استشهد عشرة وجرح آخرون عندما اطلق رجال الأمن النار لتفريق تظاهرات مناهضة للنظام السوري في مدن سورية عدة في جمعة "صمتكم يقتلنا" التي أحيتها مدينة حماة بتظاهرة شارك فيها نحو نصف مليون شخص فيما شارك أكثر من 300 ألف من أهالي دير الزور بتشييع ثلاثة شهداء سقطوا برصاص قوات النظام خلال اليومين السابقين. وحلقت طائرات مروحية فوق المدينة التي تصاعد فيها التوتر بشكل كبير منذ ثلاثة أيام.
وكان لافتا اتساع رقعة التظاهرات أمس حيث عادت الاحتجاجات إلى كل من اللاذقية وبانياس في الغرب ومعرة النعمان قضاء ادلب.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "شابا قتل في دير الزور برصاص الأمن العسكري الذي اطلق النار على مجموعة من الشباب في طريق عودتهم الى منازلهم بعد انفضاض التظاهرة".
واضاف ان "شابا قتل ايضا في مدينة القصير (ريف حمص) بينما كان يمر أمام حاجز أمني".
وكان مدير المرصد اشار الى "مقتل شاب وجرح آخرين عندما اطلقت قوات الأمن النار بكثافة لتفريق مئات المتظاهرين الذين تجمعوا في ساحة قنينص في اللاذقية (غرب)".
وبعيد ذلك أعلن عبد الرحمن ان "قوات من الجيش السوري دخلت الى حي قنينص واطلقت قنابل مسيلة للدموع لتفريق أكثر من أربعة آلاف شخص تجمعوا اثر مقتل الشاب".
وأكد رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم الريحاوي لفرانس برس "مقتل شاب عندما اطلق رجال الأمن النار لتفريق تظاهرة في درعا (جنوب)" معقل الاحتجاجات غير المسبوقة في البلاد.
واضاف الريحاوي ان "قوات الامن اطلقت النار بكثافة على تظاهرة شارك فيها الآلاف في حرستا (ريف دمشق) ما اوقع أكثر من 15 جريحا بين المتظاهرين بالاضافة الى تعرض المتظاهرين في حي كرم الشامي في حمص (وسط) لاطلاق نار كثيف من قبل قوات الأمن". وأكد "اصابة عدد من المتظاهرين بجروح".
وأكد مدير المرصد ان "أكثر من 500 ألف شخص شاركوا الجمعة في التظاهرة التي جرت في ساحة العاصي وسط مدينة حماة (وسط)" مشيرا الى ان "الشيخ الذي ام الصلاة في الساحة دعا الى رحيل النظام الذي يحكم سورية منذ 41 عاما والى نبذ الطائفية والتمسك بالوحدة الوطنية". وفي دير الزور، اشار عبد الرحمن الى "اربع طائرات تحوم فوق المتظاهرين الذي قدر عددهم بنحو 50 ألف شخص" عند الظهر.
واضاف عبد الرحمن انه جرى عصر الجمعة تشييع جثمان ثلاثة اشخاص قتلوا أول من أمس الخميس برصاص قوات الأمن "بمشاركة 300 ألف شخص". وكانت هذه المدينة الواقعة شرق سورية شهدت الخميس حملة امنية قتل فيها اربعة مدنيين.
وذكر مدير المرصد ان "قوات الأمن التي يفوق عددها اعداد المتظاهرين فرقت بعنف مفرط تظاهرة في بانياس (غرب) وقامت بملاحقة المتظاهرين داخل الاحياء والازقة واقتحمت منازلهم". واشار عبد الرحمن الى "تظاهر نحو ثلاثة آلاف شخص في ادلب (شمال غرب) وريفها كما المئات في مدينة سراقب (ريف ادلب) رغم التواجد الامني الكثيف".
وفي ريف دمشق، ذكر الناشط ان "نحو خمسة آلاف متظاهر خرجوا في عربين ونحو خمسة آلاف في كناكر والمئات في الزبداني هاتفين للشهداء وتظاهرة اخرى في داريا هجم عليها قوات الأمن وعناصر من الشبيحة لتفريقها".
وتحدث ريحاوي عن "تظاهرات جرت في عدة احياء من حمص (وسط) رغم الحصار وتقطيع اوصال المدينة وبخاصة في بابا عمرو والوعر والخالدية والبياضة وباب تدمر والانشاءات وحي الخضر والغوطة والميدان بالاضافة الى الرستن (ريف حمص)".
واشار الى ان "قوات الأمن فرضت حصارا امنيا كثيفا في مدينة انخل في ريف درعا (جنوب) وفرضت حظرا للتجول بين الساعة العاشرة (7,00 تغ) و15,00 (12,00 تغ)".
ولفت الى انها "منعت المصلين دون الخمسين من العمر من دخول المسجد واداء الصلاة كما منعت ادخال الهواتف النقالة وبخاصة المزودة بكاميرات الى المساجد".
واضاف الريحاوي ان "تظاهرات جرت في البوكمال (شرق) والحسكة (شمال شرق) نصرة لدير الزور وفي ريف ادلب كما في معرة النعمان وتل نمس وكفر رومة واريحا وفي ريف دمشق".
كما جرت تظاهرات في الكسوة وحرستا ومضايا والمعضمية ودوما وقارة والحجر الاسود وجديدة عرطوز بالاضافة الى حي برزة والقابون والميدان في العاصمة، حسبما ذكر المصدر نفسه.
وفي المنطقة الشرقية التي يغلب على سكانها الاكراد، ذكر عضو المنظمة السورية لحقوق الانسان (سواسية) حسن برو ان "تظاهرات جرت في عدة مدن اضطر المشاركون فيها الى فضها بعد ان قام متظاهرون ينتمون الى حزب العمال الكردستاني (المحظور) برفع اعلام كردية وصور لزعيم الحزب عبد الله اوجلان".
واوضح الناشط لوكالة فرانس برس ان "ألف شخص تجمعوا في مدينة راس العين الحدودية (شمال) الا ان انصارا من حزب العمال الكردستاني رفعوا اعلاما خاصة بهم ما اضطر المتظاهرين للانسحاب والتجمع في مكان آخر". وفي القامشلي (شمال شرق) "حدث انقسام كذلك في تظاهرة انطلقت من جامع قاسمو".
واشار الى ان "الامر تكرر كذلك في تظاهرة جرت في الدرباسية وشارك فيها نحو ألفي شخص غيروا مسارهم نحو جنوب المدينة تفاديا للمشاركة مع انصار حزب العمال الكردستاني".
من جهة اخرى، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) الجمعة ان "مجموعات تخريبية استهدفت فجر أمس بعبوة ناسفة خطا لنقل النفط يمر بمنطقة تلكلخ (وسط) قرب سد تل حوش".
سورية: جمعة "صمتكم يقتلنا" تعيد اللاذقية وبانياس إلى صفوف المحتجين
أخبار البلد -