قلصت العقود الآجلة للخام الأمريكي الخفيف ومزيج برنت خسائرها بعدما أظهر تقرير حكومي انخفاض مخزونات الخام والبنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.
وانخفض برنت في عقد ديسمبر كانون الأول ببورصة انتركونتننتال 2.03 دولار إلى 112.97 دولار للبرميل بينما هبط الخام الأمريكي الخفيف في عقد ديسمبر ببورصة نيويورك التجارية (نايمكس) 1.65 دولار إلى 95.15 دولار للبرميل.
وهبط اليورو اثنين بالمئة أمام الدولار مسجلا أدنى مستوى في شهر إذ عزز القلق بشأن أزمة الديون الأوروبية المتفاقمة مبيعات العملة الأوروبية الموحدة.
وتراجع اليورو إلى 1.3557 دولار مسجلا أدنى قراءة منذ 11 أكتوبر تشرين الأول بعدما صعد لأعلى مستوى في الجلسة عند 1.3855 دولار.
وخسرت العملة الموحدة اثنين بالمئة أيضا امام العملة اليابانية لتصل إلى 105.31 ين وهو أدنى مستوى منذ 26 أكتوبر.
و كانت تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي أكثر من دولارين أمس الأربعاء مع ارتفاع عوائد السندات الايطالية لمستويات خطرة مما حدا بالمستثمرين إلى العزوف عن الأصول الحساسة لمستويات الطلب.
وقال مايكل هيوسون المحلل في سي.ام.سي ماركتس «يخشى الناس من أن ايطاليا من الضخامة بحيث لا يمكن إنقاذها .. يدفع هذا الناس إلى الخروج من الأصول عالية المخاطر ويعزز المخاوف من تجدد الركود.»
وتراجع بما يزيد على دولار واحد بفعل مخاوف بشأن الديون الأوروبية حيث وصلت تكلفة السندات الإيطالية إلى مستويات مرتفعة خطيرة مما دفع المستثمرين للإحجام عن الأصول الحساسة لمستويات الطلب.
وارتفع عائد السندات الإيطالية لأجل عشر سنوات متجاوزا سبعة بالمئة وهو مستوى من الصعب تحمله مما أدى إلى هبوط حاد في الأسهم وصعود الدولار أمام اليورو.
وانخفض النفط المعتمد على سلامة الاقتصاد العالمي بعد أربع جلسات متتالية من المكاسب.
وهبط خام برنت 1.54 دولار إلى 113.56 دولار للبرميلبعد أن حقق أعلى مستوى إغلاق منذ 15 سبتمبر أيلولالثلاثاء. وتراجع الخام الأمريكي الخفيف 1.26 دولار إلى 95.54 دولار للبرميل.
وقال سيمون واردل المحلل لدى جلوبل إنسايت «نشهد مخاوف إزاء الأسهم الأوروبية وحقيقة أن إيطاليا تبدو في موقف خطير مع وصول عائدات السندات إلى مستوى سبعة بالمئة.
«أعتقد أن السوق تتطلع إلى شيء ما لاستعادة بعض الثقة في أن ايطاليا تتصدى للأزمة.»
وتتوقع منظمة أوبك استمرار وفرة إمدادات النفط العالمية في فصل الشتاء بنصف الكرة الشمالي مما سيكبح أسعار النفط مما ينبئ بأن المنظمة لن تجري على الأرجح تغييرات كبيرة على سياسة الانتاج خلال اجتماع مقرر الشهر القادم.
وفي تقرير شهري أبقت منظمة البلدان المصدرة للبترول توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2011 و2012 دون تغيير. وخفضت المنظمة توقعاتها للطلب على نحو مطرد هذا العام معللة ذلك بضعف النمو الاقتصادي في الدول المتقدمة وجهود الصين والهند لكبح استهلاك الوقود.
وقالت أوبك التي يضخ أعضاؤها الاثنا عشر أكثر من ثلث إمدادات النفط العالمية إن تعافي الإنتاج الليبي ونمو إنتاج بحر الشمال سيرفعان إمدادات الخام عالي الجودة في حين أن ضعف الطلب في الدول المتقدمة يبقي المخزونات عند مستويات مرتفعة نسبيا.
وقالت أوبك في التقرير الذي يضعه اقتصاديون بمقر الأمانة العامة للمنظمة في فيينا «في ضوء كل تلك التطورات يضمن هذا أن أسواق الخام والمنتجات ستظل تتلقى إمدادات جيدة على مدى موسم الشتاء ما من شأنه أن يحد من أي ضغوط صعودية في الأسعار.»
وقالت أوبك إن الطلب العالمي على النفط سيزيد 880 ألف برميل يوميا هذا العام و1.19 مليون برميل يوميا أخرى العام القادم وذلك دون تغيير عن تقريرها الشهري السابق.
وتجتمع أوبك في 14 ديسمبر كانون الأول في فيينا لمراجعة سياسة الإنتاج وقال أمينها العام عبد الله البدري في مؤتمر صحفي الثلاثاء بمناسبة اعلان التقرير السنوي لعام 2011 عن آفاق النفط العالمية إنه لا يتوقع أن ترفع المنظمة إنتاجها هذا العام أو العام القادم.
وقال البدري «إذا احتاجت الأسواق فعلا لمزيد من الخام فنحن مستعدون لامدادها به لكنني لا أعتقد أن أوبك ستنتج أكثر من 30 مليون برميل يوميا بنهاية العام الحالي وربما العام المقبل أيضا.»
ويستبعد مسؤولون في أوبك ومحللون أن تخفض المنظمة الإنتاج في وقت تتجاوز فيه الأسعار 100 دولار للبرميل إلا أنه من المحتمل أن يخفض أعضاء بشكل منفرض بعض الانتاج الاضافي في الأشهر القادمة لإفساح المجال أمام عودة الإنتاج الليبي.
ورفعت السعودية وحلفاؤها الخليجيون بمنظمة أوبك الإنتاج بشكل منفرد بعدما أخفقوا في اقناع أعضاء آخرين خلال اجتماع أوبك الماضي في يونيو حزيران بزيادة منسقة لتعويض توقف الامدادات الليبية.
وقال التقرير نقلا عن مصادر إن أوبك أنتجت 29.98 مليون برميل يوميا في أكتوبر تشرين الأول بدون تغير يذكر عن سبتمبر أيلول وجاءت أكبر زيادة من ليبيا بينما تراجع إنتاج السعودية قليلا.
ورفع التقرير تقديراته للطلب على نفط أوبك في 2012 عشرة آلاف برميل يوميا إلى 30 مليون برميل يوميا وهو نفس مستوى إنتاج المنظمة في أكتوبر تقريبا. وأشارت تقديرات أوبك في يونيو حزيران إلى فجوة كبيرة بين الإمدادات والطلب في أواخر 2011.
وبالرغم من أن البدري توقع مزيدا من الإنسجام في اجتماع ديسمبر فإن الوزراء قد يجدوا أنفسهم في مفاوضات صعبة إذا قرروا إزالة الفجوة بين الإنتاج المستهدف والإمدادات الفعلية.
وباستبعاد العراق الذي لا يخضع لنظام حصص الانتاج ضخ أعضاء أوبك 27.27 مليون برميل يوميا في أكتوبر بزيادة نحو 2.5 مليون برميل يوميا عن الإنتاج المستهدف الذي اتفقوا عليه في ديسمبر 2008 عند 24.84 مليون برميل يوميا حينما تراجع الطلب بسبب الأزمة الاقتصادية.
وارتفعت الأسهم الأوروبية في أوائل التعاملات امس حيث رحب المستثمرون بتعهد رئيس الوزراء الايطالي بترك منصبه آملين أن يؤدي ذلك إلى تسريع الإجراءات التي تهدف لإصلاح ماليات البلاد وتخفيف أزمة ديون منطقة اليورو.
وقال كريستيان خيمينيز وهو مدير صندوق «سيحدث ارتفاع بفعل الارتياح الناجم عن استقالة برلسكوني لكن لا أتوقع استمراره. ليس هناك ما يضمن أن خليفته سيكون قادرا على تقديم أداء أفضل. علينا أن نراقب عوائد السندات الايطالية في الوقت الراهن.»
وكشفت بيانات عن تباطؤ التضخم في الصين مما هدأ المخاوف من النمو التضخمي وعزز أسعار السلع الأولية ومعها أسهم شركات التعدين والنفط الأوروبية. وارتفع سهم اكستراتا 1.9 بالمئة وتوتال واحدا بالمئة.