ُيدّشن جلالة الملك بخطابه السامي مرحلة جديدة ستكون فيها الانجازات مراكمة على ما تم تحقيق في السابق
ضمن قاعدة ورؤية اكتسبت في عهده الميمون صفة الاستمرارية والشمولية، إذ يؤمن جلالته أن الاصلاح وكما
أعاد التذكير به يوم أمس هو منظومة شاملة للنواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو ما أكده قول
جلالته يوم أمس"إن عملية التحديث هذه، ال تقتصر على حزمة من القوانين والتشريعات وحسب، بل هي عملية
تطور اجتماعي وثقافي في الاساس.
وحتى نضمن التقدم نحو البرلمانات الحزبية، فأمامنا عمل كثير لتطوير أحزاب
تستند إلى برامج قابلة للتطبيق والتقييم، وتخدم مصالح المواطنين، وتحقق مشاركة فاعلة ومنتجة على جميع
المستويات الوطنية والمحلية.
ولعل المتتبع لتوجيهات وقناعات ورؤى جلالته منذ تسلم سلطاته الدستورية يلمس ويشاهد هذه الحقيقة ولنا
في السنوات الاخيرة خاصة التي أعقبت الربيع العربي أن الاردن سبق الكثير من الدول في سلسلة إصلاحات
قانونية ودستورية وسياسية عززت من التجربة الاردنية في وقت راحت فيه بعض الانظمة السياسية العربية
وتلاشت وأصبحت في مهب الريح بعدما أتت الثورات على أخضر تلك البلاد ويابسها.
وصريحًا في خطاب العرش عندما أكد أن فلسطين
جلالة الملك الداعم الاكبر للقضية الفلسطينية كان واضحًا
كانت وستبقى القضية المركزية الاولى للاردن الذي لن يتخلى عن واجبه وسيواصل العمل على دعم نضال
الشعب الفلسطيني في سعيه إلى قامة دولته المستقلة على ترابه الوطني على حدود الرابع من حزيران 1967
وعاصمتها القدس الشريف، فضال عن مواصلة رعايته للمقدسات الاسلامية والمسيحية وهو ما يعتبره جلالته
واجًبا مقدًسا وأمانة في عنقه كملك عربي وقائد هاشمي لن يتخلى عنه مهما بلغت الاثمان، وغني عن القول
حجم الجهد السياسي والدبلوماسي المكثف الذي بذله جلالته لدى مراكز صنع القرار العالمي والذي أعاد القضية
الفلسطينية إلى واجهة الاحداث السياسية على مستوى العالم.
خطاب عرش هاشمي مفصل اشتمل إجابات ملكية محكمة على كافة الاسئلة والاستفسارات ووضع النقاط
فوق الحروف في مكانها الصحيح، وخلاصتها حسب رؤيتنا أن الاردن على الطريق الصحيح.