أخبار البلد ــ بعد يوم على وصف نائب وزير الاقتصاد يائير غولان ("ميرتس”) مستوطني "حومش” بغير البشر والمتوحشين هاجمت منظمة السلام الآن اليسارية عنفهم في الضفة الغربية. وقالت إن الهجوم المدبر من قبل المستوطنين وأنصارهم على يائير غولان هو محاولة لصرف النقاش عن الحقيقة المؤلمة بأن "حومش” الاستيطانية هي بؤرة لعنف المستوطنين.
وما زالت تصريحات غولان تثير ضجة واسعة في إسرائيل وسط دعوات من قبل المعارضة برئاسة بنيامين نتنياهو لإبعاده عن منصبه الوزاري. وكان غولان وهو جنرال في الاحتياط قد قال في تصريحاته ضمن مقابلة مع قناة الكنيست إن هؤلاء المستوطنين صورة فاسدة للشعب اليهودي مؤكدا أن ذات الأشخاص الذين يتواجدون في هذه النقطة الاستيطانية يقومون بأعمال العربدة والعنف في قرية برقة ولذا يجب عدم دعمهم بل طردهم بالقوة من هذا المكان وإعادة الهدوء إلى نصابه.
وتابع غولان متسائلا: "هؤلاء الأشخاص الذين يأتون للاستيطان هناك، ويقومون بأعمال شغب في قرية برقة الفلسطينية المتاخمة ويحطمون شواهد القبور – ينفذون بوغروم. نحن، الشعب اليهودي، الذي عانى من البوغرومات على مر التاريخ، هل نرتكب الآن بوغرومات ضد الآخرين؟”.
وما زالت تصريحات غولان النادرة تثير ردود فعل واسعة داخل الائتلاف الحاكم وفي المعارضة على حد سواء وكرر رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت حملته على أقوال غولان ووصفها بالقول إنها تثير الاشمئزاز ومقززة وترقى إلى فرية دم. ودعا رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء نفتالي بينت إلى إقالة غولان من منصبه وأضاف نتنياهو "المستوطنون هم صهاينة طلائعيون يحيون إرث أجدادنا”.
لابيد وغانتس
وندد وزير الخارجية يائير لابيد بالقول: "أنا أدين كل خطاب جارح يجر المجتمع الإسرائيلي إلى تطرف استقطابي ومدمر. أتوقع من أعضاء الائتلاف أن يقدموا نموذجا شخصيا للخطاب المحترم والنزيه حتى تجاه من يفكر بصورة تختلف عنا. قدرتنا للعيش هنا ترتبط بكيفية طريقة تحدثنا عن الأشياء التي نختلف حولها”.
كما ندد وزير الأمن في حكومة الاحتلال بيني غانتس بالتصريحات: "أدين بشدة تصريحات نائب الوزير غولان، فأنا زرت عائلة ديمنتمان واجتمعت مع بعض الأشخاص في حومش. إلى جانب حقيقة أنه يجب التصرف وفقا للقانون، الحديث هنا عن أشخاص يحملون قيما، ويحبون البلاد ليس أقل من أي شخص آخر، كمنتخبي جمهور، يجب علينا دفع خطاب يحتوي الجميع وليس إقصاء أحد”.
تحفظات زملائه
وبدوره قال مجلس المستوطنات إنه يبدو أن النائب غولان فقد صوابه وطلب من رئيس الوزراء بينت أن يتحرك ضد التحريض المنفلت من عقاله ضد المستوطنين. وبدوره استذكر رئيس حزب الصهيونية المتدينة المستوطن المتطرف باتسلئيل سموتريتش أن النازيين كانوا يصفون أبناء الشعب اليهودي بنفس العبارة التي استخدمها النائب غولان.
ومن جهته استذكر رئيس الصهيونية المتدينة بتسالئيل سموتريتش أن النازيين كانوا يصفون أبناء الشعب اليهودي بنفس العبارة التي استخدمها النائب غولان. وفي رد مفاجئ أعرب النائب موشي راز وهو أيضا من حزب ميرتس عن تحفظ من أقوال زميله وقال إن المستوطنين هم أشخاص "يرتكبون أخطاء تضر بنا إلى حد كبير”، ودعا إلى إجلائهم عن بؤرة "حوميش” ومحاسبتهم.
وفي أعقاب هذه الانتقادات الشديدة أوضح نائب وزيرة الاقتصاد غولان أنه كان يقصد في كلامه من يقدم على تدنيس القبور ومهاجمة العزل وإلحاق الأضرار بالممتلكات معتبرا أنه حان الوقت لقول الحقيقة وهي أن هذه ليست الديانة اليهودية وأن هؤلاء يضرون بالصهيونية. وتابع غولان معدلا موقفه ضمن تصريح للقناة العبرية 12 "المشكلة ليست في تصريحاتي، ولكن هناك مجموعة من الأشخاص تقوم بشكل منهجي ومستمر بإيذاء الأبرياء وجنود الجيش الإسرائيلي. يؤسفني تفوهي بهذه العبارة فربما تكون غير ناجحة، ويمكن أن تحدث في أي مقابلة. عنف المستوطنين في الضفة الغربية يتضاعف”.