اخبار البلد - خاص
أمست هيئة النقل على موعد هام في العشرون من الشهر الجاري ، حيث ينتهي في هذا التاريخ عقد مديرها الجنرال طارق الحباشنة والذي أثار الجدل مؤخراً بسبب القرارات العديدة والمتعددة التي اتخذها أثناء فترة توليه لإدارة المهام في كرسي الهيئة والذي على ما يبدو بحسب الكثير من المراجعين وأصحاب العلاقة بأنه لم يوفق في الكثير منها لافتقاده الخبرة والمعرفة الكافية لإدارة المنصب والمهام الموكولة إليه .
قرار التجديد للجنرال من عدمه أصبح بيد رئاسة الوزراء التي لابد لها من تقييم أداء الحباشنة قبل تمديد فترة إدارته للهيئة ، لا سيما وأن الحباشنة يدير الهيئة بعقلية لا تتناسب مع طبيعة وأهداف وغايات الهيئة ، إذ يكون صارماً وجازماً في الأوقات التي يجب عليه أن يتأنى فيها ويعالج الأمور بروية أكثر وحكمة أبلغ ، ويكون مطمئن البال مرتاح الضمير في المناطق التي يجب عليه أن يكون فيها كالسيف البتار لمعالجة "الغرغرينا" التي تغزو بعض القضايا الشائكة في الهيئة ، وبين هذا وذاك وجب الانتباه إلى أن تلك الاضطرابات القائمة هناك بحاجة للكثير من التقييم وإمعان النظر قبل التجديد من عدمه .
الحباشنة المتصومع والمعتزل والمحارب لوسائل الإعلام أعطى انطباعاً مهماً لدى الكثير من تلك الوسائل بأن قرار إدارته للهيئة لم يكن بالموفق أو الصواب ، إذ نأى بجانبه وأعرض عن التجاوب مع وسائل الإعلام في كثير من الأوقات التي كان جزاماً عليه أن يظهر ويبرر حقيقة ما يجري وهو المؤشر والمقياس والإنطباع الذي تركه الجنرال لدى جل وسائل الإعلام التي حاولت مرارً وتكرارً التواصل معه للانفتاح على أخبار الهيئة لكنه فضّل الاستمرار في عزلته وتصومعه الدائم .
مرحلة التقييم خلال العام الماضي يعطي انطباعاً لدى وزارة النقل ورئاسة الوزراء بضرورة وضع أعمال الرجل خلال هذه الفترة وهي كافية ووافية وكفيلة بالحكم على أدائه الإداري والفني واللوجستي وحتى القيادي ، حيث نجد وللأسف أن الهيئة تعيش في مرحلة احتضار جراء غياب البوصلة والمؤشر الحقيقي للإدارة والقيادة والذي انعكس بشكل سلبي على الهيئة ونشاطها وإدارتها وأعمالها في كافة المراحل والأقسام ، فالإضطرابات والإعتصامات لا تتوقف والشاكون أكثر من الشاكرون ووضع النقل في تراجع مستمر والمخالفات التي يتم اكتشافها يوماً بعد يوم تؤكد أن الهيئة تحتاج إلى خبير نقل وفني متمرس أكثر وصاحب تجربة في كل وسائط النقل بمختلف مسمياتها وليس إلى مجرد شخص أفنى كل عمره في الجهاز الأمني الذي نحترم دوره ونشاطه ولكن العمل الأمني بعيد كل البعد عن العمل الفني والإداري في هيئة النقل .
ترقب وانتظار يكسو المشهد بين راغب في الإكتفاء بتلك الفترة وما حملته من تخبطات وتعثرات وبين طامح في استمرار الجنرال لفترة أخرى قد تحمل في جعبتها "تسونامي" مدمر لكل ما تم إنجازه في الهيئة على مر السنين الماضية ، ويبقى الحكم والفصل بيد صاحب الشأن الذي عليه أن يضع أعمال الرجل في الميزان ويحكم على ما أنجزه أو ما أعجزه ، والله من وراء القصد .