أوقعت قتلى.
ويسمع في شريط مصور في عاصمة سيستان بلوشستان زاهدان، إحدى المدن القليلة ذات الغالبية السنية في إيران متظاهرون يهتفون "كردستان كردستان سندعمك".
كما يسمع متظاهرون في تسجيل آخر نشر على مواقع للتواصل الاجتماعي ولم يتم التأكد من صحته، "أكراد وبلوش إخوة، متعطشون لدم القائد"، في إشارة إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
وقال نشطاء في وقت لاحق إن قوات الأمن أطلقت النار على متظاهرين في المدينة.
وقالت "حملة نشطاء البلوش" ومقرها لندن على قناة "تليغرام" إن "عشرات قتلوا أو جرحوا". ولم تتمكن وكالة الصحافة الفرنسية من التأكد من الحصيلة.
ونشرت المجموعة تسجيلاً مصوراً يظهر عدداً من الرجال وهم يحملون جريحاً على ما يبدو، من مسجد زكي في زاهدان، على الأرجح، أكبر مساجد السنة في إيران.
كما نزل متظاهرون إلى شوارع مدن إيرانشهر وخاش وسراوان في سيستان بلوشستان، وفق حملة نشطاء البلوش ومرصد "1500 تصوير".
وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران "هيومن رايتس إيران" ومقرها أوسلو، إن الحرس الثوري الإيراني استخدم معدات عسكرية من بينها رشاشات ثقيلة لقمع الأهالي.
وتشهد المحافظتان الواقعتان في غرب وشمال غربي إيران تظاهرات بشكل خاص منذ وفاة أميني عقب توقيفها في طهران.
والثلاثاء قالت المنظمة الحقوقية إن قوات الأمن الإيرانية قتلت 416 شخصاً في الأقل، بينهم 51 طفلاً و27 امرأة، منذ اندلاع التظاهرات.
وتشمل تلك الحصيلة 126 شخصاً قتلوا في سيستان بلوشستان، و48 قتيلاً في محافظة كردستان. وقتل أكثر من 90 شخصاً في إطلاق نار في زاهدان في 30 سبتمبر الذي أطلق عليه ناشطون "الجمعة الدامي".
تأتي تظاهرات الجمعة غداة قرار لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يقضي بفتح تحقيق دولي حول القمع الدامي في إيران.
ونددت إيران بالقرار معتبرة أنه "مرفوض ويمثل انتهاكاً للسيادة الوطنية للبلاد".
انتشار للحرس الثوري
ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، الجمعة 25 نوفمبر، أن الحرس الثوري عزز وجوده في مناطق كردية مضطربة ضمن حملة تهدف إلى احتواء الاحتجاجات، وأظهر مقطع مصور عشرات الأشخاص…