اخبار البلد - على الرغم من ارتباط مشاكل الأذن عادة بضعف السمع لدى كبار السن، فإنّ مشكلة صحية أخرى قد تكون ذات تأثيرات أكبر، إذ إنها تطاول مختلف الفئات العمرية، وهي الطنين، والذي يعاني منه نحو 750 مليون شخص في العالم، بحسب بيانات نشرتها مجلة جاما نيورولوجي JAMA Neurology الطبية الأميركية، مستندة إلى بيانات جمعتها على مدار 50 عاماً
ووفق البيانات، فإن نحو 120 مليون شخص حول العالم، معظمهم تجاوزوا 65 سنة، يعانون من طنين الأذن، فيما يقدّر الباحثون أنّ نحو 14 في المائة من الأشخاص البالغين يعانون من ذات المشكلة، وأنّ 2 في المائة منهم يعانون من الطنين الحاد
يعرّف مركز الخدمة الصحية الوطنية البريطاني طنين الأذن بأنه سماع أصوات داخلية تراوح ما بين الطنين المتقطع والطنين المستمر، وقد يسمع بعض الأشخاص أصواتاً مشابهة لنغمة موسيقية، فيما آخرون يسمعون طنيناً مع كلّ نبضة في جسدهم، وهو ما يعرف بطنين الأذن النابض
ويعرّف اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة، الدكتور أحمد خليفة، طنين الأذن بأنّه مشكلة مرضية تنتج من حصول مشاكل في الأوعية الدموية والأعصاب التي تربط الأذن بالدماغ، ويقول لـ"العربي الجديد" إنّ "الطنين يحدث عندما يختبر الشخص صوتاً داخلياً في إحدى أذنيه، أو كلتيهما، وعادة ما يترافق مع هذا الطنين سماع ضوضاء، ما يجعل الشخص يشعر بانزعاج مستمر"
يضيف خليفة: "يحدث طنين الأذن عادة بسبب حالة مرضية، مثل فقدان السمع نتيجة حادث، أو إصابة الأذن بمشكلة مرضية، أو حصول مشاكل في الدورة الدموية بالأذن، وفي بعض الحالات يرتبط حصول الطنين بمشاكل تتعلق بالإرهاق، أو التوتر، وتراوح درجة الإصابة بالطنين بين الخفيف والقوي، ويحدث بشكله الخفيف على شكل هدير، أو نقر بسيط، فيما الطنين القوي يكون حالة قوية من الضرب داخل الأذن، ويمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية أخرى، مثل أوجاع في الرأس، أو الشعور بالغثيان، أو التعب الشديد"
ويعتقد أن طنين الأذن رد فعل من الدماغ، أو إنذار بإمكانية حصول تلف في الجهاز السمعي، ورصدت "جمعية طنين الأذن" الأميركية أكثر من 200 مسبب متنوع للمشكلة، فمنها الخارجية مثل التعرض الدائم للضجيج، ومنها الصحية مثل التعرض لحادث، أو انسداد في الأذن بسبب تراكم الشمع، أو الالتهابات
ووجدت دراسة نشرها موقع "وب إم دي" WebMD الطبي، أنّ الضجيج كان السبب الرئيسي لدى ما لا يقل عن 90 في المائة من المصابين بطنين الأذن، إذ يسبب ضرراً دائماً للخلايا الحساسة المسؤولة عن نقل الأصوات، وعادة ما تتخذ هذه الخلايا شكلاً حلزونياً في الأذن الداخلية، ويصاب الأشخاص الذين يعملون في مهن مرتفعة الضوضاء أكثر من غيرهم بطنين الأذن، ويضاف إلى الضجيج إمكانية أن يصاب الأشخاص بالطنين في حال تناولهم أدوية غير مناسبة، أو بعض المضادات الحيوية، التي يمكن بعضَها أن تكون له أعراض جانبية محتملة، من بينها حصول طنين الأذن
الصورة فحص الأذن يكشف عادة أسباب الطنين (أستريد ستاويارز/Getty)
بينما تشير الدراسة التي نشرتها مجلة نيورولوجي جاما، إلى أنّ نحو 10 في المائة من البالغين الذين تراوح أعمارهم بين 18 إلى 44 سنة في الولايات المتحدة يعانون من طنين الأذن، وتقدر جمعية طنين الأذن الأميركية أنّ نحو 50 مليون أميركي يعانون من هذه المشكلة، وعلى الرغم من ذلك، فإن سبل العلاج ليست بسيطة
يقول خليفة: "يحتاج الشخص الذي يعاني من طنين مستمر إلى زيارة الطبيب للتشخيص من خلال تخطيط الأذن للتأكد من سبب المشكلة، قبل وصف الأدوية المناسبة، إن كان سبباً يتعلق بمرض داخلي أدى إلى تلف الأعصاب، أو حصول التهابات، أو نتيجة تكدس الشمع، أو مشكلة طارئة بسبب التعرض لحادث، وفي بعض الحالات التي تكون فيها الأذن قد تعرضت لتلف كبير في الأعصاب أو الناقلات الصوتية، وهذا عادة ما يحدث مع كبار السن، يتطلب الأمر حينها وضع سماعات لتخفيف الطنين، واستعادة القدرة على السمع تدريجاً"
ووجدت دراسة استقصائية شملت 230 متخصصاً في الرعاية الصحية، أنّ نحو 60 في المائة من الأشخاص المصابين بطنين الأذن قد شعروا ببعض التحسن بعد استخدام السماعات
ويلفت خليفة إلى أنّه في بعض الحالات التي يعاني فيها الأشخاص من طنين متقطع بسبب حادث مفاجئ تعرضوا له، أو مشاكل في الأسنان مثلاً، فقد يكون علاج تهدئة الطنين من خلال الأدوية، ثم العمل على إبعاد المريض عن العوامل المسببة للمشكلة، مثل الابتعاد عن التعرض للأصوات المرتفعة، أو إجراء تقويم للأسنان إن كان السبب وراء الطنين مشاكل في الفم