اكد الرئيس السوري بشارالاسد ان الخطوات التي تتخذها بلاده ترتكز على «الاصلاح السياسي» و»انهاء المظاهر المسلحة»، فيما حذر وزير خارجيته وليد المعلم الدول التي ستعترف بـ» المجلس الوطني اللاشرعي» المعارض بـ»اشد الاجراءات». في المقابل، اكدت جماعة الاخوان المسلمين في سوريا التزامها بـ» الدولة المدنية ونبذ العنف».وفي حين قتل 3 مدنيين برصا الامن بريف دمشق ، اقتحم مناوئون للنظام بعثاتها الدبلوماسية في عدد من الدول الاوروبية.

وذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان الاسد اكد خلال استقباله وفدا من دول تجمع الالبا «ان الخطوات التي تقوم بها سوريا ترتكز على محورين اولهما الاصلاح السياسي وثانيهما انهاء المظاهر المسلحة» في البلاد. ونقلت الوكالة عن الاسد ان «الاصلاحات لاقت تجاوبا كبيرا من الشعب السوري» مؤكدا ان «الهجمة الخارجية على سوريا اشتدت عندما بدأت الاحوال في الداخل بالتحسن لأن المطلوب من قبلهم ليس تنفيذ اصلاحات بل ان تدفع سوريا ثمن مواقفها وتصديها للمخططات الخارجية للمنطقة»، مشددا «بالرغم من ذلك فان عملية الاصلاح مستمرة وهي تتم بناء على قرار سيادي غير مرتبط باي املاءات خارجية ومن أية جهة كانت». واضافت الوكالة ان اعضاء الوفد نقلوا الى الاسد «تضامن ودعم رؤساء وشعوب دولهم الى سوريا وعبروا عن استنكارهم للحملة السياسية والاعلامية التي تتعرض لها بسبب مواقفها مؤكدين ان دولهم ستبقى دائما تقف الى جانب سوريا في جميع المجالات وفي المحافل الدولية». ويضم الوفد وزير خارجية فنزويلا نيكولاس مادورو ووزير خارجية كوبا برونوادواردا رودريغيز ووزير الاتصالات والاعلام البوليفي ايبان كانيلاس ووزير الداخلية الفنزويلي طارق العيسمي ونائب وزير الخارجية الفنزويلي تيمير بوراس ونائب وزير الخارجية الاكوادوري بابلو فيا غوميز ونائبة وزير خارجية نيكاراغوا ماريا روبيليس. واضافت الوكالة ان اعضاء الوفد اشاروا الى «انهم لمسوا من خلال هذه الزيارة الفرق الكبير بين ما تبثه وسائل الاعلام حول الاحداث فى سوريا وبين الواقع الحقيقي على الارض».

واكد اعضاء الوفد «رفض بلدانهم الكامل لأي شكل من اشكال التدخل الخارجي في شؤون سوريا الداخلية».

من جهة ثانية، حذرت سوريا من انها ستتتخذ «اجراءات مشددة» ضد الدول التي ستعترف بالمجلس الوطني السوري المعارض. وقال المعلم خلال مؤتمر صحافي عقده مع وزراء خارجية دول «منظمة الالبا ن « أية دولة ستعترف بهذا المجلس اللاشرعي سنتخذ ضدها اجراءات مشددة».

وجدد المعلم الدعوة إلى المعارضة الوطنية للمشاركة في الحوار الوطني «وبناء مستقبل سورية»، وأضاف أن «كثيرين في الغرب يقولون هذه ثورة سلمية ومظاهرات سلمية ولا يعترفون بوجود مجموعات إرهابية مسلحة يقومون بتمويلها وتهريب السلاح إليها. واستبعد الوزير السوري اي تدخل اجنبي في بلاده قائلا «لا تتوهموا الغرب لن يهاجم سورية لأن ليس هناك من يدفع الفاتورة، الغرب اختار العقوبات الاقتصادية لتجويع شعبنا تحت ذريعة حماية حقوق الإنسان، انظر إلى هذا الوهم الكبير».

وحول تعليقه على «إصرار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على فرض عقوبات على سورية واتهام قيادة الأحزاب الكردية المخابرات التركية باغتيال مشعل تمو» ، قال المعلم «أؤكد لكم أن مجموعة إرهابية هي التي اغتالت الشهيد مشعل تمو .. هذا الرجل المعارض وقف أمام تيار يطالب بالتدخل الخارجي والهدف افتعال فتنة في محافظة الحسكة التي ظلت طوال الأزمة نموذجا للتعايش والإخاء بين سكانها». وأضاف المعلم «أما فيما يتعلق بتصريحات رئيس وزراء تركيا أردوغان فنقول سورية ليست مكتوفة الأيدي ومن يرمها بوردة ترمه بوردة».

كما انتقد المعلم الدول الاوروبية التي هاجم فيها محتجون سفارات سوريا وقال «حركة التخريب والعنف انتقلت لتشمل البعثات الدبلوماسية السورية في الخارج والدول التي تتواجد فيها هذه البعثات تقع على عاتقها مهمة حمايتها» ، محذرا من أن سوريا سيكون لها نفس رد الفعل اذا حدث هذا على أراضيها.

وكان مناؤون للنظام السوري قد اقتحموا مبنى السفارة السورية في العاصمة برلين وقنصليتها في هامبورغ وفينا والبعثة الرسمية للامم الامتحدة في جنيف .

وقالت الشرطة الالمانية إن المتظاهرين حطموا بوابة ساحة السفارة ثم لطخوا واجهة المبنى بالألوان.واوضح ناطق باسم الشرطة ان عشرين متظاهرا اقتحموا سياج السفارة وتسللوا الى المبنى ووجدوا انفسهم وجها لوجه مع السفير «الذي يعيش هناك». وذكر شهود عيان أن المتظاهرين كتبوا على الحائط الخارجي للسفارة عبارة «سورية الحرة» قبل ان تخرجهم

الشرطة. واضاف متحدث باسم الشرطة انه في الوقت نفسه اقتحم ثلاثون شخصا قنصلية سوريا في هامبورغ (شمال) وان مجموعة من ثمانية اشخاص من بينهم كانت تحمل جوازات سفر دنماركية. وكسر المتظاهرون الزجاج ومدخل المبنى وكتبوا شعارات باللغة العربية على الجدران، كما قال. واعتقل اربعة متظاهرين على ما اضاف المتحدث باسم الشرطة. وتاتي هذه الحوادث بعد ساعات على تشييع جثمان المعارض الكردي السوري مشعل تمو في مدينة القامشلي شمال شرق سوريا، والذي شارك فيه نحو خمسين الف شخص.

اعتقلت الشرطة السويسرية في جنيف خمسة متظاهرين اكراد من اصل سوري بعد دخولهم الى مقر البعثة السورية الدائمة في الامم المتحدة.وافادت وكالة اس دي ايه السويسرية ان ما بين 30 و40 كرديا من اصل سوري كانوا يشاركون في تظاهرة امام البعثة الدائمة لسوريا في الامم المتحدة احتجاجا على مقتل المعارض الكردي مشعل تمو الذي اغتيل الجمعة شمال شرق سوريا.

وفي فيينا، تم التحقيق مع 11 معارضا بعد نجاحهم في اقتحام السفارة السورية في النمسا.

ميدانيا، قتل ثلاثة مدنيين برصاص الاجهزة قوات الامن في مدينة الضمير في ريف دمشق، ونقل المرصد السوري لحقوق الانسان عن محام في مدينة الضمير ان «الأجهزة الامنية السورية اطلقت الرصاص على مشيعي شاب من المدينة استشهد السبت في المعتقل ما ادى الى استشهاد ثلاثة مواطنين من اقارب الشهيد».من جهة ثانية، افرجت السلطات الامنية السورية عن المعارض البارز نواف البشير المعتقل منذ 31 تموز، ويذكر ان المعارض وشيخ قبائل البكارة نواف راغب البشير هو عضو الامانة العامة لإعلان دمشق.

الى ذلك أكد رياض الشقفة المراقب العام لحركة «الإخوان المسلمين» في سورية أن الإخوان حركة «تنبذ العنف» وتطالب بدولة مدنية في سورية ، معتبرا أنه «حتى الغرب بدأ يكتشف الآن أن التخويف من الإخوان كان فبركة». وقال في حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية إن «الغرب يريد الآن أن يسمع الرأي في الإخوان من الإخوان أنفسهم بعد كان يسمع الرأي من الآخرين» ، لكنه نفى وجود حوار مع الولايات المتحدة حتى الآن ، متحدثا عن حوار غير مباشر مع الاتحاد الأوروبي. وشدد الشقفة على عدم واقعية «المخاوف لدى الأقليات من وصول الإسلاميين إلى السلطة» ، طالبا من البطريرك الماروني بشارة الراعي أن «يقرأ التاريخ حتى يعرف كيف أن المسلمين متسامحون مع بقية الطوائف».وأكد الشقفة أنه لا وجود تنظيميا للإخوان في سورية ، قائلا

«لا وجود لنا على الأرض تنظيميا. نحن فقط داعمون. قد يكون أنصارنا مشاركين مع الناس ، نحن جزء من هذا الحراك ، لكننا لا نتواجد تنظيميا على الأرض» ، مؤكدا أن التحذير من وصول الإخوان إلى السلطة هو «من فبركات النظام وكل الأنظمة الديكتاتورية الذين يحاولون إرضاء الغرب بإخافته بالإسلاميين». وأكد أن الإخوان مع دولة مدنية يكون فيها أي مواطن جزءا من المجتمع مهما يكن دينه ، وله حقوقه وعليه واجباته ، وله حريته في ممارسة شعائره.