اخبار البلد -
وزير العمل نايف استيتية يؤمن كثيراً بالفيلسوف البريطاني توماس هوبس ويبدو أنه متابع شرس لأفلام الكشن أو أفلام الإرادة والتاريخ مثل "تروي" و"بريف هارت" ولذلك فإن معاليه عاد وقد شرب حليب السباع مرة أخرى وخصوصاً بعد أن كرموه في القاهرة في مؤتمر منظمة العمل العربية وجاء للتو "طازه" لحضور مؤتمر في جامعة الشرق الأوسط حمل عنوان مخرجات التعليم الجامعي ومتطلبات سوق العمل والذي أقامته الجامعة وكان مميزاً "أي المؤتمر وليس الوزير" شكلاً ومضموناً أداءً ونتيجة ، فالمؤتمر جمع جميع الآراء من دول عربية مجاورة وباحثين ومختصين في شؤون الإعلام ، وللمؤتمر تغطية في قادم الأيام ولكن فلنبقى مع معالي الوزير الذي قدم محاضرة ولم يلقي كلمة كما هو متعارف عليه فالوزير استيتية أثار الضجر وربما النعاس من كلمته عفواً محاضرته الطويلة غير المترابطة والتي ليس لها علاقة بعنوان المؤتمر إلا ما رحم ربي ، فالرجل طبق شعار "سمك لبن تمر هندي" فتارة يتحدث عن التخصص الراكد ومرة عن كامل الشريف وتارة أخرى عن الثقافة والتعليم العالي والمهارات والتدريب المهني ولا نعلم كيف جمع الشرق والغرب على طريقة "شو لم الشامي عالمغربي" .
لا نريد الحديث أن الوزير خالف مدير رئيس ديوان الخدمة المدنية الذي اعتبر أن الإعلام تخصص راكد فيما وزيرنا نايف استيتية وهو بالمناسبة رئيس مجلس ديوان الخدمة المدنية يقول أن السوق ولمدة خمس سنوات مستقبلية يحتاج إلى إعلاميين وصحفيين وناشطين ، ولا ندري نصدق من سامح الناصر الذي "سكرها" في وجوه الزملاء المحبطين أصلاً أم معالي الوزير استيتية الذي يقول أن تخصص الإعلام يعيش عطشاً ويحتاج إلى ساقية وربما روافد لهذا النهر ، وكل هذا غير مهم .. فالوزير فجر تصريحاً على شكل قنبلة مفاده بأنه ينتمي إلى فئة قلب الأسد والوزراء الشجعان أصحاب القلوب الميتة والأيادي الحديدية قائلاً وبالفم المليان أنا لا أنتمي إلى الأيادي المرتجفة أبداً ، وساق هذه المقدمة عندما رفض منح استثناءات لفتح سوق الإستقدام أمام العمالة الوافدة ، رافضاً الضغوطات من القوى المتنفذة والمستفيدة التي تحاول فتح السوق للعمالة الوافدة ، فقلب الأسد معاليه وقف صامداً حديدياً لم ترتجف يداه أو حتى شفتاه وقال لا ثم ألف لا لفتح السوق أمام الأيدي العاملة ، مؤمناً بأن الأردن مليئ بالشباب المسلحة بالخبرة والمهارة ولكنهم يحتاجون من يصل إليهم .
وشكرأً لمعالي الوزير الذي انطلقت الأكف تصفق وتهلل لشجعاته وجرأته قبل أن يغادر المؤتمر ... بالمناسبة معاليه لم يلقِ كلمة كغيره بل محاضرة مستوحاة من فلم "تروي" أو "فلم بريف هارت" !! .