حوار مع ادباء ك شعراء وروائيين وكتاب قصص حول كيفية اختيار عناوين مؤلفاتهم كيف ينظر المبدع الى عنوان مؤلفه؟ متى يختاره؟ وعلى اي اساس؟ عددا من الكتاب والشعراء وكاتبي القصص وقصص الاطفال للحديث عن اهمية اختيار العنوان لمؤلفاتهم.
الشاعر الاردني الكبير حيدر محمود، اشتهر بشعره الوطني عن فلسطين والأردن، له أكثر من قصيدة تتوقد فيها جمرات البراكين غضباً لما نحن فيه، من مؤلفاته: "يمرَ هذا الليل"، "اعتذار عن خلل فني طارئ"،"شجر الدفلى على النهر يغني"، "عباءات الفرح الأخضر"،وغيرها الكثير، وكاتبة قصص الاطفال روضة الهدهد الفرخ، لها مؤلفات عديدة للاطفال منها: "سلسلة حكايات بطولية للأطفال"،"مغامرات كنعان وحنظلة في نفق المسجد الأقصى"، "لغز الأطفال في البندقية"، وغيرها، والروائي سليمان قوابعة،ومن مؤلفاته: "جرح على الرمال"،"الرقص على ذرى طوبقال"، وغيرها، والشاعرة ناديا مسك، صاحبة ديوان" اسبيحك عذرا"، وكان الحوار التالي :
الشاعر حيدر محمود قال: العنوان وأختياره يعتبر هو الاساس او مفتاح القصيدة من خلالاه يستطيع القارئ ان يبدا بفهم مضمونها اذ تمث بداية فهم القصيدة ودائما تاتي اما مصادفة او مع سبق الاصرار، وعندي على الاغلب يتم اختيار عناوين قصائدي في نهاية الانتهاء من اكتمال اللقصيدة قد يحضر البعض للعنوان الا انني افكر في عنوان فعادة تياتي كما اريد واشتهي له بان يعبر عن مضمون القصيدة وان يحرك في القارئ مشاعر تشده لقرائتها الا انني في احيان اخرى اكتب القصيدة وليس بالضرورة ان ارى انه انسجم مع مضامينها واهدافها وهنا اقوم بتغييره عدة تغييرات ليتلاءم مع ما اود طرحه في القصيدة ليكون اكثر ملاءمة لان العنوان حقيقة عندي يعتبر اهم ما في القصيدة لانه ياخذ اهميتها فاعنوان رهين قضية معقدة لانني اذا ما اخترت عنوان ناجد نفسي ملزما بالعنوان وعدم الخروج عن اطاره الخارجي وبالتالي قد لا ياتي حسب ما اريد له وهذه مفارقة وانا حقيقة اختار العنوان في حالة اكتمال القصيدة بعد ان تكون القضايا المطروحة قد اخذت مفومهما ومضمونها الذي اريد منها وهنا ارى انه يجب اختيار عنوان مناسب لما جادت به قريحتي الشعرية انسجاما مع طرح القضايا ليكتمل النص مع العنوان وتحقيق الهدف المرجوا من القصيدة.
كاتبة قصص الاطفال روضة الهدهد قالت: يعتبر العنوان هو ما يلفت نظر القارئ في الكتابة ولذلك يحرس الكاتب على اختيار عنوان مناسب للعمل وجاذب للقارئ، وبالنسبة لي وبحكم كتاباتي لفئة هامة هم الاطفال فان التركيز يكون كبيرا في اختيار العنوان لانه الوسيلة الاولى للبدء بقراءة الكتاب واقتناءه، وفي العادة أخر اختيار العنوان نالى آخر مرحلة وعندما اعرض الكتاب كمخطوطة على عدد من الاطفال والكبار اقترح عليهم اعطاء عناوين لهذا الكتاب ولا اخفيك انني افكر في العنوان لاخر مرحلة سواء وانا في البيت او اتجول عند الاقارب واضع في كل مرة عنوان مكتوب في ورقة ومن ثن ابدأ باختيار الانسب، وفي اخر كتابين هما" زيتونة ستي حفيضة"، و" الكنيسة والمقبرة" بذلت جهدا استثنائيا لاختيار الاسمين وأعترف انني سعيدة بختيار العنوانين والتوفيق باختيارهم لانهم باعتقادي عبروا عن المضامين وكان لهم وقع ايجابي على المتلقي، وفي كتاباتي السابقة اعتمدت على الاسرار مثلا" سر جبال اوراس" سر سكين عامر" كما استعملت الالغاز مثلا لغز الاطفال والبندقية ، وواستعملت الملثم في اعناوين حتى اعطي نكهة المغمرة لدى الاطفال وفي بعض الاحيان استعملت التساؤل فمثل هل يكفي الحظ وهكذا.
الروائي سليمان قوابعة قال: العنوان يعتبر كما يقال النص الموازي تستظل تفاصيل الرواية تحت هذا العنوان تبتعد وتقترب اليه وتستظل تحته فهو في بال الكاتب اذ انه ستار الخيمة لصاحبها قد يغيب قليلا لكنه ياتي للمتلقي بعفوية لتعطي حروفه تفاصيل ما يجري ومثال ذلك روايتي" دروب الرمل" التي صدرت في 2016، فأرضية الاحداث لا تغيب عن مسارات الرحل إنها لدي دروب الجنوب التي يسلكها في ايام معروفة من كتب عليهم النفي حيث الدروب يغطيها في مشارقها كثبان الرمل وإن التقت مع تلك الدروب الرملية في غربتها سلاسل الجبال ولذا فالرحلة من خلالها سواء كانت في شاحنة او على ظهر الدواب من الحيوانات تعاني من البطئ والتعب وقلة المؤونة ن فالرحلة اذن لم تكن سهلة أنها المعاناة للمرتحلين والمحروسين في جنوب الارض حيث موسم هجرة المنفيين والراحلين عبر تلك الدروب، ومتى يختار المؤلف عنوان روايته؟ غالبا ما يستحضر الاديب والكاتب عنوان ما سنجزه في بدايات عمله الادبي وربما يحدث شيئا من تركيبة العنوان فيما بعد لذا العنوان هو مقدمة لحيثيات العمل الفكري غالبا وربما التاريخي او غير ذلك قد يكتمل العنوان في نهاية كتابته، وفي عملي الروائي " دروب الرمل" فقد جاء العنوان في نهاية الرواية اذ كان العنوان بين عيني في البداية باسم" رياح السموم تواجه المنفيين" اي الذين يبحثون عن وطن وايضا عن الغجر وهم يرتحلون طلبا للرزق والبحث عن وطن ، فالمسألة تخضع للمراوحة النسبية وفي الغالب إذا اختلف العنوان قليلا في ذلك الا بعد ان تنضج النصوص فيعتدل ويستقر العنوان على نفسه فالعنوان هو النص الموازي لمجرى الاحداث.
الشاعرة ناديا مسك قالت: تتولد فكرة العنوان لدى الشاعر في بداية مخيلته ثم تنضج وتكتمل مع تسلسل الاحداث وتواترها ويفرض نفسه مشخصا ما يواجهها الشاعر في رحلة كتابته لقضائده، وفي اختيار عنوان ديواني " استبيحك عذرا" اخترت العنوان بفكرة مسيطرة على ذهنيتي على عكس ما يتصوره البعض عن مصطلح الاستباحة السائد لدى الاغلب بانه ردة فعل على فعل عدواني وهجومية من طرف الرجل ضد المرأة لذلك ارأتيت ان ارسخ مفهوما جماليا اكثر رقيا لهذه العلاقة بين المحب والحبيبة ، وقصدت من هذه الاستباحة هي الاستباحة الجميلة المسموحة لسمو هذه العلاقة وارتابطها بفكرة الوطن، اي استبيحك عذرا بمعنى اي اعذرني ان استبيحك قليلا لتكون ملهمي ومن هنا اجد ان الاستباحة شيئ جميل ومسموح وتحمل في ثناياها فكرة جميلة مبطنة بروح الوطن اردت ان ابعد عناه فكرة العدونية والهجرمية في هذا المعنى، وياتي اختيار العنوان في الغالب بداية في فكرة يثم تتكون ابجديات العنوان لدى الشاعر ومن ثم ينهمك في كتاباته ومن خلال كتابة نصوصه يستدرك عنوان وفي نهاية عمله الادبي يستجلي عنوانا بوضوح وهكذا يتم اختيار العنوان وهكذا حدث معي في ديواني استبيحك عذرا.
حوار مع ادباء ك شعراء وروائيين وكتاب قصص حول كيفية اختيار عناوين مؤلفاتهم كيف ينظر المبدع الى عنوان مؤلفه......

أخبار البلد - اخبار البلد-