أخبار البلد - ردت إدارة "مسرح الشمس" على ما نشرتهُ الفنانة الأردنية "نادرة عمران"، عبر صفحته على موقع التواصل الإجتماعي والذي تناقلته الصحف ونشطاء على "الفيسبوك"والذي جاء كأعتذار عن مشاركتها في العمل المسرحي.
وقال المسرح في بيان صحفي "يتقدم مسرح الشمس بالشكر الجزيل للفنانة الأردنية الكبيرة نادرة عمران, لمشاركتها في العرض الأخير لمسرحية "ادفع..ما بدفع". نود الإشارة إلى أنه وبعد سفر إحدى ممثلات المسرحية وبقاء مكانها شاغراً، أبدت الفنانة نادرة عمران رغبتها الشديدة في أداء هذا الدور لإعجابها البالغ بهذه المسرحية خصوصاً بعد أن شاهدت عرضاً سابقاً للمسرحية ذاتها وسرّها جداً مدى تفاعل الجمهور مع المسرحية بشكلها الفني الكوميدي .
لقد أسعدتنا هذه الرغبة وقوبلت بحماسة شديدة من قبل فريق العمل، وبالتالي بدأنا سريعاً بالبروفات. وعلى الرغم من قصر الوقت فقد بذل فريق العمل كل ما بوسعه من جهد لإنجاز العرض على النحو اللائق بمشاركتها.
واضاف البيان "لقد كان عرض الأمس عرضاً متميزاً، نال إعجاب الجمهور، وإشادته. أما بخصوص نسيان الفنانة نادرة عمران لبعض الحوارات والمشاهد فلم يؤثر على سير المسرحية، بفضل إجتهاد باقي الممثلين في تغطية الثغرات الناتجة عن ذلك، كما قد يحصل في أي عرض مسرحي آخر.
الجدير بالذكر أن مسرحية "ادفع.. ما بدفع" تعتمد بأسلوبها الإخراجي على كسر الحاجز ما بين الخشبة والجمهور، وعلى الدخول والخروج المتكررين للممثلين في الشخصيات، مما يؤسس للعبة مسرحية يتميز بها مسرح داريو فو " المسرحي الإيطالي كاتب النص" .
وقد استطاع الممثلون أن يديروا هذه اللعبة بتمكن وبإحترافية شدَّت الجمهور وأضحكته.
وختم البيان قوله،" أن هذا هو العرض الثالث عشر للمسرحية وسيتم استئناف العروض نزولاً عند رغبة الجمهور الذي يشكّل بالنسبة لنا الحكم الأول والأخير".
ويُذكر أن الفنانة نادرة عمران قد اعتذرت حيال مشاركتها في مسرحية "إدفع ما بدفع"، واعتبرتها "درساً قاسياً"، وتمنّت أن تمحى من مسيرتها الفنية.
اعتذار عمران جاء بعد العرض الأول أمس الخميس، قالت في بيان أصدرته قبل قليل: "أعترف بفشلي وعجزي حيال هذه المشاركة في نسختها الأخيرة، بعد التعديلات، ورغم بذلي الكثير من الجهد والوقت على أمل أن تكون بمستوى يليق بالجمهور وقناعاتي الراسخة بطهر ونبل المسرح، لكن تبيّن أن هذه التجربة ذهبت في اتجاه آخر".
تتحدث عمران في بيانها الذي يُعد سابقة انسحاب بهذا الحجم الفني، وهذه التفاصيل؛ على المنظور القريب، عن "طحن" المسرح والجمهور لصالح "مطارق التهريج والسخف من أجل الضحك المجاني".
تُحدد الإشكالية في "تنصيب" من أطلقت عليه "بهلواناً وأكثر دهلزة على عرش الحضور والمديح عبر نوافذ الفيسبوك وغيره من بورصات الهذيان والإفلاس".
وتشرح بأن من عدّته "أرجوزاً" امتلك أدوات "الفهلوة" والفبركة والكذب والتدليس، التهمها كلها، والتهم الجمهور والنص والممثلين والمخرج و"نُبل" المسرح.
وتؤكد عمران أن باقي الفريق كان جميلاً ورائعاً، لكن هذا حسب وجهة نظرها، لم يمنع سقوط وفشل العمل.
تقول بكل صراحة: "أعلن اعتذاري الصادق وأسفي العميق للجمهور الأردني".
تتابع: "كان هذا درساً قاسياً يجبرني على اليقظة والحذر الشديد في قادم الأيام".
عدم وجود عقد، ودفعات مالية، لا يمنع الاعتذار، والانسحاب طالما بدأ العمل أولى عروضه، الاعتذار والانسحاب هنا فني ومعنوي، أكثر منه مادي.
عمران تُقر بخطأ الاستمرار في التجربة، تنسحب، تعلن ذلك للجميع، تؤكد عقب غياب لأكثر من 7 سنوات عن الوقوف على خشبة المسرح؛ أن العودة لم تكن في محلها.
تشدد عمران حسب اعتذارها على مسافة بين الكوميديا و"التهريج"، ترفض الانصهار مع "أفيهات" و"نكات" مُرتجلة ومصطنعة -كما تشير- وتحذر باعتذارها "الكبار" من خوض تجارب تنتقص منهم.
إقبال الفنان على خطوة لا تناسب جمهوره ومشواره؛ خطأ فادح، لكن تراجعه عنها بداية التصحيح. هذه النوعية من التجارب قد تنجح دونه، لكنها لا تضيف إلى نجاحه، وجمهوره، ونوعية ما يُقدمه من فن.