وبحسب ما نشرت صحيفة «لي باريزيان» الفرنسية، فقد تم التخطيط لتغيير السلطة في فرنسا من قبل النائب السابق لحزب الحركة الديمقراطية ريمي دايه، الذي تم اعتقاله للاشتباه في قيامه بتنظيم هجمات على مراكز التطعيم وأنصاره.
وبنتائج التحقيقات، تم التوصل إلى قيام دايه بإنشاء «مجتمع إرهابي» له شبكة من الفروع في جميع أنحاء البلاد، والتي ضمت ضباطا حاليين ومتقاعدين من الشرطة والدرك والجيش. بناء على تحليل المراسلات بين المشاركين في المؤامرة، حدد المحققون ما لا يقل عن 36 «نقيبًا»، كل منهم مسؤول عن منطقته.
وبحسب التحقيق، فقد خطط أنصار دايه لاستخدام دروع الشرطة والمتفجرات للاستيلاء على قصر الإليزيه ومباني مجلس النواب ووزارة الداخلية ووزارة القوات المسلحة، وكذلك بعض القنوات التليفزيونية أو الإذاعات من أجل بث دعايتهم من هناك، وسميت الخطة بـ«عملية أزور».
ووجهت السلطات الفرنسية، بحسب بي بي سي تهمة التخطيط لانقلاب وأعمال عنف أخرى لليميني المتطرف، ريمي داييه، المعروف بترويجه لنظرية المؤامرة.
ويتهم داييه بتشكيل جماعة متطرفة مهمتها التخطيط لسلسلة من الهجمات تستهدف الدولة الفرنسية.
وجاء في تقارير إعلامية فرنسية أنه «جند عسكريين في محاولة للسيطرة على القصر الرئاسي في باريس».
ونفى محامي دايي هذه التهم، واصفاً موكله بأنه «سجين سياسي».
وكان داييه، البالغ من العمر 54 عاماً، قياديا في حزب سياسي من تيار الوسط، ولكنه أصبح بعدها شخصية مؤثرة في الدوائر المروجة لنظرية المؤامرة في فرنسا.
ويحاكم الرجل أيضاً في قضية أخرى بتهمة اختطاف طفلة عمرها 8 أعوام بطلب من أمها شرقي فرنسا في أبريل.
وقد عثر على الطفلة سالمة مع أمها في سويسرا بعد 5 أيام من أخذها من بيت جدتها.
وأصدرت السلطات الفرنسية بعدها مذكرة توقيف دولية ضد داييه الذي كان يقيم مع عائلته في ماليزيا. ورحلته السلطات الماليزية بحجة انتهاء صلاحية تأشيرته، واعتقلته الشرطة الفرنسية لدى عودته إلى البلاد في يونيو حزيران.
ونفى داييه في تصريح لقناة تليفزيونية فرنسية اختطاف الطفلة، قائلاً إنه «أعاد الطفلة إلى أمها بطلب من الأم».
وبعدها واجه داييه تهماً إجرامية أخرى. إذ أمر قاضي مكافحة الإرهاب بالقبض على داييه وآخرين في إطار التحقيق في قضية جماعة مشبوهة تعرف باسم «شرف وأمة».
ووجه له القاضي الأسبوع الماضي تهمة «التآمر الإرهابي»، ونشرت وسائل الإعلام الفرنسية الآن المزيد من التفاصيل عن هذه التهم.
ونقلت قناة فرانس أنفو عن مصادر مقربة من التحقيق قولها إن داييه استعمل رسائل مشفرة لتشكيل شبكة واسعة من مروجي نظرية المؤامرة.
وأضافت أنه يعتقد أن داييه تمكن خلال عدة أشهر من تشكيل تنظيم سري يضم عشرات المروجين لنظرية المؤامرة.
وذكرت القناة أن داييه استقطب إلى جماعته المعارضين للتلقيح والناشطين في تيار النازيين الجدد شرقي فرنسا.
وأوردت وكالة الأنباء الفرنسية أن عملية أزول أدت إلى اتهام 12 شخصاً بالتخطيط لسلسلة من الهجمات على مراكز التلقيح ضد فيروس كورونا، ومحفل ماسوني، وصحفيين وشخصيات معروفة.
وأفاد أحد مصادر الوكالة بأن المشتبه فيهم كانوا يفكرون في «انقلاب عسكري» يطيح بالحكومة الفرنسية.
وقالت قناة بي أف أم إنها تأكدت من هذا الخبر من مصادرها الخاصة، مضيفة أن عسكريين سابقين أمروا بتدريب المجندين لإنجاز خطة الهجوم على قصر الإيليزيه، المقر الرسمي للرئيس إيمانويل ماكرون.
وتابعت القناة قولها إن المهاجمين خططوا لاحتلال على البرلمان لاحقاً قبل السيطرة على محطة إذاعية أو تليفزيونية يبثون من خلالها دعايتهم.
وقال المحامي جون كريستوف باسون العربي الأسبوع الماضي إن موكله لا علاقة له بجماعة «شرف وأمة»، ولا بالهجمات المخطط لها، «فلا يوجد أي دليل موضوعي على ضلوعه في القضية».