يتطلع الأطفال السويديون إلى عطلة نهاية الأسبوع لتناول الحلوى، وبالإضافة للمتعة فإن حلويات يوم السبت تعلمنا درسًا أكبر، فبعد ظهيرة أيام السبت، تعج الساحات المرصوفة في ستوكهولم بالعائلات التي تتجول داخل وخارج مركز التسوق المحلي، وإذا نظرت عن كثب ستلاحظ أن الأطفال يمسكون بإحكام الحلوى التي اشتروها، ويقول روبرت لوندين، الذي نشأ في الثمانينيات وقد اشترى حلوى مع ابنته البالغة من العمر خمس سنوات: «لطالما كانت حلوى السبت شيئًا مميزاً، إذ ننتظر يوم السبت بفارغ الصبر لنحصل على الحلوى»
يعود مفهوم l?rdagsgodis (حلوى السبت) إلى الخمسينيات من القرن الماضي، عندما بدأت السلطات الطبية السويدية في التوصية بالحلويات كعلاج لمرة واحدة في الأسبوع لمحاولة الحد من حالات تسوس الأسنان المتزايدة مع ازدياد ثراء البلاد، كما تقول صوفي تيجسفيدن ديفو، وهي مؤلفة ومحاضرة في الثقافة والقيم السويدية:« إن ميل السويديين إلى الثقة في الدولة كثيرًا شجعهم على اتباع النصيحة والالتزام بها لتقييد تناول الحلويات في أيام السبت، كما تطور الأمر إلى نشاط عائلي مرغوب»، لكن النقاد الثقافيين والاقتصاديين على حد سواء يؤكدون بأن هناك الكثير مما يمكن تعلمه من تقليد حلوى السبت على وجه الخصوص - فهو يشجع الأطفال على البدء في التفكير في الميزانية الأسبوعية ويغذي ثقافة الاستقلال المادي منذ الصغر
تقول تيجسفيدن ديفو، التي لديها توأمان يبلغان من العمر سبع سنوات:« حصل أطفالي على بطاقاتهم المصرفية عندما كانوا في السادسة من العمر، وأودعهم كل أسبوع 20 كرونة، ثم يذهبون إلى المتجر كل يوم سبت ويشترون الحلويات، ويتعين عليهم تخصيص ميزانية لحلوى يوم السبت إذا كانوا يريدون شراء ألعاب أو أي شيء آخر، ويمكن لـ 20 كرونة شراء ما يصل إلى 40 من منتجات الحلوى وتميل ابنتي إلى العودة إلى المنزل بحقيبة منتفخة، في حين يختار ابني شراء عدد أقل من الحلويات وأخف وزنًا لذلك تبقى لديه أموال أكثر في حسابه»، ويحصل حوالي سبعة من كل 10 أطفال سويديين حاليًا على بدل أسبوعي أو شهري، وفقًا لبيانات عام 2020 التي شاركها بنك «سويد»، أحد البنوك الرئيسية في البلاد، إذ بيّن الاستطلاع بأن ستة من كل عشرة آباء يتفقون وأطفالهم حول ما يجب أن تستخدم أموالهم من أجله
ويؤكد أميريكو فيرنانديز، خبير الاقتصاد المنزلي ومسؤول التمويل الشخصي في SEB ، وهي سلسلة بنوك رئيسية أخرى في شمال أوروبا، على أن تقليد حلوى السبت هو بالتأكيد أداة مفيدة في مساعدة الأطفال السويديين على فهم قيمة المال، ويقول:« من الصعب التحدث إلى شخص صغير يبلغ من العمر ثماني سنوات ومحاولة شرح أهمية الادخار لهم، على النقيض من ذلك - فإن منح الأطفال المال الذي يدخرونه جانباً لشراء الحلويات الأسبوعية أو غيرها من الكماليات الصغيرة يمكن أن يعلمهم حول التخطيط المالي الأساسي، فإذا فهم الطفل أنه إذا أعطيته 20 كرونة وأنفقتها الآن فلن يكون لديه المزيد خلال بقية الأسبوع على سبيل المثال »
وتشير الأبحاث التي أجراها بنك سويد إلى أن متوسط ??مصروف الجيب الأسبوعي لطفل يبلغ من العمر سبع سنوات في السويد هو 20 كرونة (2.30 دولار ، 1.70 جنيه إسترليني)، ويرتفع هذا إلى 500 كرونة شهريًا في سن 15، عندما يصبح من الشائع أن يضع الأطفال المصروف في الملابس أو الأنشطة مع الأصدقاء، مثل الوجبات في الخارج أو الذهاب إلى السينما، وهذا دليل قوي على أن تشجيع المسؤولية المالية في سن مبكرة يرتبط بعادات الادخار الصحية إذ أن أكثر من سبعة من كل عشرة آباء شملهم استطلاع «سويد» كان أطفالهم قادرين غالباً على ادخار جزء من مخصصاتهم، ويقوم معظم الآباء السويديين بزيادة العلاوة الأسبوعية أو الشهرية بشكل تدريجي ولكن مع كل زيادة يكون الأطفال مسؤولين عن شيء آخر يجب عليهم شراؤه بأنفسهم
دور الدولة
يعتقد أميريكو فرنانديز أن الآباء في البلدان الأخرى يمكن أن يتعلموا الكثير من ميل السويديين للتحدث عن الميزانية والشؤون المالية الشخصية مع الأطفال في سن مبكرة في وقت ترتفع فيه ديون الأسرة في جميع أنحاء العالم، ومن المهم أيضا وضع عادات إنفاق السويديين في سياق تاريخ البلاد الطويل من الرعاية الاجتماعية والثقافة التي تعزز الفردية والاستقلال في جميع الأعمار، فالتعليم مجاني والرعاية الصحية مدعومة من الدولة في السويد، ما يساعد في تقليل الضغوط المالية للأسر، بالإضافة إلى ذلك يحق لجميع الآباء بغض النظر عن الدخل الحصول على إعانة طفل شهرية تبلغ 1250 كرونة (144 دولارًا ، 105 جنيهات إسترلينية) شهريًا حتى يبلغ طفلهم 16 عامًا وهذا كما يوضح فرنانديز يمنح الجميع تقريبًا إمكانية الادخار من أجل الأطفال أو منحهم مخصصًا أسبوعيًا أو شهريًا وهذا لا يتوفر في معظم المجتمعات الأخرى
وعندما يبلغ الأطفال السويديون 16 عامًا، تتوقف الدولة عن دفع إعانة الطفل لوالديهم وتبدأ في منحهم نفس المبلغ مباشرة كشكل من أشكال منحة الدراسة طالما أنهم بقوا في التعليم لذا هو انتقال سلس تمامًا فبدلا من الحصول على المال من والديهم يحصلون عليه من قبل الدولة
يعود مفهوم l?rdagsgodis (حلوى السبت) إلى الخمسينيات من القرن الماضي، عندما بدأت السلطات الطبية السويدية في التوصية بالحلويات كعلاج لمرة واحدة في الأسبوع لمحاولة الحد من حالات تسوس الأسنان المتزايدة مع ازدياد ثراء البلاد، كما تقول صوفي تيجسفيدن ديفو، وهي مؤلفة ومحاضرة في الثقافة والقيم السويدية:« إن ميل السويديين إلى الثقة في الدولة كثيرًا شجعهم على اتباع النصيحة والالتزام بها لتقييد تناول الحلويات في أيام السبت، كما تطور الأمر إلى نشاط عائلي مرغوب»، لكن النقاد الثقافيين والاقتصاديين على حد سواء يؤكدون بأن هناك الكثير مما يمكن تعلمه من تقليد حلوى السبت على وجه الخصوص - فهو يشجع الأطفال على البدء في التفكير في الميزانية الأسبوعية ويغذي ثقافة الاستقلال المادي منذ الصغر
تقول تيجسفيدن ديفو، التي لديها توأمان يبلغان من العمر سبع سنوات:« حصل أطفالي على بطاقاتهم المصرفية عندما كانوا في السادسة من العمر، وأودعهم كل أسبوع 20 كرونة، ثم يذهبون إلى المتجر كل يوم سبت ويشترون الحلويات، ويتعين عليهم تخصيص ميزانية لحلوى يوم السبت إذا كانوا يريدون شراء ألعاب أو أي شيء آخر، ويمكن لـ 20 كرونة شراء ما يصل إلى 40 من منتجات الحلوى وتميل ابنتي إلى العودة إلى المنزل بحقيبة منتفخة، في حين يختار ابني شراء عدد أقل من الحلويات وأخف وزنًا لذلك تبقى لديه أموال أكثر في حسابه»، ويحصل حوالي سبعة من كل 10 أطفال سويديين حاليًا على بدل أسبوعي أو شهري، وفقًا لبيانات عام 2020 التي شاركها بنك «سويد»، أحد البنوك الرئيسية في البلاد، إذ بيّن الاستطلاع بأن ستة من كل عشرة آباء يتفقون وأطفالهم حول ما يجب أن تستخدم أموالهم من أجله
ويؤكد أميريكو فيرنانديز، خبير الاقتصاد المنزلي ومسؤول التمويل الشخصي في SEB ، وهي سلسلة بنوك رئيسية أخرى في شمال أوروبا، على أن تقليد حلوى السبت هو بالتأكيد أداة مفيدة في مساعدة الأطفال السويديين على فهم قيمة المال، ويقول:« من الصعب التحدث إلى شخص صغير يبلغ من العمر ثماني سنوات ومحاولة شرح أهمية الادخار لهم، على النقيض من ذلك - فإن منح الأطفال المال الذي يدخرونه جانباً لشراء الحلويات الأسبوعية أو غيرها من الكماليات الصغيرة يمكن أن يعلمهم حول التخطيط المالي الأساسي، فإذا فهم الطفل أنه إذا أعطيته 20 كرونة وأنفقتها الآن فلن يكون لديه المزيد خلال بقية الأسبوع على سبيل المثال »
وتشير الأبحاث التي أجراها بنك سويد إلى أن متوسط ??مصروف الجيب الأسبوعي لطفل يبلغ من العمر سبع سنوات في السويد هو 20 كرونة (2.30 دولار ، 1.70 جنيه إسترليني)، ويرتفع هذا إلى 500 كرونة شهريًا في سن 15، عندما يصبح من الشائع أن يضع الأطفال المصروف في الملابس أو الأنشطة مع الأصدقاء، مثل الوجبات في الخارج أو الذهاب إلى السينما، وهذا دليل قوي على أن تشجيع المسؤولية المالية في سن مبكرة يرتبط بعادات الادخار الصحية إذ أن أكثر من سبعة من كل عشرة آباء شملهم استطلاع «سويد» كان أطفالهم قادرين غالباً على ادخار جزء من مخصصاتهم، ويقوم معظم الآباء السويديين بزيادة العلاوة الأسبوعية أو الشهرية بشكل تدريجي ولكن مع كل زيادة يكون الأطفال مسؤولين عن شيء آخر يجب عليهم شراؤه بأنفسهم
دور الدولة
يعتقد أميريكو فرنانديز أن الآباء في البلدان الأخرى يمكن أن يتعلموا الكثير من ميل السويديين للتحدث عن الميزانية والشؤون المالية الشخصية مع الأطفال في سن مبكرة في وقت ترتفع فيه ديون الأسرة في جميع أنحاء العالم، ومن المهم أيضا وضع عادات إنفاق السويديين في سياق تاريخ البلاد الطويل من الرعاية الاجتماعية والثقافة التي تعزز الفردية والاستقلال في جميع الأعمار، فالتعليم مجاني والرعاية الصحية مدعومة من الدولة في السويد، ما يساعد في تقليل الضغوط المالية للأسر، بالإضافة إلى ذلك يحق لجميع الآباء بغض النظر عن الدخل الحصول على إعانة طفل شهرية تبلغ 1250 كرونة (144 دولارًا ، 105 جنيهات إسترلينية) شهريًا حتى يبلغ طفلهم 16 عامًا وهذا كما يوضح فرنانديز يمنح الجميع تقريبًا إمكانية الادخار من أجل الأطفال أو منحهم مخصصًا أسبوعيًا أو شهريًا وهذا لا يتوفر في معظم المجتمعات الأخرى
وعندما يبلغ الأطفال السويديون 16 عامًا، تتوقف الدولة عن دفع إعانة الطفل لوالديهم وتبدأ في منحهم نفس المبلغ مباشرة كشكل من أشكال منحة الدراسة طالما أنهم بقوا في التعليم لذا هو انتقال سلس تمامًا فبدلا من الحصول على المال من والديهم يحصلون عليه من قبل الدولة