اخبار البلد - خاص
لم يكن في بال امين عمان الدكتور يوسف الشواربة في مؤتمره الصحفي الذي عقده ظهر اليوم للحديث عن رؤية أمانة عمان لمشروع النقل والخطوات والانجازات التي تحققت وشراكة الامانة مع الشريك الاستراتيجي التركي بأن تكون الاسئلة الموجهة اليه تفند ما كان يتوقع ان يتحقق ..
ملف النقل وتداعياته بات هو التحدي الاكبر الذي يواجه امانة عمان لا بل الدولة الأردنية بكل مسمياتها ومؤسساتها والخطوات الاخيرة المتخذة لإنجاز هذا الملف تكاد تكون محاولة لمعالجة الأخطاء المتأخرة التي تفجرت وحولت عمان الى كراج كبير مزدحم بالدخان والفوضى جراء غياب الرؤية والخطط البديلة ...
امانة عمان حاولت ان تخفي الكثير من المعلومات عن مشروع شركة الرؤية وانجازها كشراكة مع الشركة التركية لإدارة وتشغيل الحافلات شركة " جورسل" التركية حيث أعلنت امانة عمان عن مشروعها في هذا المضمار ونيتها للبدأ في ادارة وتشغيل الحافلات التي ستدخل العمل قبل نهاية الشهر الحالي من خلال 135 حافلة جرى استيرادها لهذه الغاية ..
قلنا ان امين عمان والذي يعرف الحقيقة كان متفائلاً وهو يقدم تصوره ورؤيته لهذا المشروع لكنه تراجع على الأقل بمزاجه العام عندما وجهت له الكثير من الاسئلة الغامضة والمليئة بعلامات الإستفهام والتعجب وتخص هذا المشروع خصوصاً فيما يتعلق بموضوع نوع الحافلات الذي تم شرائها والتي تبين بأنها باصات تركية لا تناسب طبيعة جغرافيا وطبغرافيا عمان باعتبار ان طبيعة الجغرافيا التركية تختلف تماماً عن طبيعة الطبغرافيا في عمان الجبلية وبالرغم من نفي الأمين تلك الملاحظات عندما اعلن ان الحافلات تناسب كل شي بما فيها الطبغرافيا الا ان الجميع صُدم عندما تم اكتشاف ان الحافلات هي تركية الصنع مستوحاة من نماذج الحافلات الالمانية كما علق فيما بعد احد الخبراء في مجال شركات النقل ليس هذا فحسب فـ بالرغم من الخدمات المتوفرة في تلك الحافلات مثل خدمة اصحاب الاحتياجات الخاصة والدفع الالكتروني والـ جي بي اس ونظام التتبع والرقابة والكاميرات واخرى شكلية تتعلق بالسائق ومدى مراقبته الا ان ذلك غير مهم اذا تعلق الامر بجوهر قصة هذا المشروع والذي يبدو ان الاتراك ستكون لهم الكلمة الاولى فيه شكلاً ومضموناَ خصوصاً اذا علمنا انن شريكهم في هذا المشروع هو الشركة المتكاملة للنقل التي يحمل الاردنيون في ذاكرتهم مسيرة سيئة لهذه الشركة وقدرتها على العمل باعتبار انها كشركة تعاني من ظروف مالية وادارية وفنية صعبة للغاية فالشركة المتكاملة فشلت بامتياز في ادارة مشروع النقل وتعاني من هموم ثقيلة سواء على الصعيد المالي او الاداري او الفني جعلها مشغولة عاجزة عن ادارة مشروعها وكان الامين الشواربة قد قمع مديرها العام مؤيد ابوفردة الذي حاول ان يدافع عن الشركة امام الصحفيين والحضور بعدما استمع الى الكم الهائل من الملاحظات السلبية مما دفع الامين لوقفه عند حده ومنعه من الكلام عن الشركة وغاياتها قائلاً له ليس هذا المكان المناسب للحديث عن الشركة المتكاملة التي اعترف الامين انها تعاني من اوضاع مالية قد تجاوزت بعضها مطالباً بالحكم على شركة الرؤية عمان خلال الفترة القادمة كون ادارة الشركة ورقابتها وقدرتها على التعاطي مع المتغيرات لن يكون شبيهاً بعمل الشركة المتكاملة
اسئلة عديدة طرحت واجابات غير مقنعة طرحت ايضاً ولكن السؤال الاهم هل ستنجح امانة عمان التي فشلت تماماً في اوقات سابقة في هذا الملف من مواكبة التطور ووصف وتحديد المشكلة والمعاناة في قطاع النقل ؟ ... من بين الاسئلة المطروحة الآن وهو لماذا لجأت امانة عمان الى استيراد وشراء باصات تركية ومن هو وكيل هذه الشركة وكيف تم تنفيذ الصفقة وهل يوجد قطع غيار للشركة في عمان باعتبار ان حافلاتها غير معروفة ولا يوجد لها مثيل في المنطقة كما ان ادارة الشركة المتكاملة وبقاءها في مشهد الادارة سيطرح تساؤلات عن الجديد الذي ممكن ان تقدمه هذه الشركة في المشروع الذي تبلغ تكلفته 18 مليون دينار من خلال 55 خطاً ستغطيها الحافلات في الفترة القادمة ..
نترك الاجابة للمواطن الذي لا يهمه كثيراً التجهيزات الفنية والإلكترونية بقدر ما يهمه ان تقوم الباصات بعملها وان تجسد رؤية مشروع النقل الذي نادى جلالة الملك ان يكون على سلم أولويات الأمانة