أخبار البلد -جلنار الراميني - مسلسل سوري تحت مسمى "الولادة من الخاصرة" يتحدث عن متنفذين وأشخاص يستغلون قوتهم في سبيل تحقيق مآربهم،ضاربين عرض الحائط بالأنظمة والقوانين ،ساعين إلى الحصول على ما ينشدوه بالقوة،وإن كانت الأرواح هي الثمن.
نعم هذا المسلسل شاهده كثيرون،وترك أثرا كبيره لديهم،على وقع تساؤل مضمونه"هل من المعقول أن يحصل هذا في واقع الأردن؟!!.
للأسف الإجابة ..نعم،فهنالك كثيرون تحت وطأة
اللاضمير،سلوكياتهم بلا بوصلة أخلاقية،جلّ اهتمامهم أن يلقوا آخرين إلى التهلكة في
سبيل تحصيل حقوقهم،وقد يكونوا مأجورين لتحصيل حقوق آخرين.
شكاوى حطّت على مكاتب "أخبار البلد" يصعب حصرها من قبل ضحايا،ومواطنون سمعوا الكثير، عن أشخاص يقومون بما لا يصعب تصديقه،ويندرج تحت أحداث درامية ،حيث يقدمون شكاوى كاذبة،ويختلقون قضايا وهمية بحقّ أشخاص هم "براءة" من تلك القضايا،في سبيل تحصيل حقوق لهم.
الأمر يعني ،ان هنالك تكالبا على القوانين،فإذا أراد شخص الحصول على حقه من آخر،ولم يتمكن،فإنه يذهب إلى مركز أمني،ويبدأ بتلفيق تهمة على ذلك الشخص "البريء"،ويتم استدعاء ذلك الشخص ،على وقع صدمة في التبليغ الذي لا يعلم ماهيته،فيعلم حينها أنه وقع في فخّ لم يكن في حسبانه،وتبدأ القضايا تنهال عليه من ذات الشخص،وقد تحتاج تلك القضايا الوهمية عددا من الشهور،فتبدأ رحلة المعاناة معه،حيث يحاول التخلص من تلك القضايا التي علقت به ،ولا يتم التخلص منه إلا بعد تسديد ما هو مترتب عليه من حقوق لذلك الشخص "الجاني".
"سيناريو" تلك القضايا يتم صياغتها أمام الجهات الأمنية بحرفية تامة ،وكأن ذلك الشخص ممثل بارع بامتياز،وليس هذا فحسب،بل يتم تقديم بلاغاته في محافظات مختلفة،في سبيل تمكّنه من فريسته – المواطن – ليتم استعادة حقوقه ،بعد أن يكون الضحية قد خرت قواه من متابعاته في الأجهزة الأمنية والمحاكم نتيجة للقضايا ضده.
هؤلاء قد يكونوا أصحاب سوابق،أو مأجورين من قبل أشخاص أرادوا تحصيل حقوقهم فلجأوا إلى قضايا وهمية،ووجب الحذر منهم .
مدير البحث الجنائي،الأمر باتت عند كثيرين ظاهرة،وعند آخرين في طريقها لتصبح ظاهرة ،فأصبح اللجوء إلى هذه الأساليب بعيدا الانظمة واضحا ،دون النظر إلى عواقب الامور،حيث أن المراكز الأمنية باتت تعجّ بقضايا من هذا النوع وأصحابها "كاذبونه"والضحايا "أبرياء صادقون".
نداء وصل السماء،وصرخات مدوية من منبر
"أخبار البلد" أمام تخبط هؤلاء المظلومين،نضعها أمام مديرالبحث
الجنائي،والوصول إلى آلية ناجعة تساهم في تجفيف تلك السلوكيات من منابعها،وباتت
"الولادة من الخاصرة" عنوانا يستحق أن يتم تسميته لحياة يومية أساسها
معاناة وآلام تبرز للمواطن الأردني ،وللحق كلمته ،وبانتظار ما يُخلد الأمل في نفوس
شعب أراد الحياة .
والواضح،ان أصحاب الحقوق ونتيجة لتلك التصرفات يصبح الحق عليهم وليس لهم.
وما يجدر ذكره ،أن مديرية البحث الجنائي تضع يدها
بيد "أخبار البلد" في حال تم نشر كل ما يندرج تحت عملها واختصاصها،من منطلق
التشاركية في الحفاظ على وطن وخدمة المواطن.