ففي العام الماضي، شهد الموسم الشتوي طفرة قياسية في عدد إصابات ووفيات الفيروس التاجي، حيث اكتظت المستشفيات بالمرضى في جميع أنحاء العالم.
لكن مع قدوم الشتاء هذا العام فإن العالم مستعد بشكل أفضل لمواجهة الجائحة، خاصة مع وجود لقاحات فعالة وتطعيم عدد كبير من الأفراد، وقريبًا اعتماد مضادات فيروسات قوية تقضي على فيروس "كوفيد-19".
ومع عودة الدول لتسجيل ارتفاع في عدد ضحايا الوباء من جديد، أبدى كثيرون قلقهم من تطور الموقف للأسوأ، متسائلين: ما المنعطف التالي لكورونا؟.
صحيح أننا لم نعد في أخطر مرحلة للوباء لكننا لم نصل إلى النهاية، وسيعتمد مسار "كوفيد-19" خلال الأشهر القليلة المقبلة على 3 أمور مجهولة رئيسية: كيف تصمد مناعتنا؟ وكيف يتغير الفيروس؟ وكيف نتصرف؟.
بمعنى آخر يتوقف المنعطف التالي للوباء على 3 أمور مهمة: اللقاحات وتحورات الفيروس وتصرفات البشر.
ما مقدار المناعة التي نمتلكها؟
تسابق الحكومات الزمن لتطعيم شعوبها، ووفقا لما أعلنه موقع covidvax فإن عدد الجرعات المعلنة التي حصل عليها الأشخاص بمختلف الدول بلغ 7 مليارات و686 مليونا و863 ألفا و278، حتى الأحد 21 تشرين الثاني الجاري.
ورغم الاختبارات المحدودة لكورونا، فإنه من المؤكد أن أرقام المطعمين هذه تقلل من شأن العدوى الحقيقية بين الأفراد.
وعلقت الدكتورة إليزابيث هالوران، عالمة الأوبئة في مركز فريد هتشينسون لأبحاث السرطان بالولايات المتحدة، أن تحديد قوة المناعة لدينا هذا الشتاء يعتمد على نسبة الذين لديهم مناعة ضد فيروس كورونا، سواء من اللقاحات أو العدوى أو كليهما.
ونقل موقع theatlantic عن هالوران قولها: "من المستحيل تحديد هذا الرقم بالبيانات، وعدم اليقين هذا يترجم إلى عدد كبير من الأشخاص المعرضين للإصابة".
على سبيل المثال، في الولايات المتحدة هناك نحو16.5 مليون شخص ليس لديهم مناعة، ما يعني مئات الآلاف من الحالات المعرضة لدخول المستشفى.
أما ما يحدث في أوروبا هو أيضًا "علامة حمراء"، كما يقول علي البيدي، اختصاصي المناعة في جامعة واشنطن في سانت لويس.
العديد من البلدان في أوروبا الغربية، التي يتم تلقيح مواطنيها بدرجة أكبر من الولايات المتحدة، تشهد بالفعل ارتفاعات مع اقتراب الشتاء.
في ألمانيا، التي لقحت ما يقرب من 70% من سكانها، زادت الحالات بشكل حاد ما أدى إلى إغراق المستشفيات وفرض قيود متجددة على غير الملقحين.
أيضًا تختلف قوة المناعة من شخص لآخر، ويمكن أن تكون المناعة من العدوى السابقة على وجه الخصوص متغيرة تمامًا.
وتميل المناعة التي يسببها اللقاح إلى أن تكون أكثر اتساقًا، لكن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة لديهم استجابات أضعف.
ومن الواضح أيضًا أن المناعة ضد العدوى تتضاءل بمرور الوقت لدى الجميع، ما يعني أن العدوى الخارقة أصبحت أكثر شيوعًا.
الجرعة الثالثة من اللقاح، المقرر إتاحتها لجميع البالغين قريبًا، يمكنها مواجهة التضاؤل هذا الشتاء، على الرغم من أننا لا نعرف حتى الآن مدى استمرار هذه الحماية على المدى الطويل.
إذا كان مجموع كل هذه المناعة في الجانب الأعلى فقد يكون هذا الشتاء لطيفًا نسبيًا، وإذا لم يكن الأمر كذلك فالأمر سيكون سيئا.
هل ستظهر المتغيرات الجديدة؟
في بداية الوباء اعتقد العلماء أن الفيروس التاجي يتحور ببطء إلى حد ما، لكن في أواخر عام 2020 ظهر متغير ألفا Alpha أكثر قابلية للانتقال، ثم ظهر متغير دلتا Delta الأسوأ.
في عام واحد ضاعف الفيروس من معدل العدوى، صحيح قد يتباطأ تطوره الآن لكن هذا لا يعني أنه توقف: يجب أن نتوقع استمرار تغير فيروس كورونا.
المتغيران ألفا ودلتا كانا معديان للغاية، ويمكن للفيروس أن يجد طرقًا لزيادة قابليته للانتقال أكثر، حتى مع تلقي المزيد من الناس للتطعيم فإن مناعتنا الجماعية تمنح ميزة للمتغيرات التي يمكنها التهرب من جهاز المناعة.
"دلتا لديها بعض من هذه القدرة بالفعل، وفي المستقبل أعتقد أن معظم الطفرات ستأتي من الهروب المناعي"، وفقا للدكتورة سارة كوبي، عالمة الأحياء التطورية بجامعة شيكاغو.
تسببت متغيرات بيتا Beta وجاما Gamma أيضًا في تآكل الحماية المناعية، لكنها لم تكن قادرة على التنافس مع متغير دلتا Delta الحالي.
وقالت كوبي: "قد تكون هناك متغيرات جديدة يمكنها ذلك، ومن المستحيل معرفة ما إذا كان أي من هذا سيحدث هذا الشتاء".
أيضًا تتغير الفيروسات التاجية الأخرى التي تسبب نزلات البرد سنويا مثل الإنفلونزا، وتتسبب الفيروسات دائمًا في إعادة العدوى، وكل إصابة جديدة تعمل على تحديث ذاكرة الجهاز المناعي.
كيف ينتشر الناس الفيروس؟
ينتشر فيروس كورونا عندما ينشره البشر ببساطة، والتنبؤ بما سيفعله الناس كان أحد أكبر التحديات في نمذجة الوباء.
قال جون زيلنر، عالم الأوبئة بجامعة ميتشيغان: "نتفاجأ دائمًا عندما تكون الأمور أكثر فوضوية وغرابة".
على سبيل المثال، انحسرت موجة دلتا في جنوب الولايات المتحدة أواخر الصيف وأوائل الخريف رغم عدم عودة العديد من قيود كورونا، ووسط توقعات بارتفاع الحالات في تلك اللحظة، لأن المدارس المليئة بالأطفال غير المقنعين وغير المحصنين كانت تُفتح.
إذا ماذا حدث؟ أحد التفسيرات المحتملة هو أن الناس أصبحوا أكثر حرصًا في ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي عندما رأوا الحالات تتزايد من حولهم.
هناك عامل آخر محتمل لإنهاء الزيادة في الصيف، وهو أن الفيروس ربما أصاب كل شخص وجده في ذلك الوقت، لكن هذا لا يعني أنه قد أصاب الجميع في تلك الولايات، وفقا لكوبي.
لا ينتشر فيروس كورونا بالتساوي في جميع أنحاء المنطقة، بدلاً من ذلك يجب أن يسافر عبر شبكات الاتصال بين الناس، ويمكن أن يمر في جميع أنحاء المنزل أو مكان العمل، لكن لا يمكن أن ينتقل إلى المنزل التالي إلا إذا كان الناس يتنقلون بينهم.
يقول زيلنر: "هناك نوع من العشوائية، ونتوقع هذا الشتاء أن يصيب الفيروس الأشخاص في كل مرة يجد فيها الفرصة، لكن من الصعب التكهن بالضبط متى وأين سيحدث ذلك".
وفقا لعالم الأوبئة، فإنه بحلول نهاية الشتاء ستخرج الولايات المتحدة بمناعة أكثر مما هي عليه الآن، إما من خلال العدوى أو عبر تطعيم المزيد من الناس.
ففي العام الماضي، شهد الموسم الشتوي طفرة قياسية في عدد إصابات ووفيات الفيروس التاجي، حيث اكتظت المستشفيات بالمرضى في جميع أنحاء العالم.
لكن مع قدوم الشتاء هذا العام فإن العالم مستعد بشكل أفضل لمواجهة الجائحة، خاصة مع وجود لقاحات فعالة وتطعيم عدد كبير من الأفراد، وقريبًا اعتماد مضادات فيروسات قوية تقضي على فيروس "كوفيد-19".
ومع عودة الدول لتسجيل ارتفاع في عدد ضحايا الوباء من جديد، أبدى كثيرون قلقهم من تطور الموقف للأسوأ، متسائلين: ما المنعطف التالي لكورونا؟.
صحيح أننا لم نعد في أخطر مرحلة للوباء لكننا لم نصل إلى النهاية، وسيعتمد مسار "كوفيد-19" خلال الأشهر القليلة المقبلة على 3 أمور مجهولة رئيسية: كيف تصمد مناعتنا؟ وكيف يتغير الفيروس؟ وكيف نتصرف؟.
بمعنى آخر يتوقف المنعطف التالي للوباء على 3 أمور مهمة: اللقاحات وتحورات الفيروس وتصرفات البشر.
ما مقدار المناعة التي نمتلكها؟
تسابق الحكومات الزمن لتطعيم شعوبها، ووفقا لما أعلنه موقع covidvax فإن عدد الجرعات المعلنة التي حصل عليها الأشخاص بمختلف الدول بلغ 7 مليارات و686 مليونا و863 ألفا و278، حتى الأحد 21 تشرين الثاني الجاري.
ورغم الاختبارات المحدودة لكورونا، فإنه من المؤكد أن أرقام المطعمين هذه تقلل من شأن العدوى الحقيقية بين الأفراد.
وعلقت الدكتورة إليزابيث هالوران، عالمة الأوبئة في مركز فريد هتشينسون لأبحاث السرطان بالولايات المتحدة، أن تحديد قوة المناعة لدينا هذا الشتاء يعتمد على نسبة الذين لديهم مناعة ضد فيروس كورونا، سواء من اللقاحات أو العدوى أو كليهما.
ونقل موقع theatlantic عن هالوران قولها: "من المستحيل تحديد هذا الرقم بالبيانات، وعدم اليقين هذا يترجم إلى عدد كبير من الأشخاص المعرضين للإصابة".
على سبيل المثال، في الولايات المتحدة هناك نحو16.5 مليون شخص ليس لديهم مناعة، ما يعني مئات الآلاف من الحالات المعرضة لدخول المستشفى.
أما ما يحدث في أوروبا هو أيضًا "علامة حمراء"، كما يقول علي البيدي، اختصاصي المناعة في جامعة واشنطن في سانت لويس.
العديد من البلدان في أوروبا الغربية، التي يتم تلقيح مواطنيها بدرجة أكبر من الولايات المتحدة، تشهد بالفعل ارتفاعات مع اقتراب الشتاء.
في ألمانيا، التي لقحت ما يقرب من 70% من سكانها، زادت الحالات بشكل حاد ما أدى إلى إغراق المستشفيات وفرض قيود متجددة على غير الملقحين.
أيضًا تختلف قوة المناعة من شخص لآخر، ويمكن أن تكون المناعة من العدوى السابقة على وجه الخصوص متغيرة تمامًا.
وتميل المناعة التي يسببها اللقاح إلى أن تكون أكثر اتساقًا، لكن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة لديهم استجابات أضعف.
ومن الواضح أيضًا أن المناعة ضد العدوى تتضاءل بمرور الوقت لدى الجميع، ما يعني أن العدوى الخارقة أصبحت أكثر شيوعًا.
الجرعة الثالثة من اللقاح، المقرر إتاحتها لجميع البالغين قريبًا، يمكنها مواجهة التضاؤل هذا الشتاء، على الرغم من أننا لا نعرف حتى الآن مدى استمرار هذه الحماية على المدى الطويل.
إذا كان مجموع كل هذه المناعة في الجانب الأعلى فقد يكون هذا الشتاء لطيفًا نسبيًا، وإذا لم يكن الأمر كذلك فالأمر سيكون سيئا.
هل ستظهر المتغيرات الجديدة؟
في بداية الوباء اعتقد العلماء أن الفيروس التاجي يتحور ببطء إلى حد ما، لكن في أواخر عام 2020 ظهر متغير ألفا Alpha أكثر قابلية للانتقال، ثم ظهر متغير دلتا Delta الأسوأ.
في عام واحد ضاعف الفيروس من معدل العدوى، صحيح قد يتباطأ تطوره الآن لكن هذا لا يعني أنه توقف: يجب أن نتوقع استمرار تغير فيروس كورونا.
المتغيران ألفا ودلتا كانا معديان للغاية، ويمكن للفيروس أن يجد طرقًا لزيادة قابليته للانتقال أكثر، حتى مع تلقي المزيد من الناس للتطعيم فإن مناعتنا الجماعية تمنح ميزة للمتغيرات التي يمكنها التهرب من جهاز المناعة.
"دلتا لديها بعض من هذه القدرة بالفعل، وفي المستقبل أعتقد أن معظم الطفرات ستأتي من الهروب المناعي"، وفقا للدكتورة سارة كوبي، عالمة الأحياء التطورية بجامعة شيكاغو.
تسببت متغيرات بيتا Beta وجاما Gamma أيضًا في تآكل الحماية المناعية، لكنها لم تكن قادرة على التنافس مع متغير دلتا Delta الحالي.
وقالت كوبي: "قد تكون هناك متغيرات جديدة يمكنها ذلك، ومن المستحيل معرفة ما إذا كان أي من هذا سيحدث هذا الشتاء".
أيضًا تتغير الفيروسات التاجية الأخرى التي تسبب نزلات البرد سنويا مثل الإنفلونزا، وتتسبب الفيروسات دائمًا في إعادة العدوى، وكل إصابة جديدة تعمل على تحديث ذاكرة الجهاز المناعي.
كيف ينتشر الناس الفيروس؟
ينتشر فيروس كورونا عندما ينشره البشر ببساطة، والتنبؤ بما سيفعله الناس كان أحد أكبر التحديات في نمذجة الوباء.
قال جون زيلنر، عالم الأوبئة بجامعة ميتشيغان: "نتفاجأ دائمًا عندما تكون الأمور أكثر فوضوية وغرابة".
على سبيل المثال، انحسرت موجة دلتا في جنوب الولايات المتحدة أواخر الصيف وأوائل الخريف رغم عدم عودة العديد من قيود كورونا، ووسط توقعات بارتفاع الحالات في تلك اللحظة، لأن المدارس المليئة بالأطفال غير المقنعين وغير المحصنين كانت تُفتح.
إذا ماذا حدث؟ أحد التفسيرات المحتملة هو أن الناس أصبحوا أكثر حرصًا في ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي عندما رأوا الحالات تتزايد من حولهم.
هناك عامل آخر محتمل لإنهاء الزيادة في الصيف، وهو أن الفيروس ربما أصاب كل شخص وجده في ذلك الوقت، لكن هذا لا يعني أنه قد أصاب الجميع في تلك الولايات، وفقا لكوبي.
لا ينتشر فيروس كورونا بالتساوي في جميع أنحاء المنطقة، بدلاً من ذلك يجب أن يسافر عبر شبكات الاتصال بين الناس، ويمكن أن يمر في جميع أنحاء المنزل أو مكان العمل، لكن لا يمكن أن ينتقل إلى المنزل التالي إلا إذا كان الناس يتنقلون بينهم.
يقول زيلنر: "هناك نوع من العشوائية، ونتوقع هذا الشتاء أن يصيب الفيروس الأشخاص في كل مرة يجد فيها الفرصة، لكن من الصعب التكهن بالضبط متى وأين سيحدث ذلك".
وفقا لعالم الأوبئة، فإنه بحلول نهاية الشتاء ستخرج الولايات المتحدة بمناعة أكثر مما هي عليه الآن، إما من خلال العدوى أو عبر تطعيم المزيد من الناس.