أخبار البلد - رصد - يبدو أن لتوقيع اتفاق المصالحة بين حركتي فتح
وحماس في القاهرة وبرعاية مصرية، أثراً كبيراً على الاحتلال الإسرائيلي، فقد أصبحت
الشغل الشاغل له.
الاحتلال الإسرائيلي، يخشى أن تزداد العمليات الفردية التي ينفذها الشباب
الفلسطيني في الضفة الغربية، ولكن السؤال هنا، كيف سيكون طبيعتها؟ وهل ستزداد
وتيرتها؟ وهل ستنتقل من الضفة الغربية إلى القدس وقطاع غزة؟
أكد أيمن يوسف المحلل السياسي، أنه من الصعب الحكم على مستوى العمليات
المناهضة للاحتلال في مناطق الضفة الغربية، لافتاً إلى أن الكل يتوقع بأنه سيكون
هناك انخفاض في منسوب العمليات على اعتبار أن هناك اتفاقاً فلسطينياً جديداً،
سيعمل على حل كل الملفات العالقة.
وقال في لقاء : "إن ذلك غير مؤكد بحكم أن جزءاً من هذه العمليات هي
فردية ينفذها أشخاص ليس لديهم انتماءات سياسية، كما أن بعض التنظيمات الفلسطينية
هي خارج لعبة الاتفاق باستثناء حركتي فتح وحماس، وأشير على وجه التحديد إلى الجهاد
الإسلامي، وبعض قوى اليسار، وخاصة الجبهة الشعبية، والتي عبرت عن عدم رضاها بسبب
عدم اشراكها في المفاوضات الأخيرة".
ورأى يوسف، أن الوضع يسير الآن باتجاه انخفاض مستوى العمليات المناهضة
للاحتلال الإسرائيلي، لكنها لن تتوقف، ويمكن ان تتجدد في أي لحظة".
وفي السياق ذاته، أشار المحلل السياسي إلى أنه من الممكن أن تقوم بعض الجهات
المحسوبة على حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية ببعض العمليات العسكرية
المنظمة، منوهاً إلى أنه يمكن أن تكون أكثر فاعلية ضد جيش الاحتلال.
وقال: "على الرغم من ذلك فإن الظروف صعبة لمثل هذه العمليات بحكم أن
القوتين الكبيرتين في الساحة الفلسطينية، توافقوا على شكل من أشكال المقاومة
السلمية في هذه المرحلة".
وحول ما إذا كان بالإمكان انتقال العمليات الفردية من الضفة الغربية إلى
القدس وقطاع غزة، أوضح إنه بالإمكان انتقال العمليات إلى قطاع غزة، معتبراً أن
هناك تخوفات لدى المواطنين نتيجة الاستفزازات الإسرائيلية.
وقال: "حتى الآن فمن المنظور السياسي والاستراتيجي فإن إسرائيل غير
راضية عن التوافق والاتفاق الذي رعته مصر، وبالتالي هي تراقب الوضع عن قرب وكل
التصريحات الصادرة عن حركة حماس، وبالتحديد في ملف الاعتراف بدولة إسرائيل، لذلك
فإن إسرائيل إذا شعرت بأن هذا التوافق الفلسطيني يأتي على حسابها يمكن أن تقوم
بافتعال بعض العمليات في قطاع غزة على شكل اغتيال بعض الشخصيات أو قصف العديد من
المواقع، وبالتالي سترد الفصائل، لذلك قد يكون ذلك البداية لعمل عسكري في القطاع".
وأضاف: "العملية العسكرية قد تكون في المراحل الأولى محدودة، حيث أن
نطاق استراتيجيتها وتوسعها يعتمد على الفصائل الفلسطينية، ومدى قدرة السلطة
بالتوافق مع الفصائل لضبط الأمور".
بدوره، أوضح ناجي البطة المختص في الشأن الإسرائيلي، أنه إذا التقى
فلسطينيان، فإن ذلك لا يأتي على هوى الإسرائيليين، باعتبار أن أي لقاء فلسطيني
فلسطيني فإنه يصنف بأنه ضد دولة إسرائيل.
وفي السياق ذاته، أشار البطة إلى أن هناك أيدٍ خفية إسرائيلية تقف وراء عدم
سير المصالحة بالحد الذي يتمناه الشعب الفلسطيني، مبيناً أن المصالحة بالنسبة
للاحتلال إذا شكلت أي خطورة عليه فإنه سيتدخل بشكل مباشر.
وقال: "أعتقد الآن أن إسرائيل تتصرف بطريقة غير مباشرة لعرقلة المصالحة،
حيث تضع خطط أمنية وعسكرية لإفشال هذه المصالحة إذا كانت حقيقية، تلبي مصالح الشعب
الفلسطيني".
وأضاف: "سيكون هناك تدحرج في الدخل الإسرائيلي، يبدأ بالإعلام ثم
الاقتصاد ثم البعد السياسي ثم الأمني ثم العسكري، وذلك حسب ما يتوقعه الاحتلال من
مدى خطورة المصالحة عليه".
بعد المصالحة..هل فلسطين على بر الأمان؟وهل تشن إسرائيل حرباً على غزة؟
أخبار البلد -