لم يكن إمبراطور المخدرات الكولومبي بابلو إسكوبار أول سجين يفر من حبسه، لكنه أحد المسجونين القلائل أو ربما الوحيد الذي صنع سجناً «5 نجوم» بمواصفات باذخة اشترطها لتسليم نفسه، ثم فرّ منه بعد عام واحد من أصل 5 أعوام كان يُفترض أن يمكث خلالها فيه.
ويحتوي سجن «لا كاتدرال»، الذي دخله إسكوبار عام 1991، على ملعب كرة قدم وغرف بلياردو وصالة ألعاب رياضية وملعب ومنطقة للشواء.
وقالت صحيفة «إنفوباى» الأرجنتينية، فى ذكرى مرور 31 عاماً على سجن بابلو إسكوبار، إن الزنزانة ضمت مدفأة وثلاجة مملوءة بالأطعمة والمشروبات، كما أنها كانت تحتوى على شموع بألوان وروائح مختلفة، وفراشه يحتوى على أغطية وبطانيات عالية الجودة.
ويطل السجن على مدينة ميديلين فى كولومبيا، وبُني وفقاً للمواصفات التى أصدرها بابلو إسكوبار بعد اتفاق عام 1991 مع الحكومة الكولومبية ينص على تسليم إسكوبار نفسه للسلطات، ومكوثه بالسجن فترة أقصاها 5 سنوات، شرط عدم تسليمه إلى الولايات المتحدة.
وكان إسكوبار يستقبل في زنزانته كل الشخصيات التي كان يرغب بمقابلتهم، منهم ملكات جمال، وأيضاً شخصيات رياضية معروفة، بمَن فى ذلك لاعب كرة القدم السابق رينيه هيجيتا.
كما كان يستقبل زوجته فيكتوريا يوجينيا، وفى إحدى زياراتها عثرت على رسائل حب من نساء آخريات من بلدان مختلفة.
وفي 22 يوليو/ تموز 1992، بعد أن أمضى عاماً في سجنه، وعند الساعة 2 صباحاً كان الضباب كثيفاً، وأصبحت الرؤية صعبة وكانت فرصة لإسكوبار استغلها واتجه مع رجاله إلى السياج المحيط، وأغلق أحد الحراس الموالين له إضاءة السجن بأكمله، وبمجرد أن غرق كل شيء في الظلام، فتح الرجال حفرة في الجدار المبنى من الطوب (كان قد أعده إسكوبار خصيصاً للهرب في الحالات الطارئة) وزحفوا من خلالها خارجاً. بعد ساعتين، عندما تحسنت الرؤية، وصلوا إلى حي يسمى «إل سالادو»، كان الناس وقتها متجهين للعمل والأطفال إلى المدرسة، ظهر إسكوبار ورجاله بملابسهم الممزقة القذرة كالمشردين وتوجهوا إلى مزرعة أحد الأصدقاء الموثوق به.
وبعد هروبه، شكلت الحكومة ما يسمى «كتلة البحث» للقبض عليه، وبعد 17 شهرًا من الملاحقة المكثفة، اقتربوا من القبض عليه لكنه حاول الهروب عبر أسطح المنازل في ميديلين، فتم إطلاق النار عليه وقتله.