ليس هناك ثمة فروق بين اسماء تنظيمات الارهابيين ولا يظنن أحد ان داعش بكل ما يحمله هذا الاسم «والتراث» الدموي الذي ما تزال تفاخر به من قتل وترويع واعدامات واغتيالات ودمار للبشر والحجر وأسس الحضارة، تقل أعمالها بشاعة عن التنظيم الارهابي المسمى جبهة النصرة ثم حمل تضليلاً اسم جبهة فتح الشام ظناً من مشغليه أنهم بذلك يسوقونه كتنظيم معتدل لكنهم فشلوا في مساعيهم ولم تنطل حيلة نفي صلته بالقاعدة على أحد ، فراح يمارس أعماله الاجرامية بلا خشية أو اقنعة حاول الداعمون إلباسه إياه الى أن رأيناه الآن يتخفى خلف اسم هيئة تحرير الشام.. لكن جوهره بقي كما هو..
الحرب على «النصرة» كي لا نضيع بين الاسماء، يجب ان تتواصل بما هي تنظيم ارهابي لم يكتف بما الحقه من دمار وخراب في مدينة حلب لينتقل الى مرحلة تصفية التنظيمات المسلحة الاخرى وبخاصة تلك المعتدلة التي تنضوي تحت راية الجيش السوري الحر، وراح ارهابيو هذه الجبهة التي نفذ الكثير من عناصرها وعتادها تشن حرباً اجرامية على باقي الفصائل وخصوصاً تلك التي وافقت على اعتبارها وداعش تنظيمين ارهابيين الأمر الذي تجلى ايضاً في رفع بعض الدول الاقليمية وعلى رأسها تركيا الغطاء الذي وفرته لها في السابق، فارتابت بالجميع وبدأت حملة واسعة من الاقتحامات والسطو على مخازن ومستودعات الفصائل التي ترفض الخضوع لشروطها الرامية الى تجريدها من سلاحها وانضمام عناصرها الى النصرة تحت طائلة الاعدامات الميدانية والتخوين والاتهامات لهم بأنهم جواسيس وعملاء تارة للنظام السوري وطوراً لما تسميه دول الكفّار والملحدين وغيرها من الاوصاف التي يحفل بها قاموسهم الظلامي..
آن الأوان لأن يدرك الجميع وبخاصة في بلدنا والدول العربية والاسلامية ان الارهاب واحد وأن خطاب اتباعه واحد مهما تغيرت الاسماء ومهما حاول المشغّفون إضفاء صفة الاعتدال عليهم او وصفهم بالثوار وغيرها من الكلمات والمصطلحات المُضللة، ولن يكون هناك مستقبل لهؤلاء إذا ما اتبع رافضوا هذه العصابات الارهابية نهجاً جاداً ودؤوباً وسليماً في محاربتهم وعدم الوقوع في فخ الذين يخلعون عليه او يحاولون صفة الاعتدال وبخاصة ان الخسائر التي لحقت بجبهة النصرة في صراعها مع التنظيمات الاخرى وبخاصة الجيش الحر وحركة أحرار الشام تشي بأن نهايتها قريبة هي وعصابة داعش بعد ان خسرت الأخيرة معظم المناطق التي سيطرت عليها في الموصل واقتراب معركة تحرير الرقة فضلاً عن الضربات الموجعة والصاعقة التي وجهها سلاح الجو الملكي يوم الجمعة الماضي لمعسكرات ومخازن ذخيرة داعش في الجنوب السوري.(الرأي)