اخبار البلد_تجددت أعمال الشغب في محافظة السلط فجر اليوم، حيث قام المحتجون بالاعتداء على مبنى إدارة السير ومبنى بلدية السلط، وبنك في وسط المدينة، بالإضافة إلى حرق سيارتين وبعض الاشجار وتحطيم عدد من أعمدة الإنارة ولوحات اعلانية.
وكان قد أصيب 3 عناصر من قوات الأمن فيما اعتقل 14 شابا خلال أعمال عنف شهدتها مدينة السلط أمس على خلفية مشاجرة عشائرية اندلعت في جامعة البلقاء التطبيقية يوم الخميس الماضي، وامتدت الى وسط المدينة، بحسب الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام المقدم محمد الخطيب.
وأضاف الخطيب ان المتظاهرين بدأوا منذ ظهر أمس بإثارة أعمال الفوضى والشغب أمام الجامعة، إلا أن قوات الأمن قامت بتفريقهم عدة مرات، مشيرا الى أن المتظاهرين نقلوا بعد ذلك أعمال الشغب الى داخل مدينة السلط، حيث قاموا برشق قوات الدرك بالحجارة والاعتداء على الممتلكات العامة، ما دفع قوات الأمن الى تفريق هذه الجموع بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع.
وتعقد جامعة البلقاء التطبيقية ظهر اليوم اجتماعا مع أعضاء الهيئة الإدارية والتدريسية للوقوف على أسباب المشاجرة ووضع حلول لمنع حدوث مثل هذه المشاجرات داخل الحرم الجامعي.
وقد شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من الأحياء السكنية في منطقة الجدعة وشارع اليرموك ومنطقة السلالم السفلي، نتيجة استخدام الغاز المسيل للدموع بشكل متكرر بعد أن رفض الشبان المحتجون فض تجمهرهم، فيما أغلقت غالبية المحال التجارية في المدينة أبوابها خشية من أن تتعرض لأعمال تخريب.
وكانت جامعة البلقاء التطبيقية التي سيطرت على طلبتها وموظفيها حالة من الهلع والرعب قد علقت الدوام فيها رسميا أمس مع استمرار تعليقه اليوم، وأخلت طلبتها حفاظا على سلامتهم، بعد أن تجددت المشاجرة التي تخللها تراشق بالحجارة وإطلاق للعيارات النارية في الهواء من أسلحة أوتوماتيكية، فيما أغلقت قوات الأمن جميع الطرق باتجاه الجامعة لمنع أعداد كبيرة من التوجه الى مكان المشاجرة والمشاركة فيها.
وكان قد عقد اجتماع صباح أمس في دار محافظة البلقاء حضره وجهاء من محافظة البلقاء من عدة عشائر بحضور محافظ البلقاء فواز ارشيدات ورئيس جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور اخليف الطراونة من أجل تطويق المشكلة ومنع تفاقم الشجار، إلا أن الأمور خرجت عن السيطرة.
وقد سبق هذا الاجتماع اجتماع عقده رئيس جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور الطراونة في الجامعة بحضور محافظ البلقاء ومدير الشرطة العقيد عباس الدبوبي وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة الذين يمثلون أطراف العشائر المتشاجرة للتنسيق من أجل منع حدوث توتر داخل الجامعة.
الى ذلك، استنكر وجهاء عشائر عباد والسلط أمس الأحد كل الصيحات والدعوات التي أساءت وتسيء الى العلاقة الراسخة بين أبناء السلط وعباد، كما هي العلاقة بين الأردنيين ليكون الدفاع عن الأردن من كل التحديات التي تواجهه هو هدفنا بدلا من التناحر والتصادم الداخلي.
وقالوا في بيان أصدروه أمس عقب لقائهم محافظ البلقاء في مبنى المحافظة إن الأردنيين تعودوا أن يمروا على المحن ويدوسوا على الجراح وإنهم دائما ينظرون بأمل الى المستقبل في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة، سائلين الله عز وجل أن يحمي الأردن وشبابه والبلقاء وأهلها.
وأكدوا في البيان أنه لن يكون هناك أي دعم أو مساندة لأي شخص -مهما كان- يحاول أن يكون وقودا لهذه الفتنة مشاركا أو محرضا، مطالبين بإنزال العقوبة الرادعة بحقه، ملتزمين بعدم التدخل لأي نوع من الحماية له سواء أكان من الجهات الأكاديمية أم الجهات الرسمية.
وطالبوا الجهات الرسمية بمتابعة الأشخاص من خارج الجامعة أو من الإداريين من غير الطلبة الذين يشاركون أو يحرضون على هذه الفتنة ومعاقبتهم، مؤكدين أن مدينة السلط كانت وستبقى مدينة الجميع.
وطلب المجتمعون خطباء المساجد أن يخصصوا خطب الجمعة المقبلة للحديث حول معاني الوحدة ونبذ الفتنة والعصبية وأن تقوم وسائل الإعلام المكتوبة والمقروءة والمسموعة بدورها، إضافة الى أساتذة الجامعة بالتوجيه المناسب، وأن تعقد الحوارات ولقاءات مع طلاب الجامعة.
وعلى صعيد متصل أصدرت جامعة البلقاء التطبيقية بيانا صحفيا أكدت فيه التزام الجامعة باستكمال إجراءات التحقيق واتخاذ العقوبة اللازمة بحق كل من تورط في المشاجرة السابقة التي وقعت يوم الخميس الماضي خارج أسوار الجامعة بين مجموعتين من الشباب وانتقل جزء منها الى داخل الحرم الجامعي.