وكانت تلك الساعات المحدودة، كفيلة برسم البسمة، التي ظهرت جلية على وجوه الواصلين على متن الطائرة العسكرية، التي قادها أحد بواسل سلاح الجو الملكي الأردني برفقة 8 من مختلف مرتبات السلاح، وسارع بعض الواصلين إلى تقبيل ثرى الوطن وشكر قائده، بعد أن لامست أقدامهم أرض مطار ماركا العسكري.
وبدأت مهمة الإجلاء، بحسب أحد كوادر الطائرة العسكرية، برحلة الذهاب، التي استغرقت نحو 4 ساعات، حتى حطت بمطار بوخارست، ومكثت هناك نحو 11 ساعة، قبل أن تقلع من جديد في رحلة العودة إلى الوطن، استغرقت نفس مدة الذهاب تقريبًا، إلى جانب جهود "جبارة" بُذلت خارج نطاق الـ19 ساعة.
ورصدت وكالة الأنباء الأردنية، فرحة المواطنين لدّى وصولهم أرض الوطن، معبرين عن شكرهم لجلالة الملك، الذي لطالما كان الأردنيين أينما تواجدوا في مختلف بقاع العالم محط اهتمامه ورعايته، كما ثمنوا الجهود المبذولة من قبل مختلف الجهات الأمنية والرسمية، وعلى رأسها القوات المسلحة ووزارة الخارجية وشؤون المغتربين.
وما أن وطأت أقدام الستينية ميسر الدلقموني، أرض الوطن حتى رفعت يديها إلى السماء لتشكر الله عز وجلّ، قبل أن تنهال بسيل من الأدعية لقائد الوطن وجنوده الأوفياء، الذين لم يدخروا أي جهد لإتمام "المهمة الصعبة"، التي جاءت بتوجيهات ملكية سامية.
وتقول الدلقموني، التي كانت في مدينة فينيتسا الأوكرانية، قبل أن تنتقل عبر الحدود إلى رومانيا وينتهي بها المطاف على أرض الوطن، "كانت الأيام الماضية صعبة"، لكنها أشارت ودموع الفرحة تملئ عينيها إلى أن كل ذلك التعب والتوتر تلاشى كله بعد الوصول إلى الوطن بسلام.
وجدّدت في حديثها، الشكر لجلالة الملك، "فهو سباق للخير وهذا الأمر ليس بجديد، ومش أول مرة الملك بعتني بالأردنيين وين ما كانوا"، داعية الله عزّ وجل أن يمتع جلالته وولي عهده سمو الأمير الحسين بن عبدالله بموفور الصحة والعافية.
في حين ثمن الدكتور مصطفى العبدي، الذي ترافقه زوجته، وهي أوكرانية الجنسية، وابنته (3 أعوام) وابنه (عام ونصف)، توجيهات قائد البلاد السريعة، التي أعادتهم إلى أرض الوطن وأسرهم سالمين.
"نفسي أشوف جلالة الملك وأحضنه وأبوسه"، بهذه الكلمات بدأ الطالب عمر سليمان (20 عامًا) حديثه لـ(بترا)، وأضاف أن الفرحة تغمره ويصعب وصف شعوره بهذا اللحظات المليئة بالدفء والطمأنينة والآمان.
وتحدث كل من الطلبة، ليث أبو الهيجاء (28 عامًا)، وإلهام العبيدي (30 عامًا)، وأمجد العدوان (31 عامًا)، ومحمد الشخاترة (31 عامًا)، عن رحلتهم "الصعبة والمخيفة والمتعبة"، على حد وصفهم، من داخل المدن الأوكرانية إلى الحدود الرومانية.
وعبروا عن شعورهم بالفرحة والسعادة لدى رؤيتهم طاقم الطائرة العسكرية وصعودهم على متنها وصولهم إلى وطنهم، مُقدمين الشكر لقائد البلاد على حرصه الدائم على أمن المواطن وسلامته أينما كان، كما ثمنوا ما بذلته الجهات الأمنية والرسمية من جهود لتأمين عودتهم سالمين.
ووصف عبادة العمري (31 عامًا)، من جهته، شعوره بالفخر والعزة بعد أن رأى صعوبة الأوضاع لدى الكثير من الجاليات الأخرى، لكن الحال كان مختلفًا لدى الجالية الأردنية، التي لمست على الفور اهتمام جلالة الملك ومؤسسات الدولة بابنائها.
وفي الجهة المُقابلة كان أهالي الواصلين ينتظرونهم بفراغ الصبر، حيثُ قال ملفح الشريدة، الذي كان برفقة زوجته ينتظران ابنهما بلال، ودموع الفرحة تنهمر من أعينهما، إنه يصعب عليه وصف شعور الفرح الذي يتعريه، بعد أن حضن ابنه العائد من منطقة تشهد أعمالًا عسكرية منذُ أقل من أسبوع.
وأشار في حديث مقتضب، إلى أن ما حدث اليوم يؤكد مدّى اهتمام وحرص جلالة الملك عبدالله الثاني بأبنائه الأردنيين، مُقدمًا شكره للقائد الأعلى للقوات المسلحة ولمنتسبيها ولمختلف الجهات على الجهود الكبيرة، التي بذلوها بوقت قياسي.
بينما قال والد الطالب أحمد، أحد الواصلين، ويُدعى مؤمن الهزايمة وهو برفقة زوجته أيضًا، إن "هذا الأمر مش غريب عن جلالة الملك والهاشميين، الذين يحرصون دومًا على أمن الأردنيين وسلامتهم"، بالإشارة إلى التوجيهات الملكية بإرسال عسكريتين لإخلاء المواطنين الأردنيين.
يُشار إلى أن عدد الأردنيين الواصلين إلى أرض المملكة ارتفع إلى 90 مواطنًا، من الذين عبروا حدود أوكرانيا إلى الدول المجاورة التي تضم رومانيا وبولندا وسلوفاكيا وهنغاريا ومولدوفا، إثر ارتفاع حدة التوتر جراء الأعمال العسكرية في أوكرانيا.