كيف يمكن أن تقتل لحية صاحبها؟ سؤال غير منطقي أو فكاهي ولكن إذا فكرنا في إجابة له وتخيلنا وضع سيناريوهات الإجابة في كيفية قتل شخص بواسطة لحيته
إذا استفدنا من أفلام الخيال العلمي قد يكون حل اللغز في وضع مادة سامة أو ذات رائحة نفاذة على اللحية أدت إلى وفاة صاحبها في عملية قتل مدبرة أو في خلال سفر لدولة تنص على عدم تربية اللحية فتكون سبب في قتله أو قد تكون طويلة وتؤدي إلى خنقه أثناء النوم
جميع هذه السيناريوهات خيالية ولا تمت للواقع بصلة لأن الحقيقة أغرب بما تخيلناه بكثير في واقعة لا تخطر على البال قتلت لحية صاحبها لتذكر في التاريخ كأحد أغرب وقائع الوفاة في العالم وتشتهر بلدته بحادثة موته لتظل أيقونة تجذب مئات السياح سنويا، ويتحول اسم هانز شتاينجر عمدة بلدة «براونو آم إن» في النمسا إلى إشارة للرجل الذي قتلته لحيته
ظلت حياة هانز شتاينجر غامضة لا يعرف عن تاريخه الكثير إلا أنه كان شديد الود والشهرة بين أهالي بلدته ليفوز وعن جدارة برئاسة بلدة براونو آم إن، تلك البلدة الصغيرة الواقعة في النمسا وذلك لعشرات السنوات ولكن ما زاد من شهرته هي لحيته المثيرة للإعجاب والتي يصل طولها إلى 2 متر ويسير بها وسط البلدة ملفوفة وموضوعة بدقة في جيب ملابسه حتى لا يسير عليها أي شخص، بحسب ما لموقع «cabinetofcuriosities».
ولكن في عام 1567 وفي إحدى ليالي العام الخريفية، انقلب سر شهرة هانز عليه لتقضي على حياته ويحصل على لقب الرجل الذي قتلته لحيته ففي 28 سبتمبر اندلع حريق ضخم في مدينة «براونو آم إن» ليصاب السكان بالذعر والخوف وينقلب الهدوء إلى صراخ والأشجار إلى رماد فكلا يبحث عن أبنائه واحبته خوفا من أن يصيبهم أي مكروه، وكان على هانز رئيس البلدة الدور الأكبر في تهدئة السكان والسيطرة على الحريق ولكن انقلب الأمر رأسا على عقب
ففي وسط كل هذه الأحداث سقطت لحيته الطويلة من جيبه - مكانها المعتاد - وبسبب فرار الناس ومشاهد الخوف والذعر المنتشرة في أرجاء المدينة لم يلحظ هانز سقوطها وأثناء صعوده على الدرج للوصول إلى مكان مرتفع يتمكن من خلاله في مخاطبة الناس لتهدئة الوضع داس على لحيته وتعثر لينزلق على درجات الدرج ليهبط على الدرج بأكمله وتكسر رقبته في واقعة درامية لم يتمكن كتاب الأفلام الخيالية حتى من التفكير فيها ليتوفى في الحال ليس بسبب الحريق ولكن بسبب لحيته
وأقامت المدينة نصبا تذكاريا له على شكل نقش حجري كبير على جانب كنيسة القديس ستيفن كشاهد على تاريخ عمدة البلد المحبوب الذي توفي بسبب لحيته كما قام سكان البلدة بقطع لحية قبل دفنه ووضعوها في علبة زجاجية طويلة في المتحف التاريخي للمدينة مع حفظها بشكل كيميائي حتى لا تتحلل أبدا وعلى مدى أكثر من 450 عاما مضت تمكنت اللحية من جذب عشرات الزوار المتحمسين لرؤيتها والتعرف على قصتها