اخبار البلد -كتب عمر شاهين - يجب أن تكون جمعة 9/12/2011 والتي أطلق عليها (دولة القانون ومحاكمة الفاسدين ) أهم مفصل بالحراك الشعبي الأردني الذي بدأ قبل الربيع العربي ، في حكومة سمير زيد الرفاعي، فالحراك فجأة انتقل بسرعة عالية جدا ليشمل محافظات، كانت صامتة، وهذا شيء طبيعي لمواطن لم يقطف أي ثمرة من وعود الإصلاح التي بقيت ضمن التنظير.
هذا الكلام أكده جلالة الملك عبدالله بنفسه،ونبه الحكومة وباقي السلطات أن المواطن، مل الحديث النظري والشعارات، وان الأوان له بان يلمس إصلاحا حقيقيا.
فبعد أن كان الحراك الذي اعتدنا عليه يوم الجمعة يدور في بؤر ساخنة أهمها الطفيلة، والكرك، ووسط عمان، ومقابل الجامع الكبير في اربد المواجه لشارع السينما، انتقلت جمعة 9/12 الى خروج مسيرات عامة، بحيث اظهر غضب المدن الأردنية،من العقبة، للشوبك ، الطفيلة، معان، السلط، مادبا، عمان ، الزرقاء، جرش، اربد، مع استمرار واضح بعدم التدخل الأصول الفلسطينية نهائيا ، ودل على ذلك محافظة الزرقاء التي دعت فيها الحركة الإسلامية، إلى اعتصام، كبير مع ذلك لم يحضره سوى مئتي شخص فقط.
ثمة دروس مطمئنة للدولة وأخرى مرعبة، ظهرت في تلك الجمعة المفصلية، فقد ظهر بوضوح انتقال الحراك من السياسي إلى المناطقي الجغرافي،فكثير من ناشطي المحافظات كانوا يشاركون في مسيرة الحسيني، ولكنهم عادوا إلى أماكن سكنهم، فبالرغم، من انتشار الأحزاب إلا أن الظاهر عودة التقوقع السكني والعشائري، والتفسخ اعتمد على انقسام الإخوان المسلمين،واعتدادهم بنفسهم بعد فوز قرائنهم، في مصر وتونس والمغرب.
الحركة الإسلامية المتمثلة بجبهة العمل وجماعة الإخوان المؤازرين بدأت تنفصل تدريجيا عن الحراك، وتتخذ أماكن خاصة، فهي اليوم تستعد لتمثيل نفسها، واستعراض قوتها، في الحراك الأردني الذي كانت تدعي أنها المحركة له في مدن الكثافة السكانية، وقريبا من استحقاقات انتخابية،بدأت الحركة الإسلامية، تستقل، ولا ندري إن كانت هذه الخطوة توجهات خارجية، أم نتيجة الخلافات الداخلية خاصة ما يتعلق بالمسالة السورية.
كما بان أن الحركة الإسلامية بدأت توزع قياديها كما حدث في جمعة دولة القانون ومحاكمة الفاسدين ، فظهر زكي بني رشيد في الزرقاء، ونمر العساف، في اعتصام شارع الجامعة الأردنية، ومحمد عواد الزيود وموسى الوحش في ضاحية الياسمين.
قريبا من هذا الظهور المفاجئ في حراك المحافظات، ظهرت شعارات عالية السقوف جدا، والمتمعن بها يدرك أن القادم لا يمكن، إلا أن يحمل الجديد فحسب ما قرأت في وكالة جراسا كانت شعارات حي الطفايلة في عمان، موجهة إلى الملك نفسه، وخاصة في قضية الأراضي، وكذلك في حراك اربد ،ووسط عمان وتوزعت باقي شعارات المحافظات، على نفس الوتيرة الفساد ، والفقر وغلاء الحياة المعيشية.
إذا كانت عين مؤسسة الديوان، والمخابرات والاستخبارات، ترصد ما يدور بحذر وانتباه، وعمق فيجب أن تكون هذه الجمعة، طريق لصناعة إصلاح مثمر وحقيقي، فكلنا ندرك أن ما جرى لم يلامسه المواطن، فهو يسمع عن قوانين مكافحة فساد، وعن هيكلة، وصالاح وتتغير دستوري، والنتيجة خروج حكومة البخيت بقانون لحماية الفاسدين، بحجة اغتيال الشخصية، وكل هذا دون محاسبة منظومة الفساد، بل عبر حقن تخدير متعلقة بأكرم حمدان، وإعادة خالد شاهين من لندن إلى سلحوب.
يجب أن نخرج بشيء حقيقي، فالحكومة، فتحت الشارع، وتستوعب المسيرات، بكل سعة صدر، والمواطن لم يعد يشعر بسعادة ذلك الاحتواء الناعم، بل بغضب لأنه يجد استهتار حكومي، بمطالبه، وحقوقه المباعة ، أو الممنوعة، وعلينا أن نجد عاقل يقول وضع شخص مثل سمير الرفاعي، خطا كبير، وتبعه خطا البخيت الذي يعتبر خصم للقوى المعارضة، وكذل إحضار الخصاونة من لاهاي، وهو يعد عن نبض الشارع الأردني.
اخطر ما في كل الحراك الحالي، أن جلالة الملك يتحرك لوحده، ويسعى بطاقة مليون رجل، ويقدم أنبل وأرقى حكم ملكي في تاريخ البشرية، عندما يفتح كل الدفاتر أمام الشعب، وإمام صمت مطبق للمخابرات، وحتى إغلاق الأبواب أمام، أصدقائها، بحيث لم نعد من يهرب لنا خبرا، أو توقع، لا في عهد الرقاد ولا الشوبكي فكلاهما يمتازان بغموض، كبير جدا، وكل هذا في حالة ضياع رجال الدولة من الحرس القديم أو الجدد الرقميين.
لم يعد مقبولا مع تسارع، الأحداث المحيطة، واقتراب تسونامي، الإخوان المسلمين،ان نظل في نفس الدائرة، فيما لا يمكن أن نقبل في هذا الظرف هدوء وبرودة أعصاب الرئيس عون الخصاونة، الذي يريد اللعب بسياسة النفس الطويل سيما مع أهم الملفات، الانتخابات، البلدية، وقانون الانتخابات البرلمانية، وحل مجلس النواب مبكرا...
انتبهوا لجمعة (دولة القانون ومحاكمة الفاسدين ) 9/12/2011 جيدا ، واقرءوها، بعين أوسع من الراحة لمسيرات تبدأ بعد صلاة الجمعة وتغادر وقت الغداء.انتبهوا للضوء الأحمر ورفع سقف الشعارات.
Omar_shaheen78@yahoo.com