اخبار البلد ـ كشف الإعلام العسكري التابع لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع المسلح لحركة حماس، اليوم الخميس، عما أسماه "غيض من فيض” أحراز تمكنت الكتائب من الحصول عليها، خلال العملية العسكرية التي نفذتها قوة "سييرت متكال” شرق خان يونس (جنوب)، قبل ثلاث سنوات.
وفي مقطع مصور، استعرضت الكتائب جزءا مما استطاع عناصر القوة الأمنية التابعة لها من الحصول عليه، بعد اشتباكات عنيفة وقعت في حينه، وأسفرت عن استشهاد سبعة منهم، كان على رأسهم القيادي نور بركة.
وفي 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، تسللت قوة إسرائيلية في المناطق الشرقية لمدينة خان يونس خاصة تتبع لوحدة "سييرت متكال” الخاصة مستخدمة مركبة، قبل أن يتم اكتشافها من قبل القوة الأمنية التابعة للقسام، والتحقق من هوية ركابها، ليتبين لاحقاً أنها وحدة إسرائيلية خاصة، حاولت تنفيذ عمليات اغتيال داخل القطاع.
وفي الوقت ذاته، أدت الاشتباكات التي أعقبت كشف كتائب القسام عن الوحدة العسكرية، إلى مقتل قائدها، فيما لاذ الباقون بالفرار وسط غطاء من الطائرات المروحية العسكرية الإسرائيلية.
وتضمن المقطع المصور نشر صور لنوع خاص من طلقات رصاص، قال الإعلام العسكري إنها صنعت خصيصاً للمهمات الأمنية الخاصة، والتي تؤدي لارتكاب جرائم دون ترك أدلة.
وتابع: "فرّت القوة الإسرائيلية تُجر أذيال الخزي بين قتيل وجريح خائب لكنها تركت خلفها كنزاً معلوماتياً واستخبارياً كبير”.
وأشار إلى أن الكنز المقصود يتضمن لوحات إلكترونية وأجهزة كانت تستخدم كمنظومة اتصال وملاحة بين القوة الخاصة "لمتكال” وبين القيادة المركزية لجيش الاحتلال.
ولفت إلى أن استيلاء القسام على الألواح المذكورة، مكّن مهندسيها من استخراج تسجيلات ومقاطع فيديو تخص العملية التي حاولت القوة الخاصة تنفيذها، فضلاً عن معلومات وصفها الإعلام العسكرية بـ”الثمينة”، مؤكداً أنه تم فك الشيفرة الخاصة بتلك اللوحات وهو ما مكنها من اختراق منظمة عمل سير "سيرت ميتكال ” والولوج إلى شبكتها الخاصة.
وأردف: "ما جمع من أرض الميدان أحدث ضرراً استراتيجاً للعدو وسيجبره على إعادة التفكير في أساليب عمله، فهو لم يكن مجرد أحراز أو معدات بل هو "غيضٌ من فيض” وختم "وما خفي كان أعظم”، في إشارة إلى أن ما كُشف عنه في المقطع المذكور ربما لن يكون الأخير، وأن ثمة أسرار يمكن الكشف عنها لاحقاً.
ومطلع الشهر الماضي، كشفت وسائل إعلام عبرية عن تفاصيل أخرى حول آثار وعواقب فشل الوحدة الإسرائيلية الخاصة "سيرت ميتكال”، التي تسللت إلى شرق مدينة خان يونس قبل ثلاث سنوات وهربت وهي تحمل جثة زعيمها.
ونقلت القناة "12” العبرية في حينه عن مسؤول كبير في جيش الاحتلال قوله إن بعض جنود الوحدة الخاصة "سيرت ميتكال” المتسللة التي كشفتها المقاومة الفلسطينية في تشرين الثاني 2018 رفضوا الوظيفة بعد تلك العملية.
وبحسب قائد فرقة المخابرات في جيش الاحتلال "تامير هايمان”، الذي أعلن أنه سينهي مهامه قريبًا، فإن عملية "سيرت ميتكال” كادت تنتهي بمعضلة ستشغل الاحتلال لسنوات.
قال قائد فرقة المخابرات في جيش الاحتلال تامير هايمان، الذي أعلن أنه سينهي مهامه قريبا، إن عملية سيرت ميتكال كادت تنتهي بمعضلة ستشغل الاحتلال لسنوات
وحول الصدمة التي تعرض لها جنود "سيرت ميتكال” وترددهم في العمل بعد ذلك، قال: "نحن نتحدث عن عملية معقدة للغاية، وليس كل من شارك في تلك العملية عاد إلى العمليات لأسباب غير طبيعية، حيث أن البعض منهم تعرضوا لصدمة نفسية بعد ذلك، وقدمنا المساعدة لمن كانوا بحاجة لمساعدتنا، لقد خرجت "سيرت ميتكال” من موقف صعب للغاية وتجنبت كارثة ستشغلنا لسنوات قادمة”.
وتحدث هايمان عن العملية وقال: "مررنا بثلاث دقائق صعبة للغاية انتهت بتقرير تلقيناه من الشاباك بأن سيرت ميتكال عبرت السياج”.
وبشأن طبيعة هذه العملية، قال هايمان إنها تتطلب درجة كبيرة من المخاطرة مع فرصة تعقيد الأمور، مشيراً إلى أن الجيش نفذ عدة عمليات في أماكن متفرقة بعد تلك العملية، وأن التحقيق في ملابسات العملية وانكشاف وحدة "سيرت ميتكال” سمحت للجيش باستخلاص الدروس لعمليات لاحقة.
وأضاف: "عملية كهذه دفعتنا إلى طرح أسئلة عميقة، وكانت جميع أقسام ووحدات شعبة المخابرات معنية بالبحث والتطوير الذاتي”.
وبشأن قدرات مخابرات الاحتلال في الميدان كشف هايمان عن أوجه قصور كبيرة ونقاط ضعف خطيرة رغم التطور التكنولوجي.
وقال: "أذكر أنني أتيت إلى شعبة غزة في إحدى الجلسات، وكان من بين الحاضرين ممثل الوحدة 504 من شعبة المخابرات، ناقشنا إمكانيات وحدة "سيرت ميتكال” وطلبنا الاستماع إلى المندوب، ومن المعلومات التي جلبوها من مصادرهم – من عملاء في غزة – بدت أساسية، وإنها معلومات كان من الصعب الحصول عليها بالوسائل التكنولوجية، فنحن نعيش في عالم يحتاج إلى معرفة الناس شخصيًا، وليس كل شيء نحصل عليه إلكترونيًا، مثل العامل البشري لا يمكن الاستغناء عنه”.
واختتم هايمان مقابلته بالإشارة إلى الحاجة إلى التواضع الدائم وعدم الغرور في تقديم المهارات، قائلاً: "من المهم الحفاظ على التواضع في العرض وفهم أننا لا نعرف كل شيء، نحن نتفهم جيدًا أهمية الاستخبارات وخصائصها وحدودها”.