مع تدفق اللاجئين السوريين من مدينة جسر الشغور ومدن اخرى الى جنوب تركيا تتصاعد حدة التوتر الطائفي بين القادمين ومعظمهم من السنة واهالي مدن الجنوب التركي الذين تعيش بينهم اقلية علوية موالية للرئيس بشار الاسد ونظامه.
ولهذا قررت الحكومة التركية تخصيص مناطق للاجئين في معسكرات خاصة بدلا من تركهم يتحركون في المدن في منطقة هاتاي.
وقد شهدت المنطقة مظاهرات نظمها العلويون الاتراك في بلدة سمندنك والتي تعيش فيها غالبية من العلويين الاتراك. وبلغ عدد اللاجئين من سورية حتى الآن 7 الاف لاجىء ويتزايد عددهم يوميا مع توسيع رقعة عمليات الجيش السوري في شمال البلاد، خاصة في محافظة ادلب.
ومع التوتر الطائفي بين السوريين والاتراك العلويين هناك توتر من نوع اخر بين اللاجئين انفسهم حيث يتبادلون الاتهامات على الرغم من تأكيدهم انهم يقفون في جبهة واحدة ضد النظام، ويتهم السنة جيرانهم العلويين بمساعدتهم في عمليات الجيش من خلال اقامة الحواجز على الطرقات المؤدية لجسر الشغور التي شهدت اوسع عملية عسكرية وشردت غالبية سكانها. ويرى اللاجئون منها ان افظع الجرائم ارتكبتها ميليشيات تابعة للنظام والمعروفة بالشبيحة. واتهم لاجئون النظام بتسليح العلويين 'وجلبوهم للحرق والنهب' حسب مواطن من المدينة.
ويرى تقرير في صحيفة 'اندبندنت' ان هناك مخاوف من تصدير التوتر الطائفي الحالي في سورية الى تركيا، خاصة ان منطقة هاتاي مقسمة بين السنة والعلويين بالتساوي، اضافة لوجود اقلية مسيحية بينهما.
وقالت الصحيفة ان اللاجئين السوريين لم يسمح لهم بالاختلاط بسكان المنطقة، على الرغم من وجود علاقات قرابة بين سكان القرى الحدودية على الجانبين. وبدلا من ذلك تم استيعابهم في مراكز للسياحة اضافة لبناء معسكرات لهم. ولم تسمح السلطات الحكومية للاعلام ومنظمات حقوق الانسان مثل امنستي انترناشونال ولا حتى السكان المحليين للحديث مع القادمين من سورية. وترى الصحيفة ان الجهد التركي محاولة لابعاد اللاجئين عن الاعلام، حيث تحاول حكومة طيب رجب اردوغان الذي اقام علاقة صداقة مع بشار الاسد التركيز على الطرق التي يتم من خلالها استيعاب الازمة الانسانية مع ان مسؤولين اعترفوا من ان حسابات التوتر الطائفي تقف وراء سياسة عزل اللاجئين. ونقلت عن مسؤول تركي قوله 'نعتقد ان مشكلة طائفية جدية ستظهر في سورية، ولا نريد ان تنتقل العدوى الى هنا، ونريد عودة اللاجئين عندما تتحسن الظروف'. وبحسب الصحيفة فان هذه المخاوف لا تمنع من وجود توتر داخل تركيا على ما يحدث في سورية، حيث اشارت الى ما قاله لاجىء ترك محله وهرب الى بلدة جوفيتشي الذي تحدث بغضب لمرافق الصحافي العلوي، حيث قال له 'انت تعرف جيدا ما يحدث هناك، ابناء طائفتك يقتلوننا، اسأل اخوانك العلويين كم سيقتلون منا'.
وتقول الصحيفة ان معارضي استقبال السنة من العلويين يخططون لمظاهرة جديدة اليوم. ونقلت عن سائق شاحنة من العلويين قوله ان القصص التي يحكيها اللاجئون غير صحيحة 'هم كذابون، بشار الاسد كان جيدا معهم، ووفر له مستوى من الحياة احسن مما هو متوفر لنا في تركيا، وستحدث اضطرابات اكثر لو اجبر على الخروج من السلطة، ليس في سورية ولكن في تركيا كذلك'. واتهم علوي تركي اخر الحكومة التركية بدعم طرف على اخر، حيث قال ان 'السنة الاتراك يدعمون الاجانب على حساب المواطنين الاتراك'. واتهم اللاجئين السوريين بأنهم يحملون افكارا متطرفة، ولهذا السبب هربوا لانهم يقاتلون حكومتهم 'ومن يساعدهم الى الهروب هنا يريدن مساعدتهم على نشر افكارهم المتطرفة' وانهم يريدون زيادة عدد السكان السنة. ويرى ان هناك عاملا آخر يدعو العلويين لرفض استقبال السنة السوريين وهو العامل الاقتصادي، حيث قال ان العلويين لديهم الحق للتحدث والعمل على تأكيد حقوقهم. ونقلت الصحيفة عن مدير فدرالية المؤسسات العلوية قوله ان العلويين يجب ان يؤكدوا على حقوقهم، وقال ان الحكومة لا تعترف حتى في اماكن عبادتهم.
ولكن النائب في البرلمان عن هاتاي وهو من الحزب الحاكم اكد عدم وجود هذا التوتر، واكد عبد الهادي كهايا على اهمية الترحيب باللاجئين السوريين. وشدد على اهمية مساعدة 'اخواننا السورين، لدينا علاقات جيدة معهم طوال هذه السنين وعلينا مساعدتهم'.
واشارت الصحيفة الى بعض الحوادث التي نقلتها عن لاجئين افغان وكيف تعرض بعضهم لمعاملة سيئة من العلويين، حسبما نقلت عن لاجىء افغاني للاشارة الى وجود توتر.