أخبار البلد- كتب عمر شاهين - تلقت حكومة الخصاونة ضربة قاصمة من قبل نواب الزرقاء، وليس فقط دولة الرئيس كشخص، بل حتى الرأي المراقب، فهذه ظاهرة نتمنى أن تكون بداية لصناعة زرقاء متحركة ومتأقلمة للوضع السياسي في الأردن.تخرج مواقفها من داخل الشارع ورؤية المواطن طالما أنهم ممثلين لهم.
فحكماء السياسية الاردنيون يدركون أن الأغلبية العظمى، من نواب الزرقاء عبارة عن تصميم امني بامتياز، وهذا يغضب أو يرضي من نال الفوز، مسبقا، فهو كلام مشاع، ولطالمما لم يخطر على بال احدهم حجب الثقة أو التردد بها، دون العلم ببرنامج الثقة من قبل الحكومات المتعاقبة، ولطالما سمعت أن الكثير من النواب كانوا على خلاف ورفض شخصي لرؤساء وزراء سابقين ومع ذلك كانوا يعطون الثقة بالأصابع العشرة.
البرلمان الأخير وصم في علامة أل ( 111) وبظني لن تمحى حتى لو حجب مجلس التواب كل الثقة عن كل حكومة، وصلته، فالحكومة الرفاعي كراهية معمقة في الذاكرة الأردنية. ومع ذلك لم تكن مجانية بل تراوحت بين سعي النواب الحصول على خدمات لدوائرهم، وخوف رئيس طاغية متهور كان يتصرف بمراهقة حكومية، هتلرية. ومع ذلك تمكن النائب موسى الزواهرة من تحقيق هدف شرف عندما صرخ بصوت هز حجارة الزرقاء بكلمة (حجب :)
حكومة الخصاونة سمعت هذه المرة صوت الزرقاء الحقيقي، الخارج من هذه المدينة المهملة، التي تختصر في بيوتها كل شرائح، المجتمع، حيث كانت هذه المحافظة توهب الحكومات الثقة وراء الثقة، ولا تنال سوى الإهمال إن كان على صعيد الخدمات، أو المخالفات البيئية للمصانع والشركات الكبرى المترامية هنا وهناك، وتؤثر على الجو البيئي، كذلك التردي في البنية التحتية والتي تصل إلى درجة الاستهتار، لذا كان القليل من النواب يتمكنون من العودة لمقاعدهم النيابية.وكذلك شح تعيين الوزراء والمسؤولين الكبار منها. بالرغم من تنوعها الجغرافي وعدد سكانها الكبير جدا. فقد ظلت محافظة الحقوق المنقوصة لسكانها المتفرعين من جميع مناطق المملكة.
الزرقاء لم تقصد الخصاونة بتوجيه سبعة حالات حجب من المحافظة، بل رسالة قادمة بان الزرقاء لن تبق تخدع نفسها وسكانها، باني تعط ثقة غير مستحقة نهائيا،لحكومات تزدريها، فيسجل التاريخ للكثير من رؤساء الوزراء بأنهم لم يزوروا هذه المحافظة،وان فعلوها فعبر زيارات شكلية، عابرة، دون وعود ومكاسب، وكلنا نعرف أن أسهل نواب كانوا يستجيبون للألو الأمني نواب الزرقاء السابقين، وكانت ثقة مجانية لا تنتظر سوى) كيف رضاك عنا يا سيدي ) أما اليوم فقد اشتممنا رائحة (لا) ...
طبعا هنا لا أقف مؤيدا للحجب عن حكومة يرأسها رجل نوعي نفتخر به محليا وعالميا،ولكن الخلاف على حصة الزرقاء الواسعة، في نسيجها وعددها وعمالها، ومقابل الإهمال والإقصاء.
و قد يفهم أن نواب الحجب بتنوعهم غير المترابط، أيقنوا أن مجلسهم لن يشهد حكومة قادمة، فأرادوا أن يسجلوا موقفا أمام قواعدهم الانتخابية، ولكن هذا ليس مترابط فلكل نائب كان موقفه و ظرفه .
فالنائب موسى الزواهرة احد أعمدة الزرقاء البرلمانية كان قد حجب عن الرفاعي وحكومة البخيت وعن الخصاونة،ولم يرض بان يتساهل مع أولوية الزرقاء، فهو يرى أنها حكومة عمل نظري لا تخدم ببرامجها منطقته. وذكر بكلمته ما يحدث من تعدي على سحب جنسيات من الأصول الفلسطيني، فالزواهرة نائب يكتسب في كل انتخابات زخم واسع من الصوت الفلسطيني، ويعرف بانه نائب وطن ومنطقة ، ولا يعرف المجاملة على سحاب غرب الزرقاء التي تحتاج سكنا وبينة تحتية للكثير من العمل.
أما صديقنا النائب المخضرم بسام حدادين، فهو عضو كتلة العمل الديمقراطي اليساري، والتي كانت قد أعلنت مسبقا، حجبها الثقة ، وسياسيا فحكومة الخصاونة حكومة يمينية بامتياز وتعتبر محافظة بانغلاق، وبدياتها، كانت تعلن ائتلاف داخلي لم ينفذ مع اليمين الإسلامي، وهذا يوجب على كتلة يسارية بان ترفع الكرت الأحمر بوجهها.
وكان بسام حدادين قد قال يوما بان اكبر خطا في حياته البرلمانية عندما أعطى حكومة الرفاعي ثقة ، حيث أدرك وكتلته ذلك الخطأ الكبير، لذا سعى حدادين إلى تدارك ذلك الخطأ بمناصرة تجمعات إعلامية وعمالية لإعادة الثقة. و للأمانة كان حدادين وكتلته قد أعطت الثقة لحكومة الرفاعي بناء على تفاهم، مسبق بان تتولى الكتلة ملف الإصلاح السياسي، ولكن الخصاونة لم ينظر لهم بعين الاهتمام فالرجل محافظ ويجب أن يسير يمين اليمين، لذا أصر حدادين على السير بيسار اليسار .
النائب محمد الحجوج والذي صار من أهم ممثلي الصوت الأردني من أصل فلسطيني، أو ما يطلق عليهم نواب المخيمات، فقد حجب الثقة مثلما فعل شريكه في العمل السياسي البرلماني الوسيم النائب محمد الظهراوي، و الحجوج جاء بناء على عدم أخذه تأكيدا من قبل الرئيس حول ، ملف سحب الجنسيات وهو أكثر ملف يؤرق الحجوج، وكذلك حجب الوزارات عن محافظة الزرقاء، بحكومة ادعت أنها جغرافية وليست سياسية مما دعا الحجوج أن يسال عن مكان الزرقاء في جغرافية حكومة الخصاونة، الذي نتمنى الا يصف بما سمعنا عنه.
النائب عن الدائرة الأولى سمير العرابي والذي يغلب عليه العمل الخدماتي، كان قد طلب الحكومة مسبقا بوعود خدماتية لمواطنين طلبوا منه وظائف،وكذلك خدمات حكومية، للمحافظة وحل مشكلاتها الداخلية، ووضح أن في منطقته ينتشر الفقر، وبنية تحتية منهكة، وخاصة ملف المياه، ولكنه لم يستشعر أي خدمة قادمة من عمق الدوار الرابع، وهو يعلم أن هذا الجمهور سيواجهه قريبا لذا نطق بكلمة حجب مهد لها في كلمته.
في الدائرة الثالثة حيث لواء الهاشمية، فقد حجب الدكتور خلف الزيود، الثقة، وهو المقرب من رئيس مجلس النواب عبد الكريم الدغمي، ليثبت ان الدغمي لم يستخدم ثقله في تحصل الثقة،حتى من نواب عشيرته، او المقربين على الصداقة والمعرفة، ومع ذلك فالدكتور المهندس صاحب رؤية تعليمية وخدماتية، وكان يحمل في جعبته الكثير من المشاريع التي يريد العمل بها داخل المجلس فواجه إحباطا كبيرا من قبل ثلاثة حكومات، وكان يضمر حجب الثقة عن حكومة البخيت، وشاء القدر أن يغيب، في تلك الجلسة، ويبدوا أنه وجد الخصاونة لم يعط الهاشمية أكثر مناطق المملكة تلوثا أي أهمية، أو حتى وعدا، فالرئيس كان مشغولا مع الحركة الإسلامية لجلب تعاطفهم، فكأن الزيود قال دع إلاخوان ينفعونك وهذا ثقتي احجبها عنك.إخلاصا لمعاناة منطقتي.
وفي منقطة شاسعة جغرافيا، مثل الهاشمية، تمتلئ الكثير من المصانع التي وقفت بصفة ذاتية مع اللواء، دون توجه حكومي، وهذا أثار عتب كبير عبر عنه خلف الزيود الذي اقر أنا شخصيا بأنه كان يود تقديم نموذج كبير في العمل النيابي لولا إرهاصات الربيع العربي وتقلب الحكومة على مجلس النواب.
أما نائب الدائرة الرابعة مرزوق الدعجة فقد وجه رسالة منطقة الرصيفة، التي أرهقتها التدخلات الخارجية، والأزمة السكانية، ومنطقة تحتاج إلى عشر نواب إذا انتبهنا لكثافتها السكانية فإنها لم تحظ بحقوق نائب واحد والدعجة يحصد أصواته من جميع أنحاء اللواء وتنويعاته الجغرافية،ويعتبر نائب صاحب ورقة قوية جدا، لذا كان عليه ألا يقدم الثقة لحكومة قوانين وليس خدمات.في لواء الرصيفة المرهق جدا من الإهمال الحكومي.
ومرزوق الدعجة انضم إلى نواب عشيرته محمد البرايسة وسالم الهدبان من عمان الذين حجبوا الثقة أيضا وقد يكون القرار نابع من العشيرة.
أما الوسيم جدا النائب محمد الظهراوي والذي يتوافق، مع الحجوج بجميع مواقفهم ومعهم الثلاثي نائب البقعة عبدالله جبران ، فقد تحدث بكلمة جريئة جدا، لا نبالغ إن قلنا الأجرأ حول منطقة الرصيفة، ومن يمثلهم الظهراوي، الذي يعد قريب من قلوب الكثير من أهل الرصيفة لما يتمتع به من خلق واسع، وقدرة على التعبير، وطرح مسالة حساسة جدا تتعلق بإدخال، الأصول الفلسطينية في الأجهزة الأمنية، والجيش، وهذا أكثر المسائل التي تثار بصمت، ولا تجد إجابة في العلن، وهذه الحساسية تكون قد ذهب بعد أن أعلن الظهراوي وجبران والحجوج أنهم نواب مخيمات مناطقهم، ومن التلقائي بعد تلك الكلمة أن يحجب ثقته عن الحكومة.
Omar_shaheen78@yahoo.com