اخبار البلد - مهند الجوابرة
لا يزال اعتصام متقاعدي الفوسفات قائماً أمام مبنى الشركة حتى هذه اللحظة للمطالبة بحقوقهم في تأمين صحي لائق بدلاً من التأمني الذي أقرته الشركة مؤخراً ، حيث لم يعد التأمين الحالي قادر على صرف أبسط العلاجات الضرورية واللازمة للحالات المرضية التي أصابت الكثير منهم ، كما أن الكثير من الوصفات الطبية لا يتم صرفها بحجة أن التأمين لا يغطيها ولو كانت علاج بسيط كعلاج "لينكودار" على سبيل المثال بحسب المتقاعدين .
المتقاعدين أعلنوها صراحة من أمام مبنى الشركة بأن قضيتهم لن تقبل "التراجع أو الإستسلام" ولن يتم التنازل عن أي مطلب مشروع يوفر لهم تأميناً صحياً بموجب الإتفاقيات الموقعة بينهم وبين الشركة في العام 2000 ، حيث تم اقتطاع مبالغ مالية من رواتبهم الشهرية للحصول على تأمين صحي لائق بعد التقاعد وهو ما لم تلتزم به إدارة الشركة مؤخراً كما يروي المتقاعدون .
وعلى الرغم من الأحوال الصحية التي يعانونها وبعد المسافة والإرهاق والتعب ، إلا أن أعداد المتقاعدين المشاركين في الإعتصام أمام مبنى الشركة تشير إلى أن هنالك المئات من المتضررين من مسألة التأمين الصحي ، لا كما يصرح رئيس مجلس إدارة الشركة الدكتور محمد الذنيبات بأن أعداد المعترضين على التأمين الصحي لا يتجاوز الأربعون شخصاً .
اعتصام المتقاعدين من شركة الفوسفات قارب على دخول التاريخ كأطول اعتصام لمن تجاوزا حاجز الستون عاماً في موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية ، حيث يدخل الإعتصام في يومه "126" ولا تزال إدارة الشركة تصم الآذان وتعمي الأبصار عن مطالب متقاعديها ومحاربيها القدامى ، لتفتح الباب أمام الكثير من التساؤلات عن أسباب هذا التزمت والتعنت في التنكيل بالمتقاعدين وجرهم إلى الشارع لتلك المدة الطويلة من أجل أبسط الحقوق وأقلها وهو التأمين الصحي اللائق لمن كبُرت الشركة وازدهرت بفضل الله ثم بفضل جهودهم .. والله من وراء القصد .