اخبار البلد ـ بقلم: فيليب بومب
• المقياس الطبيعي الذي يمكن أن تؤثر فيه عملية إعادة فرز الأصوات هو أن يكونالفارق بين المرشحين بالمئات لا بعشرات الآلاف.
• لا دليل على وجود تزوير؛ لذا فحملة ترامبلا تركز على الطعن في مجاميع الأصواتبل بدلًا من ذلك تشير لمؤامرة كبيرة تضم عشرات أو مئات الجهات الفاعلة.
• اعتمدت حملة ترامب إستراتيجية ذات شقين:العبث بالأرقام، وفي الوقت نفسهتوليد عاصفة من الادعاءات المشبوهة؛ لجعل الأمر يبدو كما لو أن شيئًا قد حدث.
•ظهرت سكرتيرة البيت الأبيض على "فوكس نيوز" حاملة أكوامًا من الوثائق ادعت أنها إقرارات خطية بارتكاب مخالفات بمواقع الفرز، لكنها كانت في الواقع مجردأكوام من الورق وليست أدلة.
• هدف حملة ترامب لم يكن إثبات حدوث الاحتيال بل:
1-الاستفادة من سذاجة قاعدة ترامب الانتخابية؛ للحفاظ على التأثير في المسؤولين المنتخبين الجمهوريين.
2-الاستمرار فيتوجيه نداءات لجمع التبرعاتالتي تهدف في الظاهر للكشف عن الاحتيال، ولكنها في الحقيقةمُوجهة نحو لجنة ترامب للعمل السياسي.
نص المقال...
ما إنْ ينجلي غبار إحصاء الأصوات في الانتخابات الأمريكية، حتى يظهر أن هامش فوز الرئيس المنتخب جو بايدن في انتخابات عام 2020 سيتجاوز الهامش الذي أدى إلى هزيمة "رونالد ريغان" لـ "جيمي كارتر" في عام 1980، وقد يتجاوز هامش "باراك أوباما" في عام 2012.
لقد فاز "بايدن" بأغلبية الأصوات، وربما ينتهي به الأمر ليكون بالمركز الثامن، وهي أعلى نسبة تصويت لأي مرشح ديمقراطي رئاسي منذ تشكيل الحزب الجمهوري.
في أعقاب انتخابات 2020 الأخيرة
إنه وحتى يهدأ الغبار، فلا بد أن تأخذ باعتبارك أن الرئيس ترامب سيبذل قصارى جهده للتخلص من هذا الغبار، وسيواصل ادعاءه أن نتيجة الانتخابات هذه غير مؤكدة، وأن لديه طريقًا للانتصار.
لقد واجه الرئيس ترامب صعوبة في توضيح ما يبدو عليه هذا الطريق بالضبط، مجادلًا بالتناوب أن المحاكم سوف تزن الأدلة لإبطال صحة النتائج، أو أن عملية إعادة فرز الأصوات أو العد الكلي للأصوات سينجلي عن تحول مفاجئ لصالحه.
ولكن لا يبدو أن شيئا من ذلك يبدو حقيقيا، فقد خسر ترامب محاولة إعادة انتخابه لفترة ولاية ثانية، وهو لا يملك حقاً طريقا للانتصار. وإن الطريقة الوحيدة التي يمكن لترامب أن يتولى من خلالها الرئاسة لأربع سنوات أخرى ستكون إذا استطاع أن يستفيد من بعض التدخل أو الاعتراض القانوني أو التشريعي غير العادي، أو إذا ما قام بترشيح نفسه مرة أخرى لانتخابات عام 2024.
أين تقف الأشياء؟
إنه وبعد مرور تسعة أيام على الاقتراع، وانقضاء خمسة أيام على ظهور أن بايدن سيفوز بولاية بنسلفانيا وبالرئاسة الأمريكية، حيث ما يزال بايدن يحافظ على تصدره عدد الأصوات في ست ولايات من بين الولايات السبع التي كان هامش الفوز يميل فيها لبايدن. وقد صوتت ولايات مثل نيفادا، وويسكونسن، وميتشيغان لصالحه.
إن تقدمه التراكمي في الولايات الست تلك يصل إلى 291 ألف صوت. فإذا ما حصل وخسر بايدن ولاية بنسلفانيا بطريقة ما، وخسر أيضاً ولاية جورجيا، فإنه سيبقى رغم ذلك الرئيس المنتخب. وإنه لو فقد ولايات مثل نيفادا، وأريزونا، وجورجيا فإنه سيبقى رغم ذلك هو الفائز.
ورغم ذلك فإنه لا يوجد ما يشير إلى أنه سيفقد أيًا من تلك الولايات.
لا توجد أصوات كافية تتيح لترامب التقدم على بايدن
منذ يوم الانتخابات، كان التركيز الأساسي لحملة ترامب ينصب على أن موضوع إعلان فوز بايدن هو أمر سابق لأوانه، وذلك بالنظر إلى أن التصويت المتميز كان لصالحه.
وادعى وكيل ومدير حملة ترامب "بيل ستيبين" أن حساب الأصوات كان يسير لصالحهم، لأنه وبينما يتم عد الأصوات، فإما أن يحافظ ترامب على تقدمه الحالي (كما في ولاية بنسلفانيا)، أو أن يقتنص من رصيد أصوات بايدن (كما في أريزونا).
ولكن هذا لم يحدث، فقد تآكل هامش فارق أصوات ترمب في ولاية بنسلفانيا بشكل منهجي، وذلك بعد عملية العد البطيئة للأصوات التي وصلت الولاية عن طريق البريد، والتي أصر المجلس التشريعي الجمهوري في الولاية على أن لا يتم فرزها إلا بعد انتهاء يوم الاقتراع في 3 نوفمبر.
وقد بات واضحاً بعد ساعات من إغلاق صناديق الاقتراع أن بايدن لديه الأصوات الكافية لقلب الولاية لصالحه، وهي الحقيقة الواقعية التي كافح فريق ترامب بشدة للتقليل من شأنها.
وأما في ولاية أريزونا، فقد كان الوضع معكوساً حيث استمر هامش أصوات بايدن في التقلص مع وصول المزيد من الأصوات، ولكن لم يكن هذا التقلص كافياً بما يكفي من أجل تقدم ترامب.
الحسابات الرياضية بسيطة جدًّا. فتخيل لو أن ترامب كان يتقدم بـ 100 صوت في بنسلفانيا، بينما كان بايدن يتقدم بـ 100 في أريزونا، مع بقاء 10 مجموعات من 50 بطاقة اقتراع ما زالت تحتاج للفرز، فسيحتاج كل مرشح للفوز بـ 60٪ من عدد هذه الأصوات المتميز للتقدم بالمسيرة؛ وهو ما يعني 30 بطاقة اقتراع من أصل 50 بطاقة: وهو ما يعني الفوز بـ 300 صوت مقابل 200 صوت لخصمه، ونهاية الهامش.
ففي ولاية بنسلفانيا، فاز بايدن باستمرار بمتوسط 40 بطاقة اقتراع من أصل 50 بطاقة. بينما في ولاية أريزونا فاز ترامب بـ 25 صوتًا.
وبعد أن تم إدخال عد خمس مجموعات، فإن بايدن كان في الصدارة بـ 50 صوتاً (40 – 10 = 30 و 30 * 5 دفعات = 150).
ومع ذلك، فما يزال ترامب متخلفاً بمقدار 100 صوت منذ أن استمر في تقسيم التصويت، وهو الآن بحاجة للفوز بـ 175 من الأصوات المتبقية البالغ عددها 250، أو 70% منهم. وكلما طالت مدة عمله دون سد الفجوة أصبح من الصعب عليه القيام بذلك.
هذا في الأساس الذي حدث في كل ولاي، فقد كان أداء بايدن أكثر من اللازم مقارنة بما كان يحتاج إليه، وكان أداء ترامب دون المستوى.
وفي ولاية بنسلفانيا، فإن هناك عددًا أقل من الأصوات المتبقية للعد مما يلزم ترامب للفوز في الولاية.
وفي ولاية أريزونا هناك أقل من 25 ألف صوتًا تنتظر، ومع تأخر ترامب بأكثر من 11600 صوت، فإنه سيحتاج إلى الفوز بما يقرب من ثلاثة أرباع تلك الأصوات لمعادلة بايدن في الولاية التي حصل فيها على 49.1% من الأصوات بشكل عام.
إن السباق لم يتم مناقشته من قبل العديد من التيارات بدافع الحذر الشديد، لكن من غير المرجح أن يتمكن ترامب من انتزاع الكثير من الأصوات المتبقية.
إننا بانتظار النتائج في ولاية نورث كارولينا، وجورجيا أيضًا، لكن تقدم ترامب كان في الولاية السابقة، وإن بايدن لا يحتاج إلى الولاية الأخير. وكما يظهر من الحال، فإن السباق قد انتهى.
إن من شبه المؤكد أن لا تقلب عمليات إعادة الفرز نتائج أيٍّ من تلك الولايات
لذا فقد تحول فريق حملة ترامب إلى فكرة أن إعادة الفرز في الولايات المتقاربة ستؤدي إلى عكس النتائج. ففي صباح يوم الخميس الماضي، غرد ترامب على "تويتر" بأن تدقيق ومراجعة المجاميع في ولاية أريزونا سيؤدي إلى إعلانه الفائز في الولاية.
ومرة أخرى، فحتى لو فاز ترامب في ولاية أريزونا وجورجيا، فسيظل خاسراً في الانتخابات. ولكن هذا لا يهم؛ لأنه من شبه المؤكد أن إعادة الفرز لن تحدث فارقاً يزيد على 10 آلاف صوت.
لقد جرت في السابق عمليات إعادة فرز للأصوات أدت إلى تغيير نتائج الانتخابات الرئيسية. فقد انقلب سباق مجلس الشيوخ في مينيسوتا في عام 2008 من الأحمر إلى الأزرق (الأزرق يرمز إلى الحزب الديمقراطي، والأحمر يرمز إلى الحزب الجمهوري) بعد عملية إعادة الفرز، ولكن نتائج تلك الانتخابات كانت تعتمد على هامش صغير بين المرشحين لا يتجاوز بضع المئات من الأصوات. إن هذا هو المقياس الطبيعي الذي يمكن أن تؤثر فيه عملية إعادة فرز الأصوات في الولاية، وهو أن يكون الفارق بين المرشحين: بالمئات، وليست بعشرات الآلاف.
فقد حصل جورج دبليو بوش على فوزه في فلوريدا في عام 2000 بعد أن كان الفارق بين المرشحين لا يتجاوز 537 صوتًا ، وليس 10 آلاف صوت.
ولنأخذ ولاية جورجيا على سبيل المثال، حيث سيتم إجراء إعادة فرز الأصوات فيها بعد أن ظهر الفارق الصغير. ولنفترض أن إعادة الفرز أظهرت أن هناك صوتًا إضافيًا لترامب من بين كل 10 آلاف بطاقة اقتراع، وهي بالمناسبة نتيجة رائعة.
فإن ترامب سيحصل نتيجة ذلك على حوالي 500 صوت إضافي، مما سيقلص تقدم بايدن إلى حوالي 13100 صوتاً.
لا تصدقنا إذا قلنا بأن إعادة الفرز في ولاية مثل ويسكونسن يمكنها أن تغير النتائج، ولكن فقد صَدِّق حاكم ولاية ويسكونسن السابق "سكوت والكر" الذي شاهد القليل من عمليات إعادة الفرز في يومه. أو صَدِّق الخبير الاستراتيجي الجمهوري "كارل روف" الذي عمل في حملة ترامب بموقع استشاري، وتحدث عن الموضوع في صحيفة وول ستريت جورنال.
"روف" كتب يوم الخميس الماضي" :من غير المرجح أن تؤدي جهود الرئيس ترامب لتغيير ولاية واحدة مما فاز به بايدن، وبالتأكيد فإن هذه الجهود ليست كافية لتغيير النتيجة النهائية".
إن هذا يعتبر فارقًا مهمًّا، فحتى لو سَمح بإعادة فرز الأصوات لترامب بالتغلب على عجز يبلغ أكثر من 10 آلاف صوت -وهو حدث غير مسبوق- فإن هذا لا بد أن يحدث في ولايات عديدة .إن الناس قد يصابون بضربة البرق مرة، ولكنهم لا يصابون بضربات البرق ثلاث مرات من العاصفة نفسها.
لا يوجد دليل على وجود أي تزوير كبير
ولهذا السبب فإن حملة ترامب لا تركز في الغالب على الطعن في مجاميع الأصوات، ولكنها بدلاً من ذلك تشير إلى مؤامرة كبيرة تضم عشرات أو مئات الجهات الفاعلة، تهدف لتزوير إرادة الناخبين في ولايات متعددة.
فقد أرسل ترامب تغريدة له بهذه الإستراتيجية منذ عدة أشهر، مدعياً أنه قد يخسر إعادة انتخابه فقط إذا كان هناك تزوير في التصويت.
لقد كان ادعاءً سخيفًا معتمداً على مزاعم حمقاء مفادها أن أشياء مثل وقوع حريق في شاحنة بريد؛ بهدف التأثير في الجهود المبذولة للإطاحة بنتائج المسابقة الرئاسية.
وفي الأيام التي تلت 3 نوفمبر(يوم الاقتراع)، أصبحت هذه المزاعم أصبحت غير قابلة للتصديق.
منذ فترة وجيزة بعد يوم الانتخابات، نفى المسؤولون في الدولة -وذلك على حد سواء من الديمقراطيين والجمهوريين- أن يكون هناك أي دليل على حدوث تزوير كبير في الانتخابات الخاصة بهم.
لقد أًسيء إلى المسؤولين الجمهوريين الذين كانوا ينفون مزاعم حملة ترامب بحدوث انتهاكات، بما في ذلك وزير خارجية جورجيا الجمهوري الذي أصبح هدفًا لتهديدات بالقتل.
وعندما أخبر المدعي العام الجمهوري في ولاية أريزونا مراسل "فوكس نيوز" نيل كافوتو بأنه لا يوجد دليل على الاحتيال، وأن بايدن من المحتمل أن يفوز بالولاية، أشاد "كافوتو" بالشجاعة المطلوبة لتقديم ما كان ينبغي أن يكون نظرة مهدئة.
وكما هو متوقع، لم يتمكن الفريق القانوني لترامب من تقديم أي دليل على وقوع احتيال كبير في تحدياته القانونية المختلفة.
ولتعزيز مزاعم الرئيس، حاول حلفاؤه بدلاً من ذلك استخدام إستراتيجية ذات شقين تعتمد على: العبث بالأرقام، وفي الوقت نفسه توليد عاصفة من الادعاءات المشبوهة في محاولة منهم لجعل الأمر يبدو كما لو أن شيئًا قد حدث.
ويتجلى الجهد السابق في أمور قام بنشرها مستشار حملة ترامب "ستيف كورتيس" مثل "القضية الإحصائية ضد فوز بايدن". وهي تطرح أربع نقاط؛ بما في ذلك: أن نسبة المشاركة في الانتخابات كانت عالية بشكل غير عادي في بعض الأماكن؛ بحيث إن بايدن قد حصل على أصوات في بعض الأماكن أكثر من أوباما، والكثير من الناس قد صوتوا لبايدن فقط وليس لمرشحين آخرين.
إن كل واحدة من هذه النقاط يمكن توضيحها بسهولة؛ فـ"الإقبال غير العادي" والأداء الزائد بالمقارنة مع أوباما هي وظائف ذات اهتمام هائل في الانتخابات (بين الديمقراطيين، من أجل إسقاط ترامب) وتسجيل الناخبين في نفس اليوم في ولايات مثل ويسكونسن. وأما التصويت لبايدن وليس المرشحين الآخرين فهو أمر يحدث في كل انتخابات.
وقد حاولت المتحدثة الوطنية باسم الحزب الجمهوري "إليزابيث هارينجتون" أن تشير بالمثل إلى أن شيئًا غريبًا كان يحدث مع الأرقام في سلسلة تغريدات مطولة لها على "تويتر" هذا الأسبوع.
وإن الصحفي "دانييل ديل" من CNN لديه مهارة في نزع الأحشاء منها (تفنيدها). أو إذا كنت ترغب في ذلك، فإن الصحفي "جيمس سوروفيكي" لديه مقدرة على فضح أوسع لجهدهم بأكمله باستخدام تحليل مماثل في تشكيكهم في النتائج.
في الأساس، فإن هذه الحيلة كانت تهدف إلى أكثر من مجرد خلق شعور بأن هناك شيئًا ما كان غير ملائما في نتائج الانتخابات. إن محاولة الإشارة إلى "التحليل الإحصائي" تعني تطبيق التعقيد والخطورة على المبتدئين؛ حيث إن الفحص الدقيق للمطالبات يكذب. وبهذه الطريقة، يكون الأمر مشابهًا تمامًا للجهود الأكثر قوة للحملة لإثبات وجود دليل على حدوث الاحتيال.
وقد ظهرت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض "كايلي ماكناني" عدة مرات هذا الأسبوع على قناة "فوكس نيوز"، وهي تحمل أكوامًا من الوثائق كانت تدعي أنها إقرارات خطية بارتكاب مخالفات في مواقع فرز الأصوات.
وفي ليلة الثلاثاء، كانت الشهادات تتعلق بمقاطعة واين في ولاية ميشيغان، حيث كان أداء ترامب أفضل مما كان عليه في عام 2016.
ومراجعة الإفادات توضح أنه لا يتوفر دليل فعلي على وجود احتيال أو مخالفة، ولكن هذا ليس هو الهدف؛ فقد كان الهدف هو جعل الأمر يبدو كما لو كان هناك مخالفات، وذلك ببساطة بفضل وجود الكثير من الشهادات الخطية.
لكن كومة من التصريحات تحت القسم التي تصفها مدينة ديترويت بشكل صحيح بأنها "متأصلة في فشل غير عادي في فهم كيفية عمل الانتخابات" هي مجرد أكوام من الورق، وهي ليست أدلة.
حتى لو افترض المرء أن عرض "ماكناني" لما أظهرته الإقرارات الخطية لم يستبعد التحذيرات المهمة، وحتى إذا أظهرت الإقرارات نفسها بلا شك دليلًا فعليًا على حدوث شيء غير قانوني، فإن عدد الحالات التي ذكرتها "ماكناني" كان سيصل إلى عشرات الأصوات، وليس آلاف الأصوات.
وإذا كان كل هذا صحيحًا، فإن نتيجة التشكيك سيكون في جزء مجهري من هامش فوز بايدن والبالغ 150 ألف صوت في الولاية.
لكن مرة أخرى، فإن الإفادات لا تظهر أي شيء من هذا القبيل على أي حال.
الأمر كله مجرد خداع واضح ومثير للسخرية! والهدف ليس إثبات حدوث الاحتيال؛ لأن الحملة لم تتمكن من تقديم أي دليل من هذا القبيل حتى ولو على نطاق صغير، بل الهدف هو الاستفادة من سذاجة قاعدة ترامب، للحفاظ على التأثير في المسؤولين المنتخبين الجمهوريين، في حال عدم تمكن الحملة من كسر النظام، مما قد يقود بطريقة ما إلى فترة ولاية ثانية .
والهدف أيضًا هو الاستمرار في توجيه نداءات لجمع التبرعات التي تهدف في الظاهر للكشف عن الاحتيال، ولكن هذه الأموال يتم توجيهها في المقام الأول نحو لجنة ترامب للعمل السياسي.
ويبدو أن ترامب وفريقه سيواصلون بذل كل ما في وسعهم على المدى القصير لإثارة الدخان، في محاولة منهم للإشارة إلى وجود حريق ما! وقد يحالفهم الحظ في النهاية ويجدون بعض الأمثلة على الاحتيال في بعض الولايات. (وإنهم بالتأكيد يبذلون الجهود الإضافية للقيام بذلك). ولكن حتى هذا فإن من غير المرجح أن يؤدي إلى نقض نتائج الانتخابات في ولاية واحدة، ناهيك عن عدة ولايات.
وببساطة، فإن ترامب قد خسر، ولا يمتلك طريقًا للنصر يُفضي إلى إعادة عد الأصوات. والمسار الوحيد القابل للتطبيق الواقع خارج العملية الديمقراطية هو الاعتماد على تعاطف المحاكم أو المسؤولين لتجاهل إرادة الناخبين. والطريقة الوحيدة التي يمكن أن تبقي ترامب رئيسا في 21 يناير 2021 هي إذا تم تفكيك عملية الانتخابات الرئاسية نفسها بشكل متعمد.
على أنَّ السؤال الذي يبقى مطروحاً ليس ما إذا كان بإمكان ترامب التغلب على تقدم بايدن، وإنما فيما إذا كان يستطيع ترامب الحصول على دعم كافٍ لجعل مثل هذا التفكيك ممكنًا!
لقراءة المقال الأصلي بالإنجليزية: (اضغط هنا)