علي المسعود: فيلم “السلام بالشوكولاتة” يهدف إلى تسليط الضوء على قضايا اللاجئين والإندماج في المجتمعات الجديدة

علي المسعود: فيلم “السلام بالشوكولاتة” يهدف إلى تسليط الضوء على قضايا اللاجئين والإندماج في المجتمعات الجديدة
أخبار البلد -   اخبارالبلد-
 

مع تحول المهاجرين إلى محور النقاش السياسي الرئيسي، أصبح من الضروري أبراز جوانب مضيئة عن حياة الافراد الذين نجحوا في الاندماج في المجتمع الجديد مع الحفاظ على الهوية الوطنية . في مهرجان تريبيكا السينمائي لعام 2021قدم المخرج جوناثان كيزر فيلمه الروائي الأول "السلام بالشوكولاتة”قصة حقيقية عن نجاح عائلة سورية مهاجرة في كندا .عائلة"عصام هدهد” التي تميزت في وطنها الأمفي صناعة الشوكولاتة منذ افتتاح أول مصنع لها في أحد ضواحي دمشق عام 1986 وتصدير منتجاته إلى ألمانيا والسويد ولبنان وتركيا والعراق والأردن قبل سنوات الحرب وتوقف المصنع أواخر عام 2012 بعد تعرضه لغارة جوية ، دُمر مصنعها الأكبر في الشرق الأوسط جراء قصف الطيران الحربي إبان المعارك بين المعارضة السورية والنظام السوري في دمشق وريفها ، وبعد خسارتهم لمنزلهم ومقتل أحد أقاربهممما أضطرت العائلة للمغادرة الى لبنان .

طارق ( أيهم أبو عمار ) طالب طب تلقىالحرب بظلالهاعلى حياته وحياة عائلته ، حالة من الفوضىوالضياع من القضاء على تجارة الشوكولاتة الخاصة بعائلته وإجبارهم على الفرار إلى لبنان . طارق ووالداه عصامقام بدوره المخرج(الراحل حاتم علي ) الذي يتفاخر بكونه أحد أفضل صانعي الشوكولاتة في سوريا ،ووالدته شهناز ( الممثلة السورية القديرة (يارا صبري ) وشقيقته ألاءالممثلة السورية (نجلاء خمري ) وابنتها الصغيرة جميعهم في طي النسيان لمدة ثلاث سنوات كلاجئين –عمل الابن (طارق ) مع منظمات طبية ومنظمة الصحة العالمية في الإغاثة الصحية للسوريين في السنوات التي بقي فيها في لبنان، سيما وأنه كان يدرس الطب البشري في بلاده ،يحصل طارق على فرصة للذهاب إلى كندا للعيش مع عائلة كفيلة ، زوجان لطيفان يدعيان فرانك وزاريا. إنهم في نفس عمر والدة طارق ووالده تقريبا ويعاملونه بلطف ويدعمونه في سعيه لجلب بقية أفراد عائلته إلى كندا في بلدة ريفية يبلغ عدد سكانها 4000 نسمة .وصل طارقكندا مطلع عام 2015 أملاً في إكمال دراسة الطب أولاً، وسوف يتبعه قريبًاوالدية عصام وشهناز (يارا صبري) ، لكن شقيقته ألاء (نجلاء الخمري) لم تتمكن الحضور لبعض الوقت لأن زوجها مازالفي سوريا. وبعد مقتل زوجها في الحرب ، تنضم ألاء أيضًا إلى العائلة في أنتيغونيش .

ألابن طارق يتحدث الانجليزية بطلاقة . في حين لايجيد باقي أفراد الأسرة التحدث اللغة الإنجليزية . وبدأ مع عائلته بعد أشهر فقط العمل على إنتاج الشوكولاتة، ليفتتحوا معملاً صغيراً، بعد لجوء العائلة إلى كندا والتكيف مع الحياة في البلدة الصغيرة أثناء إعادة بناء إرث العائلة في بلد جديد وأصداء نجاح التجربة بدعم من المجتمع الكندي ، رغم أنهم لم يكونوا يملكون سوى خبرتهم وهمتهم وومضةالأمل الذي تغمر أرواحهم . يتتبع الفيلم بعض قضايا معاناة الاسرة معالثلوج والتكيف معالمجتمع الجديد ورعاية الأسرة من قبل الكنيسة المحلية ، وعلى الرغم من كل عيوبها، تبدو بلدة نوفا سكوشا مكانا جيدا لمتابعة هذا الحلم، وخاصة الانسان الطيب فرانك (مارك كاماتشو) الذي رافقهم منذ وصولهم ومد له يد العون في بناء مشروعهم .طارق حداد (أيهم أبو عمار) هو شاب لديه أحلام، وتحديدا أن يصبح طبيبا. خاصة عندما يلتقي بجراح يتحدث العربية يدعى نديم (مارك هاشم) يمكنه مساعدته في التغلب على العقبات البيروقراطية ، هذا الطموح يصطدمبممانعة الاب ، الذي يشعر بحاجته لأن يكون قريب على الاسرةكونهم لايجيدون اللغة .يعملطارق مع والده عصام ، الموجود الآن في كندا ، مع الراعي الكندي للعائلة فرانك (مارك كاماتشو) ويرى أن مشروعه الصغير في مجال الشوكولاتة ينطلق على الرغم من الحواجز اللغوية والثقافية ، اقترب فرانك وعصام من بناء السلام بالشوكولاتة من الألف إلى الياء ، وانتقلوا من صنع الشوكولاتة في مطبخالبيت الصغير لعائلة وبيعها من قبو الكنيسة المحلية ، إلى بناء سقيفة في الحديقة الأمامية للعائلة لتكون بمثابة مصنع وواجهة متجر. لكن التوترات تتصاعد مع اعتماد عصام كليًا على طارق ، بصفته المتحدث الوحيد باللغة الإنجليزية في العائلة ، ليعمل كمترجم ومتحدث عن التجربة في المؤتمرات . إنه دور لا يتعجل طارق في احتضانه وهذا الشد والجذب بين الأب والابن يشكلان الصراع المركزي في الفيلم.يتتبع الفيلم عائلة من اللاجئين السوريين الذين ينتقلون إلى كندا لاستئناف حياتهم، واستخدام مهاراتهم في صنع الشوكولاتة لإعادة بناء الأعمال العائلية من منازلهم. إنها قصة لم تتصدر عناوين الصحف في كندا فحسب ، بل على المستوى الدولي حيث تحدث عنها رئيس الوزراء جاستن ترودو في الأمم المتحدة قبل سنوات. يتناول الفيلم الكثير من القضايا المهمة التي نواجه اللاجئ في كل مكان وبالتحديد في كندا.الفيلم يسرد جانب من مشاكل العائلة السورية في المغترب و الصعوبات التي ممكن أن تواجهها في التأقلم والاندماج ، عن التحديات التي رافقتها مع اختلاف الثقافات و محاولة الحفاظ على وحدة الأسرة .. الفيلم يسلط الضوء أيضاً على كندا ذلك البلد المضيف الذي أتاح، لكل فرد من أفراد العائلة العصامية اكتشاف حدود شخصيته وإمكانياته وما الذي يمكن أن يقدمه على المستوى الشخصي والعام . المخرج ” جوناثان كيزر ” سبق وأن أنجز فيلما وثائقيا عن الشخصية الحقيقية "طارق هدهد”وكان بعنوان "الإخوة” يتحدث عن بدايات نجاح "عصام هدهد” ورجل الأعمال "فرانك” الذي يعود إليه الفضل في انطلاق العائلة بمصنعها الأول الذي تحول فيما بعد إلى معمل كبير وشهير في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأوروبا .

وكشف الفيلم الوجه الآخر لموهبة التمثيل في حياة المخرج السوري الراحل حاتم علي، بعدما حقق نجاحًا كبيرًا في مجال الإخراج، في أعمال سينمائية ودرامية على مستوى الوطن العربي قبل وفاته؛ والتي يأتي أحدثها في مسلسلي "أهو ده اللي صار” (2019)، و”الملك فاروق” ومسلسل الفصول الاربعة . وكان هذا أخر عمل ظهر به بقبل رحيله في القاهرة بعد إصابته بازمة قلبيةوالذي أهدى الفيلم الى روحه ، وكذالك سحر الممثل الرئيسي أيهم أبو عمار هو أكبر رصيد في الفيلم. ورعاية تجذب الجمهور إلى صراعات شخصيته وعائلته. و”أيهم أبو عمار” فنان سوري من مواليد مدينة السويداء 1984 تخرج من المعهد العالي للموسيقا بدمشق (قسم الموسيقى الشرقية) وتخصص في الغناء العربي عامي 2011- 2012 وهو فنان متعدد المواهب فهو مغن وعازف عود وممثل أدى العديد من الأدوار المسرحية منذ العام 1996، كما شارك في أكثر من 30 مسرحية من خلال فرقة "حكايا” ، ما بين عامي 1996- 2004،وشارك في العديد من المسلسلات ومنها أبو خليل القباني (مسلسل أبو خلیل القباني) إخراج "إيناس حقي” ومسلسل "سقف العالم”- إخراج "نجدت أنزور” وفي مسلسل "أسمهان” حيث أدى أغنيتين من أشهر أغاني شقيقها الراحل فريد الأطرش وكعازف فعال شارك أيهم في العديد من المهرجانات في سوريا وألمانيا وإيطاليا والمجر وتونس وقطر ومصر ولبنان .

يحمل الفيلم طابعًا اجتماعيًا وإنسانيًا خاصًا، ولا سيّما عندما يسعى كل من الوالد والابن لإيجاد أرضية مشتركة بينهما على الرغم من العلاقات المتوترة وتحديات الحياة في بلاد الغربة؛ كما أن الحكاية لا تغفل أبدا عن حقيقة أن الحرب لا تسبب سوى الدمار والخراب. الا هناك بعض المشاهد الكوميدية في الفيلم تتعلق باختلاف الثقافات او لتناقض في الجو وكثافة الثلوج . والفيلم يظهر أيضًا التوتر بين الأب المشبع بالثقافة السورية وأبنه الراغب في السعي وراء مستقبل مستقل . من الواضح أيضًا أنه لم يرحب جميع سكان أنتيغونيش بالوافدين الجدد .ومنهمكيلي (أليكا أوتران ) صاحبة محل الحلويات في القرية ، التي لم تتعاطف معمحنة العائلة اللاجئة الهربة من الحربوالموت ، واعتبرتهم متسللين . و أيضا أو رجل الحدودالامريكي عند عبور طارقلغرض تقديم كلمة في مدينة بريمونت ولكن تم التعامل معه كرجل ارهابي بعد كشف جوازه السوري ، كان من الممكن أن يكون الفيلم أكثر انفتاحًا حول القضية الأخيرة وربما كشف المزيد من المشاهالسلبية للتجربة عبر الثقافات. لكن من الواضح أنه يستهدف الجمهور المناسب للعائلة ويصور تجربة هجرة إيجابية في نهاية المطاف.إنها قصة حقيقية ، وهناك كتاب صدر عن تلك التجربة لم أقرأهلذلك لست متأكدًا من مقدار الحرية في الفيلم مع الأحداث الفعلية أو المبالغة في تمثيلها .

في الفيلم يتم إيلاء الاهتمام بالدين الإسلامي للعائلةمن خلالصلاة الجماعة في البيت أو رفض الاب عصام قرضا من البنك لوجود الفوائد التي يعتبرها"رِبا ” وهي محرمة في الدين الاسلامي و هذا الامريتشابك بسلاسة في القصة من قبل الكاتب المشارك والمخرج جوناثان كيزر ،فيلم "السلام بالشوكولاتة” هو السيرة الذاتية لعائلة من اللاجئين السوريين الذين انتقلوا إلى كندا وأنشأوا شركة شوكولاتة خاصة بهم، والتي تهدف أيضا إلى تسليط الضوء على قضايا اللاجئين من جميع أنحاء العالم . أصبح نجاح الأسرة في افتتاح مصنع الشوكولاتة حديث الكنديين وحكومتهم، حتى أن رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، تحدث عنه في خطاب له في الأمم المتحدة، واصفا إياه بأنه "مثال للاندماج”، في خطابه بقمة الأمم المتحدة الخاصة بالهجرة واللجوء، التي احتضنتها نيويورك في وقت سابق ،يبدو أنه ليس ترودو فقط مَنْ سيتذوقها. بل حققت قفزة أعلى ووصلت منتجاتها إلى محطة الفضاء. بعد التواصل مع عائلة رائد فضاء كندي-أمريكي في وكالة ناسا هو أندرو فوستيل، وهو الآن قائد محطة الفضاء الدولية، الذي قال إن قصة عائلته الهاربة من الحرب في سوريا لتبدأ حياتها في كندا «كانت ملهمة» له ، واضاف أنه اقترح وقتها أن رسالة السلام التي وصلوا بها من سوريا إلى كندا يمكن أن تصعد إلى الفضاء، وأرسل طارق «تي شيرت» وشوكولاتة من منتجاته إلى عائلة فوستيل، التي أوصلتها بدورها إلى وكالة ناسا ، ونشر طارق الصور في 21 سبتمبر/ أيلول 2018 والذي يصادف يوم السلام العالمي لدى الأمم المتحدة، اليوم الذي يعد محور اهتمام طارق طوال العام نظراً لارتباطه باسم «شوكلاته من أجل السلام» التي يصفها بأنها أكثر من شركة، بل رسالة يسعون من خلالها لتحقيق هدف اجتماعي، والتأكيد أن السلام هو أنبل ما هو على وجه الأرض .

( الشخصية الحقيقية ) طارق قال إن الفكرة واتته مطلع العام 2018، إذ أراد لفت الأنظار أكثر إلى فكرة «السوريين لأجل السلام»، وأنهم قد وصلوا لكندا لأجل المشاركة في بنائها ونشر رسالة سلام ومحبة فيها وإمتنان للمجتمع الكندي ، تواصل طارق مع أصدقاء في الولايات المتحدة ،أما عن سرّ نجاحهم قال طارق إن محور نجاحهم في البلاد كان إطلاقهم بعد وصولهم للبلاد حملة لإغاثة الكنديين، ثم رواية رئيس الوزراء جاستن ترودو قصتهم في خطاب في قمة لقادة الدول عن اللاجئين في الأمم المتحدة، في سبتمبر/أيلول 2016 . ووصف ذلك الخطاب، الذي لم تكن عائلته تعرف أنها ستسمع اسمها فيه، بأنه كان نقطة الانتقال الرئيسية من المحلية إلى العالمية وساهم في دعمهم على النطاق الوطني لعملهم، حيث تحدث فيها ترودو عن إمتلاك العائلة مصنعاً ناجحاً في دمشق يعمل فيه 50 شخصاً، وكيف بدأوا بعد وصولهم لكندا في البحث عن فرص والعمل خطوة خطوة بدعم من المجتمع المحلي وردوا الجميل للبلاد بعدما بدأوا بعد أشهر من العمل فقط في جني أرباح مكنتهم حتى من التبرع للصليب الأحمر الكندي للمساعدة في الإغاثة في مدينة فورت ماكموري في الجانب الآخر من البلاد التي كانت تعاني من حرائق الغابات .

وأشار طارق الذي أصبح عضو في المجلس التنمية الاقتصادية في نوفاسكوشا، إلى أن رئيس الوزراء جاستن ترودو زار بلدتهم واستقبلوه لعدة مرات، وإلى أن ترودو كثيراً ما يذكر قصة نجاحهم في لقائاته داخل البلاد . قدمت أسرة ” عصام هدهد ” نموذجا للأسرة المهاجرة الناجحة في كندا، وحصلت على جائزة( ألاخبار الجيدة) عام 2016 وهي جائزة تمنح للقصص الإنسانية الناجحة والمتميزة فيالمجتمع الكندي بحسب مااورده الفيلم .



شريط الأخبار التربية: اختيار 1000 مدرسة وتزويدها بـ20 ألف جهاز حاسوب لإجراء امتحان "التوجيهي" إلكترونيًا جلالة الملك يوجه رسالة إلى رئيس لجنة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني الموافقة على تسوية الأوضاع الضريبية لـ33 شركة ومكلفا الموافقة على اتفاقية لتمويل إنشاء 5 مدارس مهنية غيث الطيب مديرا عاما للأحوال المدنية والجوازات الحكومة تقرر تمديد العمل بقرار الدعم النقدي للمخابز وتثبيت أسعار الخبز التخليص على 550 سيارة كهربائية منذ إصدار قرار تخفيض الضريبة ضبط معمل نكهات "الجوس" مزورة تستخدم مواد سامة "الادارية" تنتصر لمفصولي "العلوم الاسلامية".. والجامعة تطعن بالقرار !! "الضمان الاجتماعي".. أكبر عشيرة في الأردن.. أين تسير ؟! وعقلية الإدارة جعلتها بألف خير تفاصيل جديدة حول مقتل ثلاثينية بالرصاص على يد عمّها في الأردن منح دراسية للطلبة الأردنيين في النمسا تحذيرات للسائقين في هذه الطرق - فيديو محكمة غرب عمان تعلن براءة صاحب مستشفى خاص من جنحة التزوير بأوراق رسمية واستعمالها؟! ما رأي حسام ابو علي بفتوى الحسنات التي حرم فيها بيع وصناعة "الدخان" جائزة ذهبية لرئيس مجلس الادارة ومديره العام .. مين دفع ثمن الحفلة؟ الأردن.. ينفذ إنزالاً جوياً جديداً لمساعدات إنسانية شمال قطاع غزة ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 44249 شهيداً مدير عام الغذاء والدواء يطلق مشروع المراجعة الشاملة لإدارة الأدوية الملخص اليومي لحركة تداول الأسهم في بورصة عمان لجلسة الثلاثاء .. تفاصيل