عاش العالم، أمس الاثنين، بروفة حقيقية لانقطاع خدمات الإنترنت لسبع ساعات متواصلة، في سابقة لم تحدث من قبل، عندما تسبب خطأ من مهندسي عملاق التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في تعطل أنظمة شبكته الأساسية، ولم يستطيعوا الوصول إلى خوادم الشركة بسهولة لتدارك الخطأ.
براءة الهكر
كالعادة كانت للشائعات دور في بث الرعب والترويج لنظريات المؤامر، وفي الوقت الذي تحدث فيه البعض عن قيام طفل صيني بإسقاط أنظمة فيسبوك كشف بيان داخلي للشركة تفاصيل ما جرى: "وجدنا أن تغييرات في إعدادات أجهزة التوجيه الأساسية التي تنسق حركة مرور الشبكة بين مراكز البيانات تسببت في حدوث مشكلات أدت إلى قطع هذا الاتصال، مما أدى إلى توقف الخدمة لفترة طويلة"، في نفي صريح لأن يكون العطل بسبب نشاط ضار، مشيرة إلى أن الشركة ليس لديها أي دليل على تعرض بيانات المستخدم للاختراق نتيجة للعطل الذي أصاب منصاتها.
بحسب فيسبوك فإن الانقطاع نتج عن تغيير في إعدادات النظام الذي يدير سعة شبكتها الأساسية العالمية، التي تعتبر "العمود الفقري" الذي يربط كافة خدمات الحوسبة لديها المكونة من عشرات الآلاف من الأميال من كابلات الألياف الضوئية التي تعبر الكرة الأرضية وتربط جميع مراكز البيانات لديها.
ما هي مراكز بيانات فيسبوك؟كشف عملاق التواصل الاجتماعي، أن مراكز البيانات لها أشكالاً مختلفة، بعضها عبارة عن مبانٍ ضخمة تضم ملايين الأجهزة التي تخزن البيانات، وتشغل الأحمال الحاسوبية الثقيلة التي تحافظ على تشغيل منصات فيسبوك، والبعض الآخر عبارة عن منشآت أصغر تربط شبكته الأساسية بالإنترنت الأوسع والأشخاص الذين يستخدمون المنصات.
يشار إلى أن تدريبات العاصفة، عبار عن محاكاة لعطل كبير في النظام من خلال أخذ خدمة أو مركز بيانات أو منطقة بأكملها دون اتصال بالإنترنت، واختبار الضغط على جميع البنية التحتية والبرامج المعنية. واعتبرت الشركة أن كل مشكلة مثل تلك تعد فرصة للتعلم وتحسين قدراتها وإجراء مراعجة شاملة لفهم أنظمتها بشكل أكبر.
وبالإضافة إلى التأثير على الأشخاص والشركات وغيرهم ممن يعتمدون على أدوات الشركة، تلقى الرئيس التنفيذي للمجموعة مارك زوكربيرج ضربة مالية حيث أفاد موقع "فورتشن" لتتبع المليارديرات مساء الاثنين بأن ثروة زوكربيرج الشخصية تراجعت بحوالى ستة مليارات دولار عن اليوم السابق لتهبط إلى أقل بقليل من 117 مليارا.