أخبار البلد - على إيقاع أزمات عديدة معقدة ومتشابكة، ثنائية وإقليمية ودولية، دخل وزيرا خارجية الولايات المتحدة ريكس تيلرسون ونظيره الروسي سيرغي لافروف إحدى الغرف المغلقة، وكان العنوان العريض هو مباحثات ثنائية لتطويق التوتر الدبلوماسي الناشب بين موسكو وواشنطن اثر اقدام الأخيرة على مصادرة ممتلكات دبلوماسية تعود للأولى.
هذا الملف بات يتصدر قائمة طويلة من الملفات الخلافين بين موسكو وواشنطن، والتي لا يمكن حصرها، سواء في سورية او القرم أو أوكرانيا أو العراق أو ليبيا أو تركيا أو أفغانستان، وملف المفاوضات النووية الإيرانية والأميركية، وحتى العقوبات الأميركية والأوروبية على روسيا، ناهيك طبعاً عن حدث الساعة، والخلاف النووي مع كوريا الشمالية.
يبدو أن الرجلان فضلا أن يحصرا لقاءها في الغرفة المغلقة بملف واحد فقط، وهو ما وصفته موسكو "بإجراءات تعسفية أميركية بشأن الممتلكات الدبلوماسية الروسية".
وبحسب الانباء فقد أبلغوزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، الثلاثاء،نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون، بأن بلاده مستعدة لرفع دعوى قضائية ضد الولايات المتحدة بسبب "إجراءاتها التعسفية” بشأن الممتلكات الروسية.
ونقلت وكالة "إنترفاكس″ الروسية للأنباء أن لافروف أخبرتيلرسون، بأن موسكو مستعدة للاستعانة بالقضاء "فيما يتعلق بالإجراءات غير القانونية التي تقوم بها واشنطن اتجاه الممتلكات الدبلوماسية الروسية في الولايات المتحدة”.
وذكر بيان للخارجية الروسية نقلته إنترفاكس أن لافروف أبلغ نظيره الأمريكي بأن "مصادرة الممتلكات الدبلوماسية الروسية من قبل السلطات الأمريكية في الولايات المتحدة تعد انتهاكا صارخا للقواعد القانونية الدولية”.
وكانبوتين شدد في تصريحات أدلى بها في وقت سابق على أن التصرفات الأمريكية بحق المؤسسات الروسية الدبلوماسية تعتبر "أمرا غير مسبوق، إذ تم منع الجانب الروسي من استخدام أملاكه”.وأوضح "سأكلف وزارة الخارجية الروسية برفع دعوى قضائية.. سنرى كيف يعمل النظام القضائي الأمريكي المتبجح”.
والخميس الماضي، أبلغت واشنطن موسكو، بضرورة إغلاق قنصليتها في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا (غرب)، واثنتين من ملحقياتها الدبلوماسية في العاصمة واشنطن ومدينة نيويورك (شرق)، بحلول أجل انتهى مداه السبت الماضي.
كما قامت السلطات الأمريكية، يوم السبت الماضي،بتفتيش مقر الممثلية التجارية الروسية في واشنطن، بعد انتهاء المهلة التي منحت لإخلاء المبنى، رغم تسليم الخارجية الروسية مذكرة احتجاج إلى الوزير المفوض بالسفارة الأمريكية بموسكو، أنتوني جودفري، لإعلان رفضها أي خطط من شأنها تفتيش مقر بعثتها التجارية في واشنطن.
وطلبت روسيا، نهاية يوليو/تموز الماضي، من الولايات المتحدة تقليص عدد موظفي بعثتها الدبلوماسية في روسيا من 1210 إلى 455 فقط.
وجاءت تلك الإجراءات المتبادلة على خلفية فرض واشنطن عقوبات ضد موسكو، إثر ضم الأخيرة شبه جزيرة القرم من أوكرانيا بالقوة، بالإضافة إلى مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي فاز فيها الجمهوري دونالد ترامب، في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، على حساب منافسته الديمقراطية، هيلاري كلينتون.
وكالات