الحمدلله ثم الحمدلله، الذي انزل الغيث في هذه الايام وانزل القوة على نفوس المسؤولين في مكافحة الفساد واجتثاث الفاسدين بعد ان استشرى الفساد وتمأسس في دولة لا ثروات طبيعية لديها وكل ما لديها شعب طيب وقيادة شريفة ومجموعة من الفاسدين يسمون بـ " طحالب الثراء غير المشروع ".
بدأت تضيق الحبال على رقابهم اللعينة بعد ان امتدت يدهم الى المال العام والى قوت الفلاح البائس وعرق العامل المسكين.
بالامس شرب رئيس الحكومة الجرعة الاولى من حليب السباع ليحول قضية الفساد في امانة عمان متجاوزا الارقام التي سبقتها بالاقدمية ربما نظرا لان مثل تلك القضايا التي لم تحال حتى الان تحتاج لتحضيرات قانونية ودستورية اقلها موافقة مجلس النواب على احالة رئيس ديوان ملكي معروف لدى القاصي والداني ورئيسي حكومتين اولهما من وقف قبل اسابيع على احدى الفضائيات ليعلن ويزايد انه سجل الاراضي باسم الملك بناء على طلب الملك او موظفي الديوان متناسيا دولته نصوص الدستور الذي اقسم عليه اكثر من مرة عندما كان نائبا وعندما كان وزيرا وعندما صار رئيسا للحكومة، ذاك الدستور الذي ينص على ان اوامر الملك الشفوية والخطية لا تعفي الوزراء من مسائلتهم.
ودولة الرئيس المعني الذي ادعى ان الملك والديوان طلب منه ذلك مع اننا نشك وربما نجزم بعدم الصحة في ادعائه فان دولته قد اعترف بمخالفته للدستور وعرض نفسه للمسؤولية بدون حاجة لاية بينات لادانته لان القاعدة القانونية تقول " الاعتراف سيد الادلة".
وثانيهما دولة الرئيس الذي اقسم على نفس الدستور ولكنه لم يكن نائبا، ذاك المسؤول حين تقلب على المناصب في انحاء البلاد وكان يعتبر المسؤولية مصدر رزق وارتزاق على حساب الشعب فأتفق مع الشركات ومع المستثمرين ومع من سيكشف التحقيق اسمائهم ان كانوا من اقاربه لاية درجة او المنتفعين حوله وشركائه.
جميعهم بعون الله وبارادة القائد ورغبة الشعب وهمة من يتحملوا المسؤولية بكفائة ونزاهة وبوجود القضاء العادل، ومهما تفننوا بهندسة فسادهم سيلحقوا امين عمان السابق وسيقرأوا الاية الكريمة المحفورة على باب سجن الجويدة. قال تعالى " ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب" ويبدو انهم لم يقرأوها من قبل وان قرأوها لم يفهموها ولم يعملوا بها.
غدا، سيشهد الاردنيون انهيار مؤسسة الفساد الرسمي وشبه الرسمي على يد القيادة الشريفة والمخلصين من المسؤولين خلف هذه القيادة. غدا لن ينفع الفاسد لقبه كصاحب دولة او معالي او عطوفة لانه سيتقاسم مع المجرمين البرش والكردل " داخل القاووش".
حمى الله الاردن والاردنيين وان غدا لناظره قريب.