اخبار البلد - مهند الجوابرة
وضع رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، حجر الأساس لمصنع غسيل وتعويم الفوسفات في منطقة الشيدية بمحافظة معان بحضور رئيس مجلس إدارة شركة الفوسفات الدكتور محمد الذنيبات والرئيس التنفيذي للشركة عبدالوهاب الرواد .
حضور الخصاونة في الشيدية وغيابه عن مشهد حرائق الكبريت المتكررة في مستودعات الشركة المتواجده في المجمع الصناعي في محافظة العقبة أثار زوبعة من التساؤلات حول الأسباب الخفية التي دفعت بالخصاونة للتوجه بوضع حجر الأساس لمصنع الغسيل والتعويم في الشيدية ، وامتناعه عن تفقد أحوال الرعية العاملين في المجمع الصناعي ، حيث أكد مدير المجمع أن تلك الحرائق متواجدة بشكل يومي وبمعدل 3-4 حرائق في اليوم ، الأمر الذي يعتبر مؤشراً خطيراً لكارثة جديدة في حال لم يتم علاج مسببات تلك الحرائق لمادة الكبريت .
الصالونات السياسية شهدت وتطرقت لأحاديث مطولة حول قيام الخصاونة بوضع حجر الأساس في الشيدية للمصنع الجديد على أنه "رد المعروف" للذنيبات ، بعد أن قام الأخير بالمدح والثناء والإطراء مؤخراً على خطة الإصلاح التي يقودها الخصاونة من الدوار الرابع ، إذ لم يمضِ وقت طويل على تصريحات الذنيبات وإعجابه بخطة الإصلاح "الخصاونية" .
الحضور والغياب معاً متلازمة تتسبب في أزمة تناقض لها بعد نفسي "وبرغماتي" تسببت بها زيارة الرئيس الذي يبدو أنه أخطأ في عنوانها كثيراً ، فبدلاً من التوجه إلى العقبة ومجمعها الصناعي وكبريتها المنفجر والمحروق والذي تحول إلى سحابة سوداء قاتمة خانقة توجه إلى مصنع سيفتتح ويباشر عمله بعد سنتين تقريباً ، فاختلط الحابل بالنابل والآجل بالعاجل فأصبحت العقبة وكبريتها نسياً منسياً فيما أصبح مصنع الشيدية هو الأولوية لدولة الرئيس الذي يبدو دوماً أنه لا يجيد أحياناً فن الأولوليات أو حتى فن المسافات .
جدير بالذكر أن حريقاً نشب في أحد مستودعات الكبريت التابعة لشركة مناجم الفوسفات الكائن في المجمع الصناعي في العقبة ليكون الثاني من نوعه خلال أسبوع واحد بسبب ضعف إجراءات السلامة العامة ، ما يفتح باب التساؤلات والاستفسارات إن كنا على أعتاب كارثة أخرى كالتي شهدناها في ميناء العقبة "غاز الكلورين" والتي أودت بحياة الكثير من العاملين في الميناء بسبب الإهمال والتراخي في تطبيق أسس السلامة العامة والتهاون في التعامل مع المواد الخطرة سريعة الاشتعال والقابلة للانفجار .