أخبار البلد - خاص 

وجه الدكتور طلال الشرفات العديد من الانتقادات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، مُعبرًا عن حزنه لحظة تلقيه اتصالٍ هاتفي من قبل رئيس الوزراء، الدكتور عمر الرزاز، لتعيينه في مجلس إدارة الوكالة.

وقال إن الوكالة ليست على ما يرام فهي تفتقر لخطةٍ استراتيجية، إلى جانب أنها مؤسسة تائهة وخائرة القوى تقوم بإنتاج مساحات العجز بدلًا من الإنجاز والإبداع.

وأردف الشرفات أن الوكالة تشكو ذائقة الاهتمام الرسمي، والمهني، ومهنية كوادرها في بعض الجوانبن بالإضافة إلى ضعف حالها الشبيه بالإذاعة الأدرنية والتلفزيون الأردني المستهدف، مُستطردًا أن كوادرها بحاجةٍ إلى مواكبة متطلبات العصر فيما يتعلق بسرعة نقل الخبر وتوسيع نطاق مراسليها بما يخدم التطلعات والأولويات الوطنية.

وأشار إلى أن موقعها الإلكتروني منهكٌ ومتآكل، "الصدأ الذي يلثم شواخص الوكالة، ولوحة التعريف بها يؤشر على حالة الإنهاك، والتردي في عمل المؤسسة"

ونوّه الشرفات إلى عجز الوكالة عن إنتاج قيادات إعلامية في العقد الأخير يشي بحالة النكوص المقلق، والارتباك الذي يرافق مرور الزمن في الأداء الإداري دون تطور.

وتابع أن أخبارها لم تنشئ عن مهنية، أو احترافية، أو خطط ناجزة، وإنما عن حرص بعض الكوادر على حماية الصورة الأردنية المستهدفة في الإعلام الإقليمي.

ولفت أن وزير الدولة لشؤون الاعلام تحاول تطوير المؤسسات الإعلامية، والحفاظ على الهوية الوطنية للخطاب الإعلامي، إلا أنه وعلى ما يبدو، لا بد من تذكير مجلس الوزراء أن هناك بعض المؤسسات الوطنية لا تحتمل التقتير، ومنها مؤسسة الإذاعة، والتلفزيون، ووكالة الأنباء، والسفارات، ودار رئاسة الوزراء، والمنافذ الحدودية، ويبدو أن الهيكلة التي قامت بها الحكومات السابقة لم تكن حكيمة في بعض المؤسسات، وضبط النفقات التي تتعهد بها الحكومات بين الحين، والآخر تؤدي لنتائج وخيمة في بعض الدوائر؛ سيّما أن التخطيط في الإدارة العامة ما زال في الدرك الأسفل من الاهتمام العام.

وأكد الشرفات أن وكالة الانباء الأردنية تحتاج إلى إعادة بناء، وحوارات وطنية معمقة من ذوي الاختصاص؛ لوضع استراتيجية وطنية للخبر الصحفي، وخطة عمل ديناميكية قابلة للتطبيق، ومفردات الخطاب الوطني يجب أن تكون ثابتة، وحدود إعادة صياغة الخبر الإعلامي يقتضي إدراك الأولويات الوطنية، وثوابت الموقف الاردني، وقيم المجتمع الراسخة، وأن الخطاب الوطني الرشيد يكمن في رأي الأغلبية الصامتة، وليست الأقلية الوزارية الحاكمة في وطن لم يصل بعد إلى مشارف دولة الحكومات البرلمانية، وحمى الله وطننا الحبيب وهويتنا الراسخة من كل مكروه.

من جانبها، أكدت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام، رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء الأردنية، جمانة غنيمات، عتزازها بالوكالة وبمهنية الصحفيين والموظفين العاملين فيها، مُثمنةً في اتصالٍ مع صحفيي الوكالة على الدور الهام لها في حمل رسالة الوطن والدفاع عن مصالحه.

وأعربت غنيمات عن تقديرها لخبرات صحفيي الوكالة الاحترافية في العمل الصحفي، مؤكدةً أن مجلس الإدارة الجديد لن يألُ جهدًا في تقديم الدعم لتطوير الوكالة وتمكينها من الاستمرار في أداء رسالتها في رفعة الإعلام الوطني.

وأشارت إلى أن أي رأي أو موقف غير ذلك هي اجتهادات شخصية تمثل أصحابها.

بدورهم، أصدر صحفيون في وكالة الأنباء الأردنية "بترا" بيانٌ جاء فيه أنهم يشعرون بخيبة أملٍ من تشكيلة أعضاء مجلس إدارة وكالتهم وآلية الاختيار، التي شابها الخلل وعدم كفاءة البعض لقيادة الوكالة في ظرف دقيق أحوج ما نكون فيه لمجلس قادر على استشراف المستقبل ووضع الخطط اللازمة للمراكمة على الإنجاز والنهوض بالأداء.

وأضافوا أن أحد أعضاء مجلس إدارة الوكالة الجديد تعرض لأدائها رغم أنه  لم يمضِ على تعيينه أيامًا ولم يسبق له الاطلاع على آلية عملها وسياستها التحريرية وخطتها الاستراتيجية التي يدعي غُبنًا وظلمًا بعدم وجودها، "إلا إذا كان لا يفرق بين المقتضيات المهنية للأداء الصحفي والإعلامي والسياسة التحريرية للوكالة التي تختطها منذ نشأتها قبل نصف قرن، والتي تنعكس في كل حرف وكلمة ومفردة من مفردات أخبارها".

وأعرب الصحفيون عن استيائهم بسبب التجني الذي أقدم عليه عضو مجلس الإدارة، إذ إنه ما كان ينبغي له التطرق لأمور مهنية لا يعرفها إلا من خبر العمل الصحفي والإعلامي، مؤديًا رسالة وطنه وأمته، منافحًا عن الحقوق ومجليًا للحقيقة، دافعًا بعجلة التنمية ومتمسكا بالقيم وكل مقتضيات الأمن الوطني (القومي).

وصرّحوا أنه يجب أن تقتصر عضوية مجلس (بترا) على الملمين بشؤون الوكالة وأهمية دورها القيادي والتوجيهي في الأداء الإعلامي على مستوى المملكة، فضلًا عن سياستها وخطها التحريري في خدمة الدولة الأردنية، الأمر الذي يستدعي إعادة النظر في تشكيلة المجلس بالسرعة القصوى.

يُذكر أن مجلس الوزراء قرر في جلسته التي عقدها في السابع عشر من شهر حزيران الحالي، برئاسة رئيس الوزراء، الدكتور عمر الرزّاز، إعادة تشكيل مجلس إدارة وكالة الأنباء الأردنيّة برئاسة وزير الدّولة لشؤون الإعلام جمانة غنيمات، وعضويّة كلّ من مدير عام وكالة الأنباء الأردنيّة، والدكتور طلال الشرفات، والدكتور خلف الطاهات، ويسار الدرّة، وهمس رباح، وعضو من نقابة الصحفيين يسمّيه مجلس النقابة 

كما قرّر المجلس إحالة مدير عام وكالة الأنباء الأردنية، الدكتور محمد العمري إلى التقاعد اعتبارًا من الثامن عشر من الشهر ذاته بناءً على طلبه.