وتنطوي الأعاصير على عدد من الأخطار المختلفة؛ مثل عرام العواصف؛ والفيضانات؛ والرياح المتطرفة؛ وأعاصير الطرناد والبرق؛ وكل من هذه الأخطار كفيل وحده بإلحاق أضرار جسيمة بالأرواح والممتلكات، وكلما تزامنت وتفاعلت هذه الأخطار، تزداد معدلات الوفيات والأضرار المادية المحتملة.
وعلى مدى العقود الـ5 الماضية، نُسبت 1942 كارثة إلى أعاصير مدارية؛ وكانت حصيلتها 779324 حالة وفاة وخسائر اقتصادية قدرها 1407.6 مليار دولار أمريكي - أي ما يعادل 43 حالة وفاة و78 مليون دولار أمريكي من الخسائر يومياً، حسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
خصائص الأعاصير المدارية
الإعصار المداري عبارة عن عاصفة سريعة الدوران تنشأ فوق المحيطات المدارية وتستمد منها طاقة تكونها. ويتكون من منطقة مركزية تُعرف باسم "العين"
وتتسم بمستوى ضغط منخفض وبطقس هادئ وخالٍ من السحب عادة، وتكون محاطة بجدار تتصاعد السحب من حوله، ويتراوح قطر الإعصار عادةً بين 200 و500 كم، ولكن يمكن أن يبلغ 1000 كم.
ويجرّ الإعصار المداري في ذيوله رياحاً عاتية وأمطاراً غزيرة وأمواجاً عارمة، بل وعواصف وفيضانات ساحلية شديدة التدمير في بعض الحالات.
وتهب الرياح عكس اتجاه عقارب الساعة في نصف الكرة الشمالي، وفي اتجاه عقارب الساعة في نصف الكرة الجنوبي.
وتُعطى الأعاصير المدارية التي تتجاوز قوة معيَّنة أسماء لأغراض السلامة العامة.
أسماء الظواهر الجوية وفقاً لموقعها:
"الهاريكين" في البحر الكاريبي وخليج المكسيك وشمال المحيط الأطلسي وشرق ووسط شمال المحيط الهادئ.
"التيفون" في غرب شمال المحيط الهادئ.
"السيكلون" في خليج البنغال وبحر العرب.
"السيكلون المداري القاسي" في غرب جنوب المحيط الهادئ وجنوب شرق المحيط الهندي.
"السيكلون المداري" في جنوب غرب المحيط الهندي.
وترتبط هذه الظواهر الجوية غالباً بأمطار غزيرة للغاية يمكن أن تؤدي إلى فيضانات واسعة النطاق.
وترتبط الأعاصير أيضاً برياح متلفة أو مدمرة؛ وفي أشد النظم، قد تتجاوز سرعة الرياح السطحية 300 كم/الساعة.
ويمكن أن يؤدي تزامن الأمواج التي تحركها الرياح والضغط المنخفض للإعصار المداري إلى "عرام عاصفة ساحلية" وهو عبارة عن كمية هائلة من المياه تُدفَع نحو الشاطئ بسرعة عالية وقوة هائلة وتكون قادرة على تدمير المنشآت في طريقها وإلحاق أضرار جسيمة بالبيئة الساحلية.
وبحسب السرعة القصوى المستمرة للرياح، ستُطلق على الأعاصير المدارية المسميات التالية:
منخفض مداري: عندما تكون السرعة القصوى المستمرة للرياح أقل من 63 كم/الساعة.
عاصفة مدارية: عندما تكون السرعة القصوى المستمرة للرياح أعلى من 63 كم/ساعة.
وتُعطى اسماً في هذه الحالة:
هاريكين أو تيفون أو سيكلون مداري أو عاصفة سيكلونية شديدة للغاية (بحسب حوض تكونها)، عندما تتجاوز السرعة القصوى المستمرة للرياح 116 كم/الساعة أو 63 عقدة.
ووفقاً لمقياس "سفير-سمبسون" لريح الأعاصير المستخدَم في البحر الكاريبي وخليج المكسيك وشمال المحيط الأطلسي وشرق ووسط شمال المحيط الهادئ، توجد الفئات الخمسة التالية لقوة أعاصير الهاريكين:
الفئة 1 للأعاصير التي تتراوح السرعة القصوى المستمرة لرياحها بين 119 و153 كم/الساعة.
الفئة 2 للأعاصير التي تتراوح السرعة القصوى المستمرة لرياحها بين 154 و177 كم/الساعة.
الفئة 3 للأعاصير التي تتراوح السرعة القصوى المستمرة لرياحها بين 178 و209 كم/الساعة.
الفئة 4 للأعاصير التي تتراوح السرعة القصوى المستمرة لرياحها بين 210 و249 كم/الساعة.
الفئة 5 للأعاصير التي تتجاوز السرعة القصوى المستمرة لرياحها 249 كم/الساعة.
ولا يتوقف تأثير الإعصار المداري والأضرار المتوقعة منه على سرعة الرياح فحسب، وإنما كذلك على عوامل مثل سرعة الحركة، ومدة الرياح القوية، والأمطار المتراكمة أثناء فترة بلوغ اليابسة وبعدها، والتغير المفاجئ في الاتجاه والشدة، وبنية الإعصار المداري (مثل الحجم والشدة) فضلاً عن الاستجابة البشرية لكوارث الأعاصير المدارية.
التنبؤ بالأعاصير المدارية
يستخدم أخصائيو الأرصاد الجوية تقنيات حديثة، مثل السواتل ورادارات الطقس والحواسيب، لتعقب الأعاصير المدارية أثناء تكونها.
وقد يكون من الصعب التنبؤ بالأعاصير المدارية لأنها قد تضعف أو تغير اتجاهها فجأة، ومع ذلك، يستخدم أخصائيو الأرصاد الجوية أحدث التقنيات المتاحة
ويستحدثون أساليب جديدة، مثل نماذج التنبؤ العددي بالطقس، من أجل التنبؤ بطريقة تطور الإعصار المداري، بما في ذلك حركته وتغير شدته وزمان ومكان وسرعة بلوغه اليابسة، ثم تصدر المرافق الوطنية للأرصاد الجوية في البلدان المعنية إنذارات رسمية.
ويتكون نحو 80 إعصاراً مدارياً كل سنة، ويقدِّم برنامج الأعاصير المدارية التابع للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، معلومات عن هذه الأخطار، ويقدِّم مركز معلومات الطقس القاسي التابع للمنظمة نشرات في الوقت الحقيقي عن الأعاصير المدارية.
ويتيح إطار المنظمة نشر المعلومات الخاصة بالأعاصير المدارية في الوقت المناسب وعلى نطاق واسع.
وبفضل جهود التعاون والتنسيق الدولية، باتت الأعاصير المدارية تُرصد بصورة متزايدة منذ أولى مراحل تكونها، وتقوم المنظمة بتنسيق الأنشطة على الصعيدين العالمي والإقليمي عن طريق برنامج الأعاصير المدارية.
وتعمل المراكز الإقليمية المتخصصة للأرصاد الجوية، التي تتخصص في الأنشطة المرتبطة بالأعاصير المدارية، ومراكز الإنذار بالأعاصير المدارية - وكلها مراكز تعيِّنها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، تحت رعاية برنامج الأعاصير المدارية للمنظمة، ودورها الكشف عن كل الأعاصير المدارية في مناطق عملها ومراقبتها وتتبعها والتنبؤ بها.
وتقدِّم هذه المراكز نشرات وتوجيهات في الوقت الحقيقي إلى المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا.