وقال تقرير نشره موقع بيزنس إنسايدر، إن خبراء التوظيف يرون تزايداً في معدل الاستقالات بين صفوف موظفي "ميتا"، وكذلك معدل الموظفين الذين لديهم نية للرحيل عن الشركة.
شعار فيسبوك مطبوع على زجاج مكسور - REUTERS شعار فيسبوك مطبوع على زجاج مكسور - REUTERS ويقول سيلكر إنه يتواصل أسبوعياً مع عدد من موظفي "ميتا"، بينهم من يشغلون مناصب إدارية عليا، مشيراً إلى أن هناك مستوى فريداً من الهجرة من الشركة الزرقاء.
فيما رأت شركة Build Talent معدلاً غير مسبوق للموظفين الراغبين في مغادرة عملهم بشركة ميتا، حيث أكد خوسيه جيواردادو، مؤسس "بيلد تالنت"، أنه بالتزامن مع الأزمات المختلفة التي تعيشها الشركة الزرقاء، وتراجع وضعها داخل السوق التقنية، أصبح هناك حالة من العزوف بين موظفيها لمتابعة العمل بها.
أسباب الاستقالة ووفقاً للتقرير، أرجع خبراء توظيف أسباب الخروج من ميتا، إلى أن بعض الموظفين يرى أن البقاء داخل الشركة في ظل كل ما يحيط بها من مشكلات سيؤثر على مسيرتهم المهنية، فيما يبحث آخرون عن تحديّات وفرص جديدة خارج الشركة، على الرغم من الرواتب المرتفعة داخل "ميتا".
وذكر مهندس سابق في ميتا لـ"بيزنس إنسايدر"، أنه غادر الشركة العام الماضي "لأنه سئم العمل بها، وأصبح أقل اهتماماً بما يقوم به هناك"، مشيراً إلى أن التوترات التي يعيشها الموظفون داخل ميتا بسبب الأمور السياسية، دفعت بعضهم إلى التفكير في الخروج من الشركة.
كما نشر أحد موظفي الشركة الزرقاء على موقع Blind والذي يتم من خلاله مشاركة الموظفين تجربتهم داخل الشركات، استطلاع رأي حول وجهته المهنية التالية بعد مغادرة ميتا، وكان يحاول الاختيار بين شركتي Stripe للخدمات المالية الرقمية وعملاق المحتوى Netflix.
"ميتا" ترد المتحدث الرسمي باسم ميتا، قال إن حجم موظفي الشركة زاد بمعدل 20% مقارنة بالعام الماضي، وركز على التزام الشركة بتوسيع قاعدة موظفيها خلال الفترة المقبلة داخل الولايات المتحدة ودولياً.
شعار موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك خلف شعار الشركة المالكة له "ميتا" بعد تغيير الاسم - شعار موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك خلف شعار الشركة المالكة له "ميتا" بعد تغيير الاسم - ووفقاً لـ"بيزنس إنسايدر"، عادة ما تحتاج الشركات التقنية إلى توظيف كوادر مؤهلة باستمرار، لضخ دماء جديدة لبيئة عملها، ما يساعدها على تقديم منتجات وتطبيقات وخدمات برمجية جديدة، وكذلك الاستمرار في تقديم دعم ثابت لخدماتها، وأي نقص في هذا الضخ ربما يتسبب في تعطيل وصول التحديثات البرمجية للمستخدمين وكذلك إلغاء بعض المنتجات والخدمات نتيجة لنقص المطورين المؤهلين لتطويرها.
السقوط عن القمة وذكر التقرير أن شركة ميتا، كانت من أفضل الشركات التقنية التي تجتذب الكوادر المؤهلة في السوق التقنية، ففي 2018 تربعت الشركة الزرقاء على عرش موقع Glassdoor لتقييم الموظفين لشركاتهم، كأفضل شركة تجذب الموظفين للعمل بها في الولايات المتحدة.
ولكن في 2020، تراجع تصنيف ميتا إلى المركز الحادي عشر، وذلك بعد مرورها بعدد كبير من الضغوط خلال العام الماضي، مثل إعادة النظر في سياسات الشركة، وكذلك التركيز بشكل كبير على منتجاتها الجديدة المختلفة، ما أدّى إلى شعور بعض الموظفين بالإرهاق والاستنزاف الكامل، حتى أن بعضهم صرّح بذلك على المنصة الداخلية للتواصل Workplace.
واستقبلت علامة "فيسبوك" التجارية ضربة موجعة، حسب تقرير Interbrand، فقد تراجعت قيمة العلامة التجارية الزرقاء إلى المركز الـ15 في 2021 هبوطاً من المركز الثامن في 2017، وانخفضت قيمتها من 48 مليار دولار إلى 36 مليار دولار، في حين أن علامة أمازون التجارية تضاعفت قيمتها 4 مرات خلال نفس الفترة لتصل حوالي 250 مليار دولار.
قيمة علامتي فيسبوك وأمازون التجارية في الفترة بين 2017 حتى 2021 - Business Insider قيمة علامتي فيسبوك وأمازون التجارية في الفترة بين 2017 حتى 2021 - Business Insider موجة الاستقالات لم تصب الموظفين فقط، بل طالت أعلى المستويات الإدارية داخل ميتا، فقد أطاحت بمديرين مثل كارولين إيفرسون، مديرة قطاع الإعلانات الدولي بالشركة، وفيدجي سيمو، مديرة تطبيق فيسبوك السابقة، ومؤخراً أعلن مايك شرويبفر، مدير التقنية بالشركة، استقالته من منصبه.
فرصة أخرى ويرى المدير السابق لفريق النزاهة بشركة ميتا، ساميدة شاكرابارتي، أن سعي الشركة نحو عالم "ميتافيرس" يعطيه فرصة أخرى ليكون أكثر مسؤولية في التعامل مع خصوصية المستخدمين وأمانهم الإلكتروني داخل العالم الافتراضي الجديد.
ولكن يشدد شاكرابارتي، على أن ميتا عليها استغلال تلك الفرصة من خلال إعادة هيكلة الثقافة بداخلها بين الموظفين بشكل كامل، بحيث تكون تلك الفرصة خطوة جديدة نحو إصلاح ما أفسدته خوارزميات فيسبوك وإنستجرام.
ويرى مسؤول ميتا السابق أن تغيير اسم الشركة من فيسبوك إلى ميتافيرس سيفتح فرصاً أفضل أمام اجتذاب الموظفين الجدد والذين سيطمحون للعمل على تطوير العالم الافتراضي الجديد، بدلاً من التعديل في خوارزميات المنتجات الاجتماعية الحالية للشركة.