اخبار البلد -
المليونير صاحبُ الملايين، كم ترغب أنْ يقترن هذا اللقبُ الجميل باسمك؟ معك كل الحق، ومن لا يتمنى ذلك؟ فالثراءُ والغنى حلمٌ يراود عقلك ويداعب خيالك باستمرار. أعلم هذا الأمر من دون أن تخبرني به؛ فأنت لست غنياً ولم ترث الملايين عن عائلتك كما هو حال البعضِ ممن يأتون الدُّنيا وقد توفرت لهم سبلُ العيش الرغيد ورفاهية الحياة وورثوا المال الطائل دون تفكيرٍ أوعناء، فهم كما يقول المثلُ الشعبيُّ في بلدي (خُلقوا وفي فمهم ملعقةٌ من ذهب)
لا تشغل بالك كثيراً بالتفكير في ثروتهم ولاترمقهم بنظرةِ الحسد. أنا لا أدَّعي المثالية في كلامي ولكن صدقني هذا حظهم ونصيبهم من الحياة، ولتعلمْ أنَّه بالمقابل هناك الكثير ممن تعبوا وعملوا بجدٍ وعانوا الأمرَّين حتى حصلوا على رصيدٍ من الأموال جعلهم من أصحاب الملايين. أنت الآن في مكانك ما زلت تتساءلُ كيف ستحصل على المال الكثير وتصبح من هؤلاء المليونيرين؟ فهل ستشارك في مسابقة الحلم مع الأستاذ مصطفى الآغا على قناة mbc أوغيرها من برامج المسابقات التي تعرضُ على شاشة التلفاز؟
قد تبدو فكرةً لابأس بها، ولكن كم من الرسائل الإلكترونية قد ترسل وكم من الليرات قد تهدر حتى يحالفك الحظ ويدخل اسمك في السحب؟ أظنُّه طريقٌ طويلٌ والفوز فيه غير مضمون. قد تفكر أيضاً في شراء أوراق اليانصيب وربما اشتريت من قبل ورقةً تلو الأخرى، ولكن للأسف دون جدوى فاسمك ليس من بين الأسماء الرابحة
لاتكتئبْ ولاتيأس ياعزيزي، فهذا حالُ أغلبنا نرغب بالأشياء السهلة الوصول ذات الربح السريع، ولكن ننسى أنَّ الأمر يعتمد على ضربة الحظ فقد يحالفنا وغالبًا قد يخالفنا. إذاً لماذا لانغيرُ أسلوب تفكيرنا ونتطلع للأفضل والأنسب لحياتنا! فلتأتِ معي في هذا المقال لنكتشفَ معاً العديد من الأمور والأساليب التي قد تساعدنا في توفير المال والحصول عليه، فربما يضحك لنا الحظ ونصبح من أصحاب الملايين بإرادتنا واجتهادنا هذه المرة
اقرأ أيضًا: ماذا يُساوي استثمار 1000 دولار في أبل عام 1996 اليوم؟
التفكيرُ الإيجابيُّ طريقك لجني المال
أنْ تكون مليونيراً أمرٌ قد يبدو مستحيلاً بالنسبة لك وصعب التحقيق؛ طبعا وأنت جالسٌ على أريكتك وتقلب قنوات التلفاز بمللٍ وتفكيرك مجمٌد بهذا الروتين الحياتي القاتل، أما إنْ وظفَّت عقلك بالشكل المناسب ووضعته في خدمتك فسوف تجني الكثير من النجاح في أمورك المالية والمهنية. فالعقلية والتفكير الإيجابي بالإضافة إلى الرغبةِ في تغيير الواقع هو الأساس الذي يمكن أن تعتمد عليه في تأمين الموارد التي ستدُّر عليك المال الكثير، فالأمر لايحتاج منك سوى اتخاذ قراراتٍ حاسمة وذكية وبالأوقات المناسبة تماماً
أعرف بماذا تفكر الآن، قد تقول أني أفرش طريقك بالورود وأدعوك لتقطف الأموال عن الشجرِ كما يقول الكثيرون منا، بالطبع القصةُ ليست كذلك فعليك أنْ تعرف أنَّك لن تحصل على الملايين بين ليلةٍ وضحاها والأمر ليس بالسهولة التي تتوقعها، فقد يتطلب منك سنواتٍ من التخطيط والعمل حتى ترى المليون الأول في رصيدك. لذلك ضع هدفك نصبَ عينيك وابدأ مبكراً فلا وقتَ أمامك لتضيعه، وفي صميم حديثي هذا تستوقفني قصةٌ رائعةٌ تصب في صلب موضوعنا إنها قصة مليونير أمريكي شاب اسمه ستيف أدكوك الذي أصبح مليونيراً في عمر 35 عاماً، هل سمعت به من قبل؟ وكيف بدأت قصته مع جمع الدولارات؟ وكيف وصل للمليون الأول؟
لابدَّ أنَّ الفضول سيجعلك تتبع كلماتي لتتعرف أكثر على قصة ستيف أدكوك التي سأوردها في سطوري اللاحقة سواء كنت قد سمعت به أم لم تسمع
ستيف أدكوك: مليونير شاب
إنه الأمريكي ستيف أدكوك الذي عمل خبيراً مالياً في إحدى شركات تطوير البرمجيات، فكان نشيطاً في عمله ومواظباً على دوامه كلَّ يومٍ من التاسعة صباحاً وحتى الخامسة مساءً وبدخلٍ مكون من ستة أرقام يبدو لك دخلاً ممتازاً، لكنَّ ستيف الشاب الطموح للمال والثروة لم تعجبه حياته على هذا الترتيب فعرف من البداية أن عمل الوظيفة لوحده لن يغير من حاله في شئ ولن يجعله ينعم بالملايين كما يحلم ويتمنى، فهل خطر ببالك ماذا فعل ستيف لتحقيق حلمه؟ سأخبرك بذلك الآن
قرر ستيف في عام 2016 التقاعد من عمله وترك وظيفته وهو في عمر 35 عاماً، لاتستغرب الفكرة كثيراً فهو لم يتقاعد لأنه لم يعد لديه ما يقدمه لعمله بالعكس فإن ستيف قد ترك العمل وقلب المعادلة ليبدأ مشوار النجاح والشهرة مع زوجته كورتني التي تبعته بالتقاعد بعد عدة أشهر وفي رصيده 900 ألف دولار
كيف حصل هذا المليونير على 900 ألف دولار قبل تقاعده؟
لا تذهب بفكرك بعيداً ولا تراودك الأفكار السيئة حول ثروة ستيف، فهو لم يقمْ بالسطو على بنكٍ ما ولم يرث أموالاً من أهله وأيضًا لم يربح جائزة المليون فمن أين له ذلك؟
يخبرنا ستيف في كتاباته على مدونته الخاصة به أن موقع كان بمثابة دليلٍ له ساعده في جمع المال قبل أن يتقاعد وفي سن مبكرة، وذلك من خلال التوفير والادخار بطرقٍ ذكية والعمل على توظيف الأموال في حسابات الاستثمارات طويلة الأجل والحسابات الجارية وغيرها، حيث استفاد من قصص أصحاب الملايين المذكورة فيه وكيف يرشدون وينظمون إنفاقهم واستهلاكهم ويحافظون على مستوى ماليٍّ وافر بشكل دائم
وها هو ستيف أدكوك يعيش حالياً مع زوجته كورتني في منزلٍ بسيطٍ مشمس في ولاية أريزونا الأمريكية، ويتبع الزوجان المليونيران التنظيم في كل مايخصُّ أمورهما المالية حتى اللحظة فهما مستعدان دائمًا لأي حدث طارئ بدليل عدم تأثرهم بركود الأسواق والاستثمارات الذي حصل نتيجة جائحة فيروس covid-19 الذي عمَّ العالم وأثَّر على الاقتصاد العالمي بشكلٍ كبير، لأنهما قاما بالإنفاق على أمورهم المعيشية من صندوقِ طوارئ بقيمة 100000 دولار احتفظا به قبل التقاعد، فكان له دورٌ مهمٌ في المحافظة على مستوى معيشتهما دون التفريط ببيع أي حصةٍ من أسهمهما
اقرأ أيضًا: لماذا فوزك بجائزة اليانصيب قد يكون أسوأ ما سيحصل لك؟
مبادئ ستيف أدكوك ونصائحه الذهبية لجمع الثروة والوصول للمليون الأول
النصيحةُ الأُولى: الاستقلال المالي هو الهدف الأول
إذا كنتَ ترغب في الحصول على المال الكثير، وأنْ تحمل تسمية مليونير فعليك تحديد هدفك منذ بداية مشوارك. المال لايخلق من العدم ولكنه يفنى بسهولة إذا لم تحسن إدارته وترشيده، وهذا مافعله صديقنا ستيف الحالم بالملايين عندما أدرك منذ بداية عمله أنه لن يستمر في وظيفة تقيده لسنواتٍ طويلة. فبدأ من أواخر العشرين من عمره يفكر بتغيير نمط حياته وجعل ترك العمل هدفه الأساسي لذلك قام بادخار 70% من دخله واستثمره بشكل ممتاز، لاتظن أنَّ الأمر كان سهلاً عليه أبدا فقد عمل على التقليل من مصروفه الشهري بشكل كبير، وغيَّر الكثير من عاداته المالية ليتمكن من توفير المبلغ الذي وضعه في ذهنه
النصيحةُ الثانيةُ: المليونير الشاب يوصي بالتركيز على زيادة دخلك ومن مصادر متعددة
كل يوم يمضي عليك في الوظيفة وأنت تلعنُ وتشتم الساعة التي توظفت بها. معك حق، فهي تقيد طموحك وخصوصاً إذا كان الراتب لا يناسب تعبك وساعات عملك المتواصلة. هل فكرت يوماً بعملٍ آخر إلى جانب عملك الأساسي؟ إذا كنت لم تفكر بذلك فسأخبرك بما فعله ستيف أدكوك وما نصح به الكثير من الشباب لربما تعجبك الفكرة وتبدأ بتنفيذها
لم يكتفِ ستيف بالتوفير والادخار من راتبه وراتب زوجته كورتني ليصبح مليونيراً، بل عمل على زيادة دخله بطرقٍ مختلفة ورفده بدفعاتٍ متكررةٍ على مدى الشهر. فتوجه ستيف إلى عالم الإنترنت فكان بالنسبة له مجالاً لتحصيل دخلٍ إضافي ممتاز عبر إطلاق موقعٍ يختص بالأمور المالية وبدأ الكتابة فيه، وبالتدريج أخذ الموقع يدر عليه ما يقارب 1000 دولار شهرياً، أيضاً عمل ستيف مع زوجته على إنشاء قناة يوتيوب لتوثيق حياتهما ورحلاتهما وقد حصلا من خلالها على 400 500 دولار في الشهر، إضافةً إلى عمله في الكتابة المستقلة وجنى منه بضع مئاتٍ من الدولارات. أيضاً لم ينسَ ستيف وظيفته فدخله الأساسي منها، فكان مجتهداً في عمله واستحق زيادة على دخله عدةَ مراتٍ وبنسبة %10 أو15% ووصل لمنصب مدير بعد سنواتٍ من العمل والمثابرة، وكذلك زوجته قد حصلت على علاواتٍ عدة أيضاً
النصيحةُ الثالثةُ: الاستثمار ثم الاستثمار في الأصولِ المدروسة
من المعروف أن زيادة المال بشكلٍ دائمٍ و مستمر تعتمد ببساطة على زيادة موارد الدخل، وقد أدرك ستيف هذا الكلام جيداً وعمل بمبدأ أن السبب الوحيد الذي يجب أن يُوفر المال لأجله هو لاستثماره. علم أن التوفير والادخار إضافة إلى العمل الإضافي والترقية الوظيفية جميعها لن تجعله مليونيراً في وقتٍ مبكرٍ، أما الاستثمار فهو المفتاح الذهبي لجني الأموال فكان يوفر المال لاستثماره في حساباتٍ مؤمنةٍ طويلة وقصيرة الأجل وفي أسواق البورصة والمشاريع الصغيرة والعقارات وغيرها، وكلها تعود عليه بفوائد مركبة تزيد من قيمتها مع مرور الوقت وبالطبع لا ينفق من هذه الحسابات أبداً مهما اضطر لها
النصيحةُ الرابعةُ: اعتماد الدفعِ الأوتوماتيكي
يخبرنا ستيف أنه لم يلتفت كثيراً لخطط التقاعد المعروضة من قبل معظم الشركات وأصحاب العمل، بل وضع خطته التي سهلت آلية الدفع في حياته من تسديد الفواتير وتجنب الغرامات، وتخفيض مجموع نقاط الائتمان واتبعها بكل حرفية مع زوجته كورتني وتمثلت بالخطواتِ التالية:
المساهمة أتوماتيكيا في خطة تقاعد 401 (K) وحسابات التقاعد الفردية وهو نظام قد لا يتوفر في بعض الدول ويمكن استبداله بالخطوة التالية في أي بلد من العالم
تحويل المال أوتوماتيكياً من الحسابات الجارية إلى حساب المدخرات
تسديد فواتير بطاقة الائتمان أوتوماتيكياً
النصيحةُ الخامسةُ: اعلمْ يا عزيزي أين يذهب مالك
عليك أن تعرف الطريق الذي يذهب فيه كل قرش من نقودك. هذه الطريقة من أكثر الطرق فعالية لضبط المال، والتخلص من الديون التي قد تثقل كاهلك إذا لم تستطع إدارة أمورك بشكل جيد، وفي صميم هذا الكلام يوصي ستيف أدكوك ببعض الأمور التي تمكنك من إحداث تغييرات كبيرة في إدارتك لشؤونك المالية وهي:
تفقد الفواتير بدلاً من رميها، والتأكد من كل كلمة فيها
إعطاء الأولوية لدفع الفواتير وسداد مستحقات حسابات التقاعد، ثم تأتي المصروفات الأخرى
قراءة الكثير من الكتب عن كيفية الإنفاق الجيد والمدروس
لاتنسَ أيضا الاشتراكات الشهرية الدائمة، فقد تكلفك الكثير لذلك تأكد إن كنت بحاجتها فعلاً أم لا
النصيحةُ السادسةُ: تعالى وتحرر من الأشياء التي لا تحتاجها
في طريقك إلى الثراء لاتقم بشراء أشياء غالية الثمن لا حاجة ملحة لها، فقط للاستعراض والتباهي بها من سيارات وعقارات، ومجوهرات، وملابس فاخرة فحتى الأغنياء لا يقومون بذلك إلا بعدَ أن يضمنوا وجودَ مشاريع ضخمة خلفها تدرُ عليهم الأموال الكثيرة. وها هو المليونير الشاب ستيف أدكوك قد أدرك أنه عليه الاقتصاد في حياته قدر الإمكان والاستغناء عن كل ما يترتب عليه نفقاتٍ زائدة. فعندما قرر التقاعد المبكر وخطط له قام ببيع سيارته المكشوفة وسيارة كاديلاك كانتا لديه بالإضافة لدراجة ياماها الرياضية وادخر المال الذي حصل عليه من بيعها واستثمره بشكلٍ مفيد
وأيضاً يقول ستيف أنه وزوجته كورتني لايشتريان إلا الضروري من الحاجيات والتي تجلب لهما سعادةً دائمةً نوعاً ما، أما الأمور الأخرى من تجديد هواتفهما الخلوية وشراء الملابس وتناول الطعام في أحد المطاعم فهما لا يعطياه أهميةً كبيرةً ولاينفقا عليها الكثير من الأموال، فالسر كما يقول ستيف أدكوك هو أنْ تعلم ما يجعلك سعيداً، وما لا يجعلك كذلك
ختاماً، كانت هذه نصائحُ المليونير الشاب ذي الـ 35 عاماً. قد يراها الكثيرون منكم صعبةَ التحقيق في عالمنا وإمكانياتنا الحالية، ولكن لا ضيرَ من التجربة والاستفادة فالثراء والحصول على المال ليس امتيازاً يُعطى للأشخاص المحظوظين فقط، بل هو حقّي وحقُّك أيضاً إذا كنا على استعدادٍ لتغيير طريقة حياتنا وتفكيرنا ورفعنا من سقفِ أهدافنا، لذا إنْ كان في جعبتكم المزيدَ من النصائح والأفكار الأخرى للحصول عل المال وتوفيره فشاركونا بها من خلالِ تعليقاتكم علَّنا نصلُ للمليون الأول يوماً ما