شارك الاف التونسييون، اليوم السبت، في الاحتفالات الذكرى الاولى لثورة الكرامة والحرية التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي، الذي فر في مثل هذا اليوم من 2011 الى المملكة السعودية بعد 23 عاما من الحكم. واختلفت الشعارات المرفوعة، إذ هتف مشاركون بشعارات تمجد الثورة، وأخرى منددة بالحكومة الحالية وغيرها مؤيدة لها، فيما رفع آخرون أعلام تونس وليبيا وفلسطين منددين بزيارة أمير قطر إلى تونس.
منذ الصباح الباكر، بدأ التونسيون يتوافدون على وسط العاصمة ومنهم من قضي ليلته امام المسرح البلدي في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي الذي شهد في 14 كانون الثاني اكبر الاحتجاجات.
وكانت السلطات التونسية قررت اعتبار هذا اليوم من كل عام "عيدا للثورة والشباب"، تخليداً ليوم اطاح الشعب التونسي بنظام بن علي الذي حكم البلاد بقبضة من حديد مدة 23 عاما.
وفي اجواء احتفالية شكلت المناسبة فرصة للاحتجاج والمطالبة بالاستحقاقات الاجتماعية، ورفع المتظاهرون امام المسرح البلدي لافتات كتب عليها "شغل حرية كرامة وطنية"، و"اوفياء لدماء الشهداء" و"ثورة الاحرار من اجل استكمال مهام الثورة"، و"التشغيل استحقاق يا عصابة النفاق".
وقال منصور براهيم (50 عاما) "نحن هنا للتاكيد على ضرورة عدم تفويت الاستحقاقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي دعت لها الثورة الكرامة والحرية".
ورأى سالم الزيتوني (33 عاما) ان "التونسيين قاموا بالثورة ضد الديكتاتورية من اجل حياة كريمة وليس بدافع مساعدة بعض الانتهازيين لتحقيق اهدافهم السياسية".
كما رفع المتظاهرون لافتة كبيرة تتوسطها خريطة تونس محاطة بأسماء شهداء الثورة التونسية وعلى رأس القائمة محمد البوعزيزي، البائع المتجول الذي اقدم في 17 كانون الاول، على احراق نفسه امام مقر الولاية في سيدي بوزيد مهد الثورة التونسية.
وتجمع نحو عشرة آلاف شخص في شارع الحبيب بورقيبة الذي إنسحبت منه القوات الأمنية، حيث جاب المتظاهرون هذا الشارع رافعين الأعلام تونس وليبيا وفلسطين،إلى جانب أعلام ورايات الأحزاب السياسية والمنظمات والجمعيات الأهلية.
وهتف المشاركون في هذه التظاهرة بشعارات تمجد الثورة، وأخرى منددة بالحكومة الحالية التي تقودها حركة النهضة الإسلامية، وغيرها مؤيدة لها، فيما قام عدد من التجار بعرض عربة البوعزيزيي الذي يُعتبر مفجر الثورة التونسية.
وكان لافتاً مشاركة التيار السلفي، حيث تجمع العشرات من أنصاره رافعين الرايات السوداء، وهتفوا بشعارات تنادي بالجهاد، وبتحرير القدس وسط التكبير، إلى جانب ترديد بعض الآيات القرآنية.
كما تميزت التظاهرة بإطلاق الألعاب النارية، وبرفع شعارات منددة بزيارة أمير قطر إلى تونس، منها"شعب تونس حر...حر،لا أمريكا ولا قطر"، "سحقا سحقا للرجعية،من تونس إلى السعودية"، و"يا قرضاوي، يا سمسار بعت تونس بالدولار".
وكانت تظاهرة مماثلة منددة بزيارة امير قطر إلى تونس، قد جابت ليل الجمعة-السبت شارع الحبيب بورقيبة، وذلك في تحرك لافت أثار الإنتقادات العنيفة التي وجهت للحكومة التونسية المؤقتة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية بسبب دعوتها أمير قطر لتونس.
ويعد امير قطر، حمد بن خليفة ال ثاني، من ابرز المدعوين للمشاركة في الاحتفالات، بينما كانت قطر اول بلد اجنبي يزوره الزعيم الاسلامي راشد الغنوشي بعد فوز حركة النهضة في انتخاب المجلس التاسيسي في 23 تشرين الاول في تونس.
وواجهت حركة النهضة، خصوصا خلال حملتها الانتخابية، اتهامات بتلقيها تمويلا من بلدان الخليج لكن الحزب نفى ذلك باستمرار.
من ناحيتها، اعلنت وزارة العدل، في بيان، ان السلطات التونسية قررت، اليوم السبت، منح حوالي 9000 سجين عفو خاص وسراح شرطي بمناسبة الذكرى الاولى للثورة التونسية.
واعلنت الوزارة في بيان ان العفو تقرر بمناسبة الاحتفال بالذكرى الاولى لثورة الحرية والكرامة "وتحقيقا لمبادئها واهدافها".
ومنح 3868 سجينا عفوا خاصا، في حين شمل السراح الشرطي 4976 سجينا. وطال القراران اطفالا وشبانا تحت العشرين من العمر والبالغين ستين عاما والمرضى الذين يشتكون من مرض عضال او عاهات خطيرة حسب البيان.
واضاف المصدر ان 122 سجينا صدرت بحقهم احكام بالاعدام تم خفض عقوبتهم الى السجن بقية الحياة.
كما شمل العفو عددا من مواطني الدول "الشقيقة والصديقة" من دون اعطاء مزيد من التفاصيل حول جنسية المفرج عنهم.